fbpx
التميز الثقافي في الأدب اللحجي 4 – 1
شارك الخبر
التميز الثقافي في الأدب اللحجي 4 – 1

 

التميز الثقافي في الأدب اللحجي 4- 1

بقلم / علي بن علي سعد عيدان

الشعر الديني :

الحديث عن التميز الثقافي في الأدب اللحجي في مجال الشعر الديني لشيق جداً حيث كان ولا زال للحج بتشيد مساجدها وجوامعها لشاهدة على تمسك شعبها بقيم الأسلام الحنيف وأن شعب لحج كله مسلم ليس بينهم من هو على ديانه اخرى .

ولهذا نجد ان اقدم مساجدها قدبيني في مدينة الحوطة في العام 1082هـ وهو مسجد السيد عمر مساوى وأن منبرة الساجي قد اخذ من جامع (( مشقر))  من دولة الزريعيين (( الميبه )) أو كما  قال الهمداني في مجموعته (( الأكليل)) أم أبه هذه المدينة ((مشقر)) والتي لا زالت في (( عبر لسلوم)) غرب مدينة الحوطة ناهيك عن المساجد القديمة في مدينة الوهط مثل مسجد عمر بن علي وعبدالله بن علي وغيرها مما يشعر المرء بالأيمان والأمن مع اولياء الله الصالحين والعلماء والفقهاء والمتصوفين مما كان لهؤلاء الأثر البالغ في سلوك الأخرين من ابناء لحج أن يتبعوا أثرهم .

واذكر أن الأستاذ / عبدالله هادي سبيت قال في مذكراته :

(( الشيخ أحمد بن قاسم النخلاني مفتي الديار اللحجية انذاك رحمه الله رحمة الأبرار هو وأمثاله من المشايخ الأخيار ـ عالم وأديب بمعنى الكلمة , حضرت جلساته الشيقة مدينة الحوطة لحج وكنت اجلس حيث ينتهي بي المجلس , ولكنه يأبى الإ أن أكون في مكان غير بعيد عنه بين السادة والفقهاء وكبار الأعيان الذين ينتظمون في سلك الحريصين على التواجد ومنهم الشاعر والأديب أحمد فضل القمندان )) .

هذا هو كلام الشاعر عبدالله هادي سبيت , وأذكر و أنا صبي في العاشرة من العمر كانت هذه الحلقات الدينية طوال شهري رجب وشعبان بعد صلاة الفجر يقال فيها ما جاء في حديث البخاري وقد كان المسجد (( جامع مساوى)) يكتض بالقوم الأمه العلماء والفقها من كل مدينة الحوطة وضواحيها حتى يأتيها من المراكز للحج والبعض من شمال اليمن من ( التربة) التابعه لمدينة تعز مثل السيد عبدالجبار , اما القوم الحاضرين كانوا أهل علم ومعرفة بالشؤن الدينية كأهل الجفري والأهدل , وال مساوى, والأوحاش .

 وانني اذكر أن هذه الحلقات كانت تقام فيها بعض القصائد الدينية وكان من ابرزالشعراء الستاذ عبدالله هادي سبيت وهوشاب اعزب وكذلك الشاعر محمد سالم النهدي وصالح الفقية من شعراء تلك الفترة , وأعتقد أنه كانت حلقات تقام ما قبل هذا التاريخ ربما أن تكون في أول السلطنة محسن فضل العبدلي عام 1250هـ .

هذا و قد جمع الأستاذ / عبدالله هادي سبيت العديد من القصائد الدينية كتاب له اخرجه في عام 1990م اسماه الرجوع الى الله وقد كتب مقدمته الأستاذ / عبدالله علي بن محمد الجفري المربي الفاضل وقد قال (( زيادة عليه ـ يقصد عبدالله هادي سبيت ـ خبرات السنين ومسحة التصوف والحب الإلهي الواضحة التي تصبغ اشعارها و التي تتبع من نفس مسلمة عميقة الإيمان شديدة الزهد دون تفريط أو مغالاة )) ثم قال (( كثير ما كنت أرى هذا الرجل استاذ في مدرسته واستاذ في شعره استاذ في فنه استاذ في صداقته استاذ في انسانيته .

 

 

ومن القصائد الدينية التي القاها في تلك الحلقات أو المجالس في تلك الأيام الفضيله حيث قال :

أيها الطائر ماكنت سوى

  حامل اللكتب مجيئاً و ذهاب

كيف اصبحت نذيراً بالغناء

  بعد أن كنت بشيراً بالجواب

فإذا الجامد يغدو ناطقاً

  إذا الناطق يعيبة الجواب

و إذا الدّبَّابَ يغدو زاحفاً

  يسحق الطود ويحتاج الرواب

وجهوا العلم الى الشروما

  كان الا هادياً نحو الصواب

فرماهم بجحيم صاهر

  غمرت جواً وبحراً ديباب

فغداً مصرعهم موعظةًّ

  لذى الفكر الى يوم الحساب

كانت هذه القصيدة في اوائل الأربعينات وهو صبي لا يتجاوز سنه الخامس عشر عاماً أو يزيد قليلاً أو كما ذكر في كتابه هذا انه (( لم أتعد العشرين عامأً من العمر )) وهذ بعض من قصيدة مطوله القاها في مسجد العيدروس في عدن بعد ان غاب عن الوطن من يوليو عام 1958م حتى يوليو 1965م حيث قال :

إين الوجوه التي كانت سرائرها

  على النواحي بها تسترشد العقلاء

إين الأيادي التي أن تلثمها

  طارت بك الروح حيث القربُ قد حصلا

إين الشفاه التي أن ارسلت درراً

  وجدت قلبك طيراً يلتقط الأولا

سبابة الشيخ والأبهام سبحتا

  بكل قلب عن الجثمان قد فصلا

قد طار في ملكوت الله مبُتهلا

  إليه حين أستبد الشوق بالزملا

إلا أن قال : مجالس كم لكم من فتنه دَحَرَتْ

  وكم بلاءً بها عن ذا البقاع حلا

مجالس أيْنهَأ منا؟ لقد ذهبت

  من حين أنْ فرضوا جاهاً لمن جهلا

فأرجع بها يا إلهي مِنَّةً كرماً

  وارجع بنا نحوك اللّهم مُرْتَحلا

 

 

 

 

 

يقي لي أن اسجل له ماقاله في ذكرى ميلاد الرسول (( عليه افضل الصلاة والسلام )) في مسجد العيدروس كريتر عدن حيث قال :

من أنا؟ من أنا إذا لم تُعنىَّ

  وإذا لم تجدُ بعفوك عَنيِّ

أنت من أرسل الضياء مُنير

  هادئا هاديا ليحتل عَيْني

أنت احييت يا ألهي سمعي

  كي يجيئ الهدى الهدى الى عمق أذني

أنت قِّدرْتَ أن اكون كما شئت

  أهل الحقيقة اليوم ذهْنى

أنت يا قادر على كل شيئ

  أعطني قدرة لأضمن أمني

الى قوله : يا مجيب دعا يونس لما

  أطبق الحوت واستعد لطحن

وقال : ربي يا مستعان ها انا أحياء

  رغم ألفي مابين دهر التجني

كن سميري إذا الظلام احتواني

  وادْنُ مني إذا أنتفى الكل عني

 

هذا هو الشاعر المتصوف عبدالله هادي سبيت من اخيار شعراء لحج يضاهي شعره بشعراء فطاحلت بلدة لحج أمثال الشاعر صالح سعد سالم والأستاذ م الشاعر احمد فضل بن علي العبدلي ( القمندان ) و قد لقب بخلفية القمندان , بل أكثر من ذلك فشعره لا يقل عن شعر فطاحل العرب قديما وحديثا كصاحب نهج البردة واحمد شوقي أمير الشعراء او شاعر النيل حافظ ابراهيم ……. غفرالله لأبن هادي وادخله جنات .. والى ان نلتقي في العدد القادم والجزء الثاني من الشعر الديني .

أخبار ذات صله