fbpx
لا تظلموا قادة الجنوب ..!

– اتضح للعالم ان الرئيس السابق صالح وأركان نظامه لا يؤمنوا بوطن يتساوى فيه الجميع ويحتكموا للقوانين وكانت نظرتهم للجنوب تتلخص في مقولة شيخ قبائل الشمال الأحمر بعد قيام الوحدة مباشره (عاد الفرع الى الأصل ) .

لذلك كان لزاما على هذا النظام ان يتخلص من المعيقين لعودة الفرع وذوبانه في أحضان الأصل وعندها بدأت التصفيات الجسدية لأفضل كوادر الجنوب الذين يعملون في أجهزة الدولة العسكرية في دولة الوحدة قبل ان تكشر هذه الدولة عن انيابها وتصبح دولة احتلال في حربها على الجنوب 94م وكان هناك مجموعه من أبناء الجنوب حاربوا الى جانب القوات الشمالية التي احتلت الجنوب لأسباب منطقيه منها ان حكام الجنوب قبل الوحدة رفضوا الصلح معهم وتطبيع أوضاعهم وعودتهم (بتحريض من المكتب السياسي للحزب الحاكم ).

ومع ذلك كان القادة الجنوبيون الفرقاء لا ينطلقوا بقراراتهم لمصالح خاصه او إرضاء للخارج بل ايمانا وحبا للتوحد مع الشعب في الشمال ولم تكن هناك صراعات في الجنوب طائفيه تحركها الدول الإقليمية. ولكنها كانت بين أطراف في السلطة كل منهم يظن انه يخط الطريق الأفضل لشعبه ومن قتل في صراعاتهم فقد رحل وهو فقير ومقتنع بما يريده من خير لشعبه بحسب تفكيره الوطني؟ ومن عاش لازال حتى اللحظة رغم الظلم والتشريد والتهميش مع خيارات شعبه في الجنوب ولم يمارس الابتذال والعمالة والخيانة ضد شعبه او امته العربية والإسلامية فأصبحوا علي سالم البيض وناصر والعطاس والجفري ومحمد علي والبقيه قيادات ولازالت تمثل شعب الجنوب. بعكس قادة الشمال الذين كانوا أدوات لدول اقليميه وجماعات طائفيه أدخلت البلاد في حروب طائفيه وسياسيه واقليميه خانت شعبها وأمتها العربية وجوارها الاسلامي. لذا لا يجب ان نظلم قادة الجنوب. نعم هناك مشروعين يحملهما قادة الجنوب وكلها تنادي بالتحرير والاستقلال. الاول أنصاره الغالبية وهو الذي يريد التحرير والاستقلال الفوري. والثاني وله أنصار لا يستهان بهم. يريد الوصول الى التحرير والاستقلال بسلاسة مرورا بدوله اتحاديه من اقليمين كونفدراليه او فدرالية واستعادة مؤسسات الدولة وجيشها وامنها وتقرير المصير.

لذا اسال البعض ماهي الفائدة التي سنجنيها حين نألب من يريد مساعدتنا من الاشقاء المخلصين مثل الناشط الكويتي الرائع أنور الرشيد على بعض القادة او المكونات التي تتفق معنا في الهدف ونختلف معها في الأسلوب واعتقد ان أي عاقل سيرى اقصاء أي من انصار المشروعين .هو تصادم يقضي على الحراك وعلى ثورة الجنوب وعلى المشروعين .

فنحن شئنا ام ابينا يجب على انصار المشروعين ان يقبلوا بعضهم بعض .حتى لا تتكرر ماسي الاقصاء في 69م بين جبهة التحرير والقومية .و86م حين طرف اقصى طرف واحدثت شرخ عميق اندمل بالتصالح والتسامح .وما حصل من اقصاء عند توقيع الوحدة .حين طالبت جهات كثيره حكومة عدن (الطغمة) بالمصالحة أولا مع الجنوبيين النازحين في الشمال (الزمرة) والسعي لوحده فدرالية ثانيا .وكان الرد للوسيط الشمالي (الغير نزيه والذي كان يؤجج الخلاف بين الجنوبيين من تحت الطاولة ) ان اردتم وحده اندماجيه نحن مستعدين فورا ولكن بشرط خروج قادة (الزمرة ) الجنوبيين من صنعاء للخارج . هل من مصلحتنا ان يتكرر هذا السيناريو.
اذن الحل في اعتقادي بان يتم دمج المشروعين ليصبح الخلاف اتفاق مع العلم ان ممثلي الطرف الشمالي قد وقعوا على محاضر جلسات الحوار بكل ما يدينهم ويثبت احتلالهم للجنوب وسلبه ونهبه وهذه وثيقة امام العالم واثبات ان الجنوب توحد مع مليشيات وليس دولة مؤسسات.
لكن في الوقت الحالي ما يجعل قادة الجنوب يعزفوا عن تقديم أي مبادرة هو سببين:

1-ان هناك مبادرة خليجيه ستتعارض كليا مع أي مبادرة جنوبيه لأنه ليس فيها أي تمثيل للجنوب ونحن في مرحلة حرب فقادة الحراك والجنوبيين بشكل عام مقيدين من الدول المهيمنة على صناعة القرار الإقليمي ممثله بدول التحالف والدولي ممثله بمجلس الامن وقراراته.

2 – معرفة هذه الحقيقة تجعل القادة يأخروا مبادراتهم حتى لا تصطدم بما يسير على الأرض وما نحتاجه من تحالف وتضامن فمن العيب طرح مبادرات فك الارتباط بينما اشقائنا في حالة حرب مع عصابات الشمال .وكونت تحالف لمساعدتنا .

وهذا أيضا يدركه قادة الخليج لهذا هم الان لا يحبذوا التئام قادة الجنوب والجلوس للتفاهم لان في ذلك الخروج بمشروع استعادة الدولة وفك الارتباط قد يجعل الأمور تسير بعكس ما هو مقرر لها فقادة الخليج يستطيعوا جمع قادة الجنوب ليديروا مؤتمر جنوبي جامع في يوم واحد والخروج منه بقرارات مصيريه ليدعموها ويوفقوا بينهم .

كما عملوا لمبادرة الخليج بين لصوص الشمال وحثالاته .لكن هذا لن يكون في صالح الحرب على المتمردين .

لأن الجبهة الشمالية ليست بذي ثقه وقد تتفكك وسيتم بيع الجبهات خوفا من انفصال الجنوب.

وهذا ما صرح به قادة الشمال المواليين للشرعية أكثر من مره. وسير احداث الحرب توكد على ذلك فمسالة اهمال تحرير مناطق الجنوب مثل مكيراس وبيحان وحضرموت والحماس لتحرير مناطق الشمال مثل دمث وتعز وغيرها هي لإرضاء الجانب الشمالي الموالي للشرعية حتى لا ينفرط تحالف الشرعية بين مكونات الشمال والجنوب لان بانفراطه تنتهي ذرائع الحرب.

ايضا الفكرة بان على قادة الحراك والأكاديميين في الداخل إيجاد اليه محدده لمخاطبة الداخل ومكوناته بعيدا وتجاوزا للقيادات الجنوبية في الخارج هذا بحد ذاته سيؤدي الى شرخ كبير بين الداخل والقادة في الخارج وبين الداخل وقوات التحالف في زمن الحرب وبين الداخل وشرعية الرئيس هادي ومن تجاوب معه من قادة الحراك المقاوم.
(نحن نعاني الانفصام/ نجيد تقسيم الانقسام / بلا وزن وفي حالة انعدام / نحن من يحق له ان يلوم / ولا نرضى ابدا بان نلام / ديوكا تتصارع للانتقام / قاده وكلنا في الامام / مناضلين في الحرب والسلام / الى الامام وكله تمام / وللجنوب تعظيم سلام)
م. جمال باهرمز
24-يناير-16م
إنهاء الدردشة