fbpx
شعبين ودولتين وان ابوا

عيدروس المدوري

منذ حرب صيف عام 1994 م وليس هناك في ارض الجنوب  من قابل او راض في الوحدة اليمنية إلا اناس على مضض او (( اصحاب مصالح من متنفذين وناهبين ومسترزقين الذين هم مجرد ادوات بيد المحتل فقط )) .

منذ العام  2007 م ظهر رفض الشعب الجنوبي للوحدة اليمنية التي هي بالأصل احتلال سياسي عسكري قمعي بما تعنيه الكلمة من معنى ظهر ظهورا علنيا على شكل ثورة سلمية تحررية استقبلتها قوات الاحتلال بالرصاص والنار وما زال شعب الجنوب الى يومنا هذا مصمم على الاستمرار بثورته رغم العدد الكبير من الضحايا التي قدمها من شهداء وجرحى ومعتقلين عانوا كل اصناف التعذيب ورغم كل المؤامرات التي تحاك ضده .

اليوم اصبحت الرؤية واضحة جدا للعيان رغم خطاب الرئيس هادي المتمسك بوحدة اليمن الا ان اول عمل قام به بعد هروبه من صنعاء الى عدن هو تسريح كل حراسات القصور الرئاسية في عدن من ابناء الشمال واستبدالهم بجنوبيين وهذا دليل بان الثقة منعدمة في ابناء الشمال بما يجعل الامر ظاهرا اننا لسنا شعب واحد ولا بلد واحد .

قرار اغالت عبدالحافظ السقاف من رئاسة الامن المركزي عدن الذي قوبل بالرفض من ضباط وعساكر الامن المركزي ليس حبا في السقاف بل لان السقاف شمالي واغلب من هم منخرطين في الامن المركزي شماليين ان لم نقل كلهم فلو كان السقاف جنوبيا لما وجد هذا الاعتراض والتشدد والرفض .

كل الدلائل امام هادي اليوم تشير الى الحقيقة التي يتجاهلها وهي ظاهرة امام عينه اننا لسنا شعب واحد ولا بلد واحد وهذا الامر واضح وضوح الشمس في كبد السماء ولكن الفرق في التعبير عنه بين ابناء الجنوب و ابناء الشمال , فابنا الجنوب يقولونها بملء الفم نحن دولة وشعب لنا هوية وتاريخ وابنا الشمال يخفونها قولا ويظهرونها عملا .

فما يترتب على هادي اليوم عمله هو :

1 عدم دفن رأسه في الرمل والنظر حوله كي يرى الحقيقة

2 ان يقف مع شعبه في الجنوب لأنه لن يستطيع عمل شيء دون التفاف شعبي جنوبي حوله .

3 ان يتعلم الدرس من الماضي من وثيقة العهد والاتفاق وايضا الحاضر من ورقة الحوثي المقدمة لحل القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار وما تشدقت به كل القوى السياسية الشمالية في حوار موفنبيك عن القضية الجنوبية .

اخيرا ان لم يهتم هادي بإرادة الشعب الجنوبي واهتم برغباته هو فالمنطق يقول بان شعب الجنوب لن يقبل بأي اجتياح شمالي للجنوب او أي فرض قوة سوى من الحوثي او من السقاف وسيقف شعب الجنوب امامها ليس من اجل هادي ولكن من اجل الجنوب .

في الاخير على هادي ان يبحث عن طريقة للهرب من عدن لان الشعب في الجنوب لن يقبله ان اختار طريق معاكس لطريق ارادته .