fbpx
تقرير :أحداث الداخلية تنذر بسقوط حكومة الوفاق وإنتهاء المبادرة الخليجية
شارك الخبر
تقرير :أحداث الداخلية تنذر بسقوط حكومة الوفاق وإنتهاء المبادرة الخليجية

يافع نيوز –  أديب السيد

تركت أحداث وزارة الداخلية اليمنية تساؤلات كثيرة حول ما حدث ويحدث هناك من إشتباكات تنذر بحرب طاحنة بين المتصارعين على سدة الحكم في صنعاء .

يأتي ذلك في ظل إستمرار أحداث وزارة الداخلية التي تظهر فشل وسقوط حكومة الوفاق وإنتهاء المبادرة الخليجية ، بما يعني إنسداد الأفق السياسي وفشله وهو ما ينذر بعودة شبح الحرب الأهلية في صنعاء بين أقطاب وعصابات الحكم هناك ، خصوصاً  بعد ان فشل عمل اللجنة الفنية للحوار الوطني التي شكلها الرئيس هادي مؤخراً ومعارضة الاصلاحيون لها وإتهامهم للرئيس هادي بعدم الكفاءه في إختيار عناصر اللجنة .

ويبدو أن التسابق على السيطرة على وزارات الحكم في صنعاء بات واضحاً ، فهو دليل على فشل المبادرة الخليجية وتخلي الأطراف في صنعاء عنها ، خصوصاً بعد صدور تصريحات لممثل حزب الاصلاح حميد الاحمر بالتخلي وعدم التعويل بالمبادرة الخليجية والمجتمع الدولي ، وهو ما يعتبر نقض الإتفاق بين العصابات المتصارعة في صنعاء وإنهاءهم للمبادرة الخليجية حتى من جانب واحد .

وفي حين لا تزال أحداث وزارة الداخلية غامضة ،في هذا الشأن كشفت مصادر في الوزارة أن  الأحداث بدأت حين حاول جنود يرتدون زي وزارة الداخلية السيطرة على بوابة الوزارة بين شرطة النجدة ووزارة الداخلية ، وذلك بحجة أنهم خدمة جديدة في الوزارة ، حيث تم تعزيزهم بالعشرات منهم ، وحدث خلاف بين حراس الوزارة وهؤلاء الجنود وتم قتلهم لجنديين من حراس الوزارة قبل ان تندلع إشتباكات بين الجانبين .

وقالت المصادر في الوزارة أن كل هذا حدث بعلم وزير الداخلية محمد عبدالقادر قحطان المنتمي للإخوان المسلمين بغرض سيطرة الفرقة على أهم وزارة في الحكومة اليمنية .

وقال مراقبون أن أحداث وزارة الداخلية ومحاولة الفرقة السيطرة عليها تأتي في إطار مخطط لإعلان الحرب من قبل الفرقة على الرئيس هادي والانقلاب العسكري عليه للسيطرة على الحكم .

وبهذا الشأن كشف  الصحفي نبيل الصوفي عن الأحداث الحقيقة لوزارة الداخلية من خلال تصريحاً لمدير التوجيه المعنوي لشرطة النجدة  (الرائد عبدالله الدرب، وذلك عن أحداث وزارة الداخلية والتي جاء فيها :
(بدأ بنقدنا كإعلاميين.. أول ما قلت له، أيش حصل يافندم.. قال: يا إعلاميين اتقوا الله، جالسين تكذبوا ولا لكم علم أيش اللي حاصل.
قلت له، ما هي الحقوق التي تطالبون بها.. فقال لي: ولا في حقوق ولا شيء.. كل ما في الأمر، أننا فوجئنا بإغلاق البوابة بين شرطة النجدة ووزارة الداخلية.
ثم جاء أفراد يلبسون ثياب وزارة الداخلية، قالوا أنهم خدمة جديدة، ستحرس الوزارة..
بعد خلاف مع أفرادنا قتلوا مساعد وجندي داخل مكتب الوزير.. ووصلت تعزيزات منهم بالعشرات.. مثلما كان حدث أيام الاشتباكات مع مليشيات بيت الاحمر..
فشعر أفراد النجدة أن هذه مؤامرة ضدهم، فإعتلقوا ٨٠ واحد من الذين أتى بهم الوزير، ولدينا بطائقهم التي تظهر أنهم ينتمون للفرقة الأولى مدرع،، وبعضهم لديه بطائق من اللجنة الأمنية لما يسمونها بالساحة”.
قلت له: وأين هي قيادة النجدة.. قال: القائد وأركان الحرب مقفل تلفونه من أمس.. ولولا ان الأفراد تمكنوا من إخماد الفتنة، ان الداخلية الآن ساحة حرب حقيقية”.
كان يحدثني، ونبرة غضب بادية عليه، وبين كل جملة وأخرى يقول: من أين يدي الإعلاميين بالروايات اللي نسمعها.. ولا حد جاء للميدان يسأل ويصور .

ومن خلال التصريحات أعلاه لمدير التوجيه المعنوي يتضح جلياً مدى الصراع بين أقطاب السلطة في صنعاء ومحاولة كلاً منهم السيطرة على الحكم ولو بالقوة العسكرية بعيداً عما يسمى “المبادرة الخليجية ” .

وتنذر تلك الأحداث التي شهدتها وزارة الداخلية بسقوط مدوي لحكومة الوفاق الوطني بقيادة باسندوه والتي تقف عاجزة على حماية مقر أهم وزارة من وزارات الحكومة .

وفي ظل الفشل السياسي والأمني التي منيت به حكومة الوفاق في حفظ الأمن وإستعادة هيبة الدولة في مناطق ومحافظات اليمن ، لا يزال علي عبدالله صالح وعصاباته من جهه وعلي محسن الاحمر وعصاباته من جهه اخرى يديرون شئون البلاد ويتصارعون على السيطرة على حكم صنعاء ، وذلك في الوقت الذي لا يستطيع الرئيس هادي الخروج من منزله نتيجة للتحذيرات بوجود مخطط  لتصفيته ، حيث يرابط في منزله  أكدت ذلك وسائل إعلامية عديدة  .

وفي هذه الظروف العصيبة التي يمر بها الرئيس هادي يبدو ان رعاة المبادرة الخليجية قد تخلوا عن أدوارهم في الوقوف إلى جانب الرئيس هادي ، وذلك نتيجة لصراع دولي كبير يجري في اليمن عبر التدخلات المباشرة في شئون الحكم من قبل أطراف دولية عديدة .

وتعيش اليمن حالياً في ظل فراغ دستوري وقانوني لأول مرة في التأريخ ، حيث عملت المبادرة الخليجية على إنهاء وإلغاء الدستور اليمني وإحلال المبادرة الخليجية بدلاً عنها ، وهو العمل الذي ترك الملعب فارغاً للعصابات المتصارعة على السلطة في صنعاء ، والذي ينذر بحرب طاحنة بين المتصارعين على الوصول إلى سدة الحكم في ظل صمت دولي حتى لرعاة المبادرة الخليجية الذين يبدو أنهم تخلو عن أدوارهم في السمن بعد عدم قدرتهم على إقناع العصابات المتصارعة بضرورة الحل السياسي فيما بينهم .

أخبار ذات صله