fbpx
باحث تأريخي يؤكد لـ”يافع نيوز” بالدليل عن وجود مدينة أثرية ومنحوتات ذهبية في المسيمير
شارك الخبر

يافع نيوز – تقرير – خاص

حضر إلى مكتب”يافع نيوز ” الباحث والمؤلف التأريخي محمود ناصر الشيبي للتوضيح بشأن ما إنفردت بنشره صحيفة ” القضية” في عددها الماضي من إكتشاف مدينة تأريخية في مديرية المسيمير بمحافظة لحج .

وقدم الباحث والمؤلف محمود الشيبي بحثاُ وصوراً تدل على وجود مدينة أثرية ومنحوتات ذهبية وآخرى من البرونز بينها منحوتات فرعونية ، مضيفاً ان هناك أشياء تم العثور عليها لن يتم كشفها إلا وفق فريق قانوني لتوثيقها والتأكد منها .

حيث دعا  الباحث والمؤلف الشيبي قيادات العمل الوطني في الجنوب إلى الإهتمام بهذا الإكتشاف والعمل على الحفاظ عليه كونه يجسد الهوية الحقيقة ليس للمنطقة فقط  بل للجنوب بشكل عام .

وقال الباحث الشيبي أن مديرية المسيمير تعرف بموقعها الجغرافي الهام  بين واديين شهيرين كما ذكرها المؤرخ الهمداني في كتابة “صفة جزيرة العرب” وهما واديي تبن ووادي ورزان كما أنها تعتبر ملتقى لأكثر من أربع طرق تجارية مختلفة  ، ، كما تعرف بمكانتها التأريخية إبان الحكم البريطاني للجنوب العربي ، حيث شكلت المسيمير والملاح سلطنة عظمى تسمى “سلطنة الحواشب” والتي تمتد من الراحة والملاح شرقاً إلى  المسيمير غرباً وحبيل حنش شمالاً ومنطقة الدكيم جنوباً ، وتقع المسيمير عاصمة السلطنة الحوشبية في منطقة محادده لما كان يعرف بالدولة المتوكلية في اليمن .

ويضيف الباحث في الشيبي في كتابه الذي لم يجد من يتبناه ويقوم بطبعه تحت عنوان ” لامعة الكواكب في أسرار بلاد الحواشب وما جاورها ” أن تلك الآثار التي تم العثور عليها تعود لعهد الدولة الأوسانية التي تعرضت للغزو من قبل الدولة السبئية عام 410 ق .م ، مضيفاً أنه تم العثور على آثار ومنحوتات تتشابه مع آثار ومنحوتات ملوك الفراعنة كما موضح في الصورة .

وكشف الباحث الشيبي في كتابه عن مواقع أثرية كثيرة قال انه تأكد منها بنفسه منها موقع مناعة وبشرية وقيف ورخمه و جبل شجاج والتي تسمى ” هجرس ” ، كما ذكر الباحث في كتابة الذي لم يطبع بعد “ص24” بالقول ( الحمد لله على تحقيق أمنيتي بمشاهدة قطع أثرية قريبة من عيناي وما استطعت ألعب فيها او التصرف بها أو إكتسابها وأنه لحسرة وندم كبير في التلاعب بهذه الآثار وأسف كبير ) .

وكان دعا الشخصية الإجتماعية علي حسين علي حيدرة  في حديث سابق مع ” القضية ” إلى الحفاظ على هذه الآثار وإكتنازها في أماكن خاصة وعمل الدراسات العلمية عليها لما تكتنزه من تأريخ عريق ليس للمنطقة فقط بل للجنوب بشكل عام ، حيث كانت تمتد دولة أوسان إلى العماد بعدن وصهيب ” مناطق قرب ردفان ” وكذلك إلى يافع ، مما يدل على ان هذه المناطق جميعها تمتلك آثار الدولة الأوسانية التي جرى طمسها من قبل دول الشمال قديماً وحديثاً .

ما جعلنا نعود بالتأريخ إلى هذه اللحظة التأريخية بحثاً عن أثر لما  تم إكتشافه من آثار تأريخية ونقوش تمتد لعدة كيلو مترات من خلال تلال مرتفعة تحيط بها الجبال من كل الإتجاهات .

حفريات تكشف عن وجود مدينة أثرية..!

كشفل لـ”يافع نيوز ” رئيس المجلس الوطني لتحرير وإستعادة دولة الجنوب عبدالقوي صالح ان عمليات الحفر لم تبداء حالياً وأن هناك من بدأوا الحفريات قبل 6 اعوام تقريباً في مناطق “بشرية “وتم إستخراج منحوتات قيمة وذهبية ولكن بشكل سري ، حيث كشفت رئيس المجلس الوطني لـ ” يافع نيوز ” عند نزولها إلى المنطقة ان هناك من يقوم ببيع تلك المنحوتات بسرية ، حيث يشتريها احد النافذين في صنعاء ويقوم بالمتاجرة بها في إحدى دول الخليج وتحتفظ ” القضية ” بإسم هذا النافذ  .

ونفى رئيس المجلس الوطني لتحرير الجنوب أن يكون إكتشاف تلك الآثار والمنحوتات والنقوش مصادفة ، حيث يتهم أشخاص مرتبطين بالمخابرات اليمنية في صنعاء والمخابرات الدولية بالتآمر من اجل نهب هذا وطمس التأريخ الجنوبي ، قائلاً قد يكون لسيول الامطار دور في كشف هذه الآثار ، لكن هناك من كان يعمل بخفاء على نهب تلك الآثار والمتاجرة بها .

وعلى سبيل المصادفة قادتنا خطواتنا إلى أحد محلات الكمبيوتر بالحبيلين لنسخ صور المنحوتات فأكد لنا صاحب المحل أنه رأى تلك المنحوتات سابقاً في قرص مدمج ” سي دي ” لأحد المغتربين في قطر ، رجح ان الرجل يتاجر بتلك المنحوتات والآثار .

ويقول الباحث والمؤلف التاريخي محمود الشيبي أن عمليات الحفر العشوائية لبعض من شباب المنطقة وقد كشفت على مدن أثرية وتم إستخراج  آثاراً ومنحوتات قيمة جداً بعضها لأصنام وأخرى لعجول وغيرها لأسود ونسور بالاظافة إلى أواني وأكواز ومعدات قتالية  لم يتم التعرف بعد على نوعية المواد التي صنعت منها تلك المنحوتات وتتحدث مصادر عن وجود منحوتات قيمة مخلوطة ” بالألماز وآخرى ذهبية على شكل أحزمة أو تماثيل صغيرة وآخرى مخلوطة بالبرونز والأحجار الكريمة أو الألماز التي غرست في أعين تلك التماثيل أو الأصنام بطريقة مدهشة وعجيبة جداً  ” ، حيث يمتنع من يملكونها الإفصاح عنها أو إظهارها خوفاً من بطش الدولة بهم خاصة وان من يقومون بالحفر هم من البسطاء والفقراء والذين تمكنوا من بيع عدد من تلك الآثار والتماثيل المصنوعة من الرخام بمبالغ ماليه ضئيلة لمقاومة الفقر الشديد الذي يشتهر به  سكان هذه المناطق .

وتقع تلك الحفريات التي تبعد واحد كيلو متر عن عاصمة المسيمير بالقرب من منطقة “مريب” الأثرية التي يعتليها  الجبل الأثري “مناعة ” والمشهور بأهم معالمه وهو الأسد المنحوت في بداية السلسلة الجبلية التي يقع فيها جبل “مناعة” عند مدخل المنطقة والتي كانت قمته حصن حصين  ما زالت آثاره تشاهد أعلى قمة الجبل وهو الحصن الذي لا توجد إلا طريق واحدة فقط للوصول إليه .

حيث يشاهد الناظر من بعيد الأسد الجاثم  بداية السلسلة الجبلية التي يقع فيها جبل “مناعة الأثري ” والذي طالما تساءل الكثير من التأريخيين والمهتمين من أبناء المنطقة وخارجها بالسر الذي تخبئة هذه السلسلة الجبلية ، وغيرها من المواقع الأثرية وخاصة تلك الآثار والمنحوتات التي تم إكتشافها مؤخراً في مناطق عديدة من المديرية كمناطق (جول مدرم – السراحنة – مريب – قيف – جراب – بشرية – اللجمة ) وخاصة أن الآثار التي تم العثور عليها في هذه المناطق المتباعدة بين جبلي “وروه” الذي يبعد شمالاً عن عاصمة المسيمير ما يقارب 30 كيلو متر وجبل “منيف ” الذي يبعد جنوباً عن عاصمة المديرية ما يقارب 20 كيلو متر حيث يقع بينهما الجبل الأثري المشهور “جبل مناعة ” الذي يبعد عن عاصمة المديرية جنوباً واحد كيلو متر فقط .

والأهم في هذا الموضوع انه تم العثور في مواقع الحفريات التي تم إستخراج منها الأصنام والمنحوتات الأثرية  عن وجود جدران لمنازل تدل على ان هناك سكان  كانوا يقطنون تلك المنازل والتي تظهر معالمها بوضوح في تلك الحفريات بأنها ممتدة مثل منازل أي منطقة

 شواهد وأحداث تأريخية تؤكد وجود منطقة أثرية

منذ فترة أكدت أنباء عن قدوم وتردد عدد من الباحثين لعدة مرات  ليلاً وبشكل سري إلى هذا الجبل التأريخي كما لو ان البحوث قادتهم إليه .

كما ظهر منذ فترة رجلاً من أبناء مناطق شمال اليمن ويدعى “البعداني ”  وكأنه مستثمر للأراضي الزراعية من خلال إستئجارها لعدة سنوات بغرض زراعتها ، وكان البعداني يجول تلك المنطقة ليلاً ويدفع الأموال الطائلة لإستثمار أراضي جدباء لا تصلح للزراعة ، لكنه ما لبث بعد فترة بسيطة عن التحدث عن ” كنز ” موجود في المنطقة قبل أن يغيب فجأة عن الأنظار دون أن يعلم مصيره حتى اللحظة  تاركاً خلفه أراضي إستأجرها بعشرات الملاييين .

وتظهر أهمية هذه المنطقة التأريخية من خلال معالم وشواهد عديدة ذكرتها كتب التأريخ أهمها أنها تقع بين واديين شهيرين بالاظافة إلى جبال ومواقع آثرية عديدة أهمها (جبل مناعة وجبل وروه الذي يعتبر من أعلى جبال الجنوب ) والتي تمتاز بكهوف ومخابىء يصعب الوصول إلى قممها إلا من خلال طريق واحدة ومحددة.

وأوضح الباحث والمؤلف الشيبي قائلاً  في حين تقع أسفل هذه الجبال تلال وهضاب مسطحة فإن عملية الترابط الأثري بينها وبين شواهد ومعالم تلك الجبال الأثرية تبدو واحدة فإن عملية الحفريات العشوائية التي تم من خلالها العثور على منحوتات آثرية في أماكن متفرقة تؤكد ما جاء في كتب التأريخ عن وجود حضارة عريقة كان موقعها في هذه المناطق بين واديين وهما ” تبن وورزان ” ، موضحاً أن هذه الحضارة تعرضت لعملية حرب إبادة شاملة تم من خلالها حرق ودفن كل المعالم والشواهد التي تدل على وجود تلك الدولة وهي ما تتناسب مع السرد التأريخي الذي ذكرته كتب التأريخ عن تعرض دولة ” أوسان ” لعملية حرب وإبادة من قبل دولة ” سبأ وحلفائها ” عام 410 ق .م . معتبراً ان الصراع السياسي والأطماع الشمالية في الجنوب لم تكن وليدة اليوم ولكنها أطماع تأريخية منذ القدم .

وأكد  الباحث قوله بما تم  العثور عليه في المنطقة من بقايا بشرية وجماجم معلقة بسنانير حديدية كما لو ان تلك السنانير قد غرست غرساً في تلك الجماجم نتيجة للتعذيب أو ما شابه ، كما تم العثور على بقايا جماجم بجانب جدران مهدومه كما لو أنهم تعرضوا لعملية هدم منازلهم وهم بداخلها .

وهنا يظهر ان ما تم العثور عليه من خلال الحفريات العشوائية في عدد من المواقع التي يقوم بها أفراد بالحفر على أشكال  دائرية تتعدى مساحتها ” 5 أمتار ” ولا يتعدى عمقها  “مترين  ” تدل على وجود حضارة وسكان كانوا متواجدين هنا في مرحلة زمانية تم طمسها وطمرها تحت الانقاض وساعدت عوامل التعرية خلال قرون من الزمن على ذلك الطمر وتغيير المعالم .

ودعا الباحث الشيبي الى نزول ضرورة فريق من التأريخيين بجامعة عدن للكشف التام عن تلك الحضارة الجنوبية وإعادة كتابة التأريخ الجنوبي بحسب ما يتم كشفه بعيداً عن التزوير التي قامت بها دولة الإحتلال مؤخراً في نظام صنعاء من خلال مناهج الدراسة والبحث والتقارير والبرامج التأريخية .

الكاتب التأريخي والباحث / محمود ناصر الشيبي الحوشبي

 

 

 

أخبار ذات صله