fbpx
مخرجات المؤتمر الجنوبي الأول الطريق لتحقيق الاستقرار ؟ / جمال الحسني
شارك الخبر
مخرجات المؤتمر الجنوبي الأول الطريق لتحقيق الاستقرار ؟ / جمال الحسني

تحدثت في مقالات سابقة عن الاستقرار كونه مقياس لنجاح أو فشل أي مبادرة أو مشروع سياسي أو اقتصادي عام أو خاص لذا أصبح الاستقرار مطلب شعبي وإقليمي ودولي .

كما أن هناك علاقة طردية بين الاقتصاد والاستقرار والدولة فلا اقتصاد من دون استقرار ولا دولة من دون اقتصاد .

ولكن بالنسبة لواقعنا في الشمال والجنوب للأسف بعض القوى الشمالية ترى بأن الاستقرار سوف يأتي بالتحايل أو بالعسكرة للجنوب وهذا مستحيل لأن التحايل والعسكرة أثبتت فشلها ولن تجلب إلا الانهيار للشمال قبل الجنوب .

لأن الحراك الجنوبي وثورات الربيع العربي أرسلت رسالة لمن لا يعتبر بأنه لا يمكن تكميم الأفواه وعودة الاستبداد والاستغلال سوى بالفتاوى أو بالديمقراطية اللفظية .

وبالمثل بعض الشخصيات الجنوبية ترى بأن الجنوب سوف يأتي بالعاطفة بالشعارات والأعلام المرسومة على الطرقات وهذه العاطفة ذاتها هي التي سوف ترسخ احتلال جديد ومن طراز أخطر من الاحتلال الشمالي الذي انتهى منذ أن وقع صالح علي المبادرة الخليجية .

قد يعارضني بعضهم بما أقول ولكن هل يعقل أن هناك احتلال ورئيس الدولة هو جنوبي ورئيس الحكومة ونائب رئيس البرلمان و وزير الدفاع والمحافظ …الخ .

وهل يعقل بأن الأخوة الذين يتشدقون بالشعارات والعواطف بقناة عدن لايف لا تعنيهم ثورات الربيع العربي ولا تعنيهم قرارات الأمم المتحدة فما الذي يعنيهم.

فلذا أنصحهم بدل التخوين لإخوانهم ومحاولة خلق صراع جنوبي جنوبي لغرض مأرب أخرى قد تتجه إلى تقسيم الجنوب إلي إقطاعيات وليست سلطنات كما يحلم البعض .

لذا أنصح الأمين السابق للحزب الاشتراكي اليمني السيد علي سالم البيض أن يختم عملة النضالي بعمل مشرف وهو الحوار من أجل توسيع المؤتمر الجنوبي الأول والتمسك بمخرجاته من أجل الدخول بأي حوار سوى كان شامل أو شمالي جنوبي لأننا لن نسمح لكم بتكرار ما فعلتموه في 94م .

إعلانكم فك الارتباط والجنوب مفكك كان نتائجها تدمير الجيش الجنوبي وقاعدة العند الذي تعتبر عمود للجنوب .

واليوم تعيدون الكرة ولكن لا يوجد لديكم تنظيم ولا يوجد لديكم جيش ولا يوجد لديكم مشروع تقنعون به العالم ولا يوجد لديكم مشروع لتوحيد أبناء الجنوب سوى كانوا في السلطة أو الاشتراكي أو الإصلاح أو الرابطة ولكن يوجد لديكم قناة عدن لايف ذات الخطاب المنفر لأبناء الجنوب .

وما يزيد الطين بله بأن من أعلنوا فك الارتباط في 94م أًصبحوا يحملون أكثر من ثلاثة مشاريع وثلاثة تكتلات فالبيض معه مشروع والجفري مشروع وسالم صالح لديه مشروع …الخ .

وتناسوا بأن هناك قيادة جديدة للحزب الاشتراكي وهناك أصلاح جنوبي وهناك السلفيين وهناك الجنوبيين في السلطة وهناك الجنوبيين في السلك العسكري وقبل أن تحترمهم يجب أن تحترم مشاريعهم .

مخرجات المؤتمر الجنوبي الأول :-

هو المؤتمر الذي أثبت أنه يحمل مشروع عقلاني يقنع به الإقليم والعالم بأن قضية الجنوب هي بوابة للاستقرار لأنه يحمل التوافق الجنوبي الجنوبي والتوافق الشمالي الجنوبي بالحد الممكن تنفيذه .

كما أنه حمل خطاب التوافق بين أهداف الثورة السلمية وأهداف الحراك الجنوبي السلمي بالحد الممكن تنفيذه.

كما أمتاز باستيعاب كافة المشاريع في الجنوب سوى من يريدون فك الارتباط أوالكوندفيدرالية أو الفيدرالية وذلك من خلال الرجوع لشعب كونه سيد القرار ولكن بعد تهيئة الأجواء لتقرير مصيرهم من خلال فيدرالية مشروطة يتم بها استعادة مؤسسات الدولة وبناء جيش وطني جنوبي يضمن نزاهة الاستفتاء وهذا جعلنا نسهب ونؤمن بأن مخرجات القاهرة هي الطريق للاستقرار وبوابة لتحقيق أهداف الثورة والحراك الجنوبي كمسار توافقي وحيد وفاعل وممكن .

كما أنصح لجنة الأنصال العمل بحيادية بين الشمال والجنوب وبين الإصلاح والحوثيين وبين الحراك والثورة وبين المؤتمر والمشترك وعدم تكليف الشعب في الجنوب والشمال مزيداً من المعاناة وجعله حقل تجارب لمختلف المشاريع الغير مقبولة والمرفوضة والاتجاه نحو تفعيل مخرجات القاهرة وجعله وثيقة لترابط لجميع قضايا الحوار لكونه مشروع يستوعب أهداف وتمنيات الجميع ولكون قيادته تحمل احترام من الجميع .

قد تكون هذه مهمة صعبة وشاقة للجنة التحضيرية وللجنة الاتصال التي سبقت اللجنة التحضيرية بالتهيئة للحوار .

وقد تواجهكم صعوبات من أطراف القوى العسكرية التي أفشلت لجنة الأربعة والتي فشلها مهد للثورة الشبابية الشعبية السلمية ولكن هذه المواجهات لن تقدم وتؤخر أمام دعم المجتمع الدولي والإقليمي لمهمتكم وكذالك تصعيد الشباب باتجاه هيكلة الجيش .

كما أنصح المجلس الوطني لقوى الثورة والتكتل الوطني للدولة المدنية والعدالة والتنمية والحوثيين أذا أردتم التغيير الشامل وبناء دولة وطنية مدنية قوية فعليكم استيعاب مخرجات القاهرة ودعمها للحوار .

كما أن الخارج أصبح يدعم هذا التوجه ولكن من تحت الطاولة

وما قاله “جمال بن عمر لقناة دبي :- لا يمكن لأي حل سياسي يحقق الاستقرار إلا باستيعاب حل عادل للقضية الجنوبية”

وكذا مقاله” فيلتمان نائب وزير الخارجية الأمريكي في مداخلته مؤتمر أصدقاء اليمن الاستقرار هو من يقيم نجاح أو فشل المبادرة الخليجية في اليمن”

خير دليل لما قلته سابقاً .

وقد ينجح ما قام به حزب الإصلاح والرابطة في تشكيل مكونات في الأيام الأخيرة قد تنجح في تجاوز الحراك ولكنها لن تنجح في تجاوز القضية الجنوبية لان الحل العادل للقضية الجنوبية هو باستيعاب الكل كطريق لتحقيق الاستقرار .

ولذا أنصح قيادات الإصلاح في الجنوب الذي نحظى لها باحترام كبير ونعتبرهم شركاء في النضال الانفتاح لمؤتمر القاهرة لأنه يستوعب لأفكاركم .

أما قيادة الرابطة فقد ذكرتها في مقال سابق لي بعنوان ( مابين الرابطة والتصالح والتسامح ) ولا أريد أن يقول أحد أنني متحامل عليها ولكن نأمل من الله أن يهديهم إلي الطريق الأصح لأنهم على مر التاريخ يمشون عكس الاتجاه لأنهم لا يفرقون بين الواقع والتاريخ لأنه لا يمكن أن التاريخ يصبح واقع ولا يمكن للواقع أن يصبح تاريخ لحدوث متغيرات بين الواقع والتاريخ ضرورة لاستيعابها .

أخبار ذات صله