fbpx
الى (كعابيل) التحذلق بأسم الإنسانية زيفاً

بقلم / أحمد الربيزي

لعل بعضكم شاهد بأم عينه ما يجرى للباعة المتجولين و(المفرشين) على الأرصفة واصحاب العربيات (الجواري) في شوارع واسواق عاصمة العربية اليمنية (صنعاء) خلال الحملات المنظمة التي تشنها عليهم (بلدية صنعاء) وبصحبة اطقم عسكرية وجنود مدججين بعدة الحرب تابعين للأمن المركزي ولكي أضعكم بصورة مكتملة دعوني أرسم لكم مشهد من هذه المشاهد التي تشهدها أسواق صنعاء.وشاهدتها بنفسي .

((حملة مداهمة من بلدية صنعاء في سوق الملح))

بائع متجول يجري مهرولا وواضعا طرف ثوبه الأبيض بين فكي أسنانه، وآخر بجانبه يجري بقفزات صبيانيه وفي يديه عصا مربوط بطرفها قطعة قماش يلوح بها صائحاً بصوت يشوبه الخوف والذعر :

– “البلدية البلدية .. حملة ياحمووووود جر نفسك ”

وبعد ثواني حركة مريبة تصيب جانبي الشارع الضيق على مدخل صنعاء القديمة من جهة باب اليمن (سوق الملح)، فوضى عارمة، تصادم للعربيات المتجولة وهرولة لأخريات مسرعة تسابق أصاحبها ممن اسعفه الحظ ووجد منفذ خروج من التزاحم، ودون ان يلتفتوا أو يعولوا على ما يتساقط من الحمولات الثمينة، تجدهم ييسارعوا للهروب بعيدا عن أعين (لصوص البلدية) .. وبعض الباعة الجوالة يجري لينقذ ما استطاع ان يحمله خلف ظهره من بضاعته التي صرها بقطعة قماش (بقشة) ليتوارى عن أعين (ضواري) الأمن المركزي و (دواهي) البلدية الذين يمشوا على أقدامهم حول شاحنتي نقل متوسطة وخلفها أطقم عسكرية، ودونما كلمة تصدر منهم يقذفون كل ما تقع عليه اياديهم من البضائع (السائبة) الى سطح الشاحنة وصيحات بعض الباعة المنكوبين تتعالى:

– “يافندم يافندم ما يقعش هكذا .. يافندم حرام عليك هذا حق الجهال أمانه عليك ”

والضابط الذي لا يتورع عن أعطاء أوامره الى جنوده بكل بساطة ودون ان يعير التوسلات أدنى أهتمام، وكأنه لا يسمعها يهتف بلهجة آمره لجنوده :

– بزوا هذا الحمار .. وهذا الجني بزوه

ليهرع جنديان وينهالوا على (المفرّش) الذي يصيح مستنجداً بحرقه وهو ينظر الى (شقاه) قد قذف به الجندي في الشاحنة التي لا ترحم، ولا يدري أيبكي (شقاء عمره) أو يبكي نفسه، وقد وضعوه في شاحنة (السجن)، وجنديان يسحبا (مفرش) آخر على اليمين، ويقذفان به في شاحنة (السجن)، وهي كذلك شاحنة نقل متوسطة تحمل قفص حديدي وضعت كـ (سجن) يتم فيه الزج بعشرات الباعة المتجولين ممن لم يستطع ان ينفذ بجلده ويترك بضاعتة أو ينفذ بجلده وببضاعته..

عشرات بل مئات العربيات (الجواري) التي كانت تملئ الشارع يتم أفراغها من محتوياتها المتنوعة ويقذف بها في سطح الشاحنة وعربيات (جواري) يتم حملها ببضاعتها .. مشهد جعل جمهرة من المارة يتوقفوا على جانبي الطريق ليشاهدوا المنظر المضحك المبكي والأبتسامات تعلوا شدقاتهم، وحواراتهم وضحكات الفرحة تتعالى في شماته :

– (مابلا) يستحقوا..!!! ”

هذا المشهد الذي حاولت أن أرسمه لكم كما رأيته بأم عيني مرات في أسواق عدة في مدينة صنعاء وأعتقد ان كثير منكم شاهده كذلك

دعونا نطلع على ما يلحق هذه الحملات من مهانة كبيرة ومن أنتهاك صارخ لحقوق هؤلاء الباعة المتجولين من قبل فاسدي بلدية صنعاء الذين لم يكلفوا إنفسهم أو عساكرهم بان يوجهوا حتى استفسار واحد للباعة المتجولين عن رخصة مزاولة عمل أو أوراق رسمية لأثبات الهوية، بل تقوم بمصادرة كل رؤوس أموالهم الصغيرة (الضمار) وتقوم بحبسهم – تعسفاً – لعدة أيام وأسابيع ومصادرة نقودهم ورفض أخراجهم من السجون الا بضمانات ماليه مدفوعه وضمانات تجاريه مؤجلة وتعهد بعدم العودة الى رصيف الشوارع وهي أجراءات (حبر على ورق فقط ) ليس الا .

هذه الحملات تنفذ تحت عنوان (حماية المنظر العام ) وقد تجد لها عناوين عدة، ولا شك أن أيام تنفيذ مثل هذه الحملات تعد في (تقويم) البلدية والأمن المركزي (أيام سعد) ينتظروها (لصوص البلدية) وجنود الأمن المركزي على أحر من الجمر، لأنهم خلال تنفيذها يسطوا على مئات الالاف من النقود وأضعافها مضاعفة من البضائع بمختلف أنواعها .. ولعلهم يقوموا بعد أيام ببيع البضاعة لأصحابها إنفسهم ..

كل هذا يحصل في ظروف عاديه طبيعية (آمنة) في صنعاء ولعله يحصل في تعز وغيرها من مدن العربية اليمنية دون ما نسمع أحداً من المتحذلقين بالدفاع عن الحقوق ينبس ببنت شفة مطلقاً، ولم نسمع (مارتن منصور) وشلته يدينوا ما يجري لهؤلاء (الشقاة) في صنعاء، ولم ينبري “كعابيل” الإنسانية الزائفة وحزبهم لينددوا بهذه التعسفات ولم يخرج مثقفي (الفيد) ليدافعوا عن أصحاب (البقشات) المقهورين في ريمه ولا ولا ولا …

فقارنوا بين هذه المآسي في مدن اليمن (الشمال) للباعة المتجولين وما جرى يوم أمس من أستدعاء لبعض الباعة المتجولين في العاصمة عدن من أجراءات أحترازية لتحفظ أمن أهل المدينة وتحفظ لهؤلاء الباعة إنفسهم من الوقوع في دائرة الشبهات، والجميع يعرف ما تعانيه عدن أمنيا وما حصل لأبنائها من قتل وجرح من العصابات العفاشية الإرهابية، وليعلم المتحذلقين بأننا لازلنا في حالة حرب .

فيارجال أمن عدن والجنوب واصلوا ماقمتم به من أجراءات أمنية أحترازية ولا تلتفتوا ” للكعابيل”..