fbpx
بالمختصر … أنا وأخي المنتصر / علي بن محمد اليافعي
شارك الخبر
بالمختصر … أنا وأخي المنتصر / علي بن محمد اليافعي

كان لي أخ أسمه المنتصر خرج من المدرسة وهو لم يكمل الثالث الابتدائي كان كثير المشاكل يتعامل مع الناس بغطرسة وبعنجهية وكان كثير المخالفات لا يعترف بالإخوّة ولا يعترف بالقانون والنظام عُرف عنه بالكذب والخداع والمراوغة يتعامل مع الناس بطريقة قبلية متخلفة عنصرية بحته وكنّا نقدّر ذلك ونرجع سبب تخلفه إلى كونه جاهل لم يكمل تعليمه، وكان له بيت صغير ومعه عدد كبير من الأولاد وحالته المادية صعبة.

وقد مَن الله عليّ بالخير فقررت ذات يوم أن أدخله معي شريكا في البيت والأرض فوافق على ذلك، وكان للبيت الذي نسكنه عدد (2) من البوابات كانت بوابتي من جهة الجنوب وبوابته من جهة الشمال فذات يوم قام المنتصر بإغلاق البوابة الجنوبية وقال: يجب أن تكون لنا بوابة واحدة فنحن إخوان ولا داعي لاستخدام أكثر من بوابة.

وتحملت ذلك احتراما لمبادئ الإخوّة فأخذ مع مرور الأيام يستولي على كل شي وبدأ بافتعال المشاكل معي ومع أبنائي حتى وصل به الأمر إلى أنه كان يمنعنا من دخول البيت أو الخروج منه، ويدّعي بأن البيت له، وأننا نضايقه أثناء دخولنا وخروجنا.

حاولت وبعدّة وسائل بأن اقنع أخي المنتصر بالعدول عمّا يقوم به تجاهنا فتطور به الأمر إلى أن حمل السلاح في وجهي ووجه أبنائي وقتل بعضنا وطرد بعضنا وأصاب البعض وحبس البعض الآخر واستولى على كل شي.

وبعد أن أخذ كل ما يوجد داخل البيت وباع جزءا من الأرض قام بهدم البيت حتى طرحه أرضاً وأخذ يتصرف بكل الممتلكات وحوّل كل شي له ولأبنائه ولم يتبق لي ولأبنائي إلا الجوع والعطش والقتل والتنكيل والتهم الباطلة وأصبح يسوّق للناس بأن نحن من يفتعل المشاكل ونحن من حاولنا التراجع عن الشراكة ووصل به الحال بأن حلل دمي ودم أبنائي بدعوى أننا نريد شق عصا الجماعة، وكان كلما يكره الناس شيئاً إلا وحاول إلصاقه بنا حتى لا يتعاطف الناس معنا ويتفهموا قضيتنا.

وبعد سنوات من العناء والتعب وبعد أن استمرينا أنا وأبنائي بالمطالبة بإعادة حقوقنا بالطرق السلمية وبعد أن كبر أبنائه وتمرد عليه بعضهم وبدأت عليه علامات الشيخوخة طلب مني أن نتحاور ونعيد المياه إلى مجاريها ويأخذ كل ذي حق حقه وافقته الرأي ولكن بضمانات وبشرط أن يعترف أخي المنتصر بحقنا في كل شي وبأن الرأي لي ولأبنائي بالاستمرار في الشراكة أو بفضها، وبدأت الوساطة وأشترط المنتصر بأن يكون الحوار تحت سقف البيت، ولم أستوعب ولم يستوعب الجميع ما المقصود بقوله تحت سقف البيت؟ حتى كنت أتساءل مع نفسي هل أصبح أخي مجنون؟ فعندما أسأله هل تعلم أن البيت مهدوم ولم يعد صالحا الجلوس تحت سقفه؟ يجيبني نعم، وأسأله كيف نتحاور تحت سقف مهدوم؟! فيطرح علينا البعض بأن نعيد بناء البيت ثم نتحاور تحت سقفه فيرفض ذلك، ورفض كل أنواع الحلول إلا إذا كانت تحت سقف البيت (المهدوم) وطلبت بأن أعيد بناء حصتي (ملكيتي) في البيت لأنني وأبنائي لا نستطيع العيش كما يعيش المنتصر وأبنائه وكان مصرا وملحا بأن أي عرض أو حل يجب أن يكون تحت سقف البيت (المهدوم).

وكان الجميع يستغرب من هذه الأقاويل ومن هذه الأطروحات فكان يظن الناس بأن المنتصر مجنون أو مصاب بحالة نفسية أو يقول ذلك عن جهالة.

ومع مرور الوقت تبيّن أن المنتصر دائما في تواصل مع الناس في الداخل والخارج لجمع التبرعات من أجل إعادة بناء البيت، وتدر عليه الأموال من كل حدب وصوب فأتضح أنه لا يريد إعادة بناء البيت ولا يريد الحوار ولا يريد إعادة الحقوق إلى أهلها حتى لا تنقطع عليه التبرعات والمساعدات. ويريد أن ينظروا إليه الناس بأنه فقير ولم يعد له بيت يؤويه حتى يستمر بطلب التبرعات والمساعدات وحتى لا يطالبه أبنائه بإعالتهم ولا أطالبه أنا وأبنائي بأخذ حصتنا من البيت والممتلكات.

ولكن بعد أن أتضح للجميع ما يريده المنتصر وبعد كل هذه المعاناة لن أقبل ولن يقبل أبنائي بأي حل إلا بعودة حقوقنا كاملة وغير منقوصة وهذا ما يتحقق بمشيئة الله تعالى.

وفي الختام أتمنى الهداية لي ولأخي وأن ينعم الله علينا بالخير.

أخبار ذات صله