fbpx
لم تتعلموا بعد !!
شارك الخبر

لم تتعلموا بعد !!

بقلم / سما يافع


عندما رحلت بريطانيا عام 67, كان الجنوب الحر يطمح لبناء دولته الوليدة بكوادر قادرة على تكوين إمبراطورية عالمية وليس مجرد دولة في عالم ثالث, فالمدنيّة كانت تعيش بتناسق مع طبيعة المشائخ والسلطنات الجنوبية التي تطمح للجمهورية عكسا لباقي مشيخات وسلطنات الجزيرة العربية, أيقنت بريطانيا هذه السمة الجنوبية فحرصت على سحقها بهدوء دون استخدام جيوشها التي تربعت عشرات السنين على سواحل عدن فقط لأنها لم تجرؤ على التوغل أكثر في الجنوب, عندما قررت الانسحاب, قامت بتهديم كل أساسات الدولة الجنوبية وحلّت مجلسها التشريعي وكياناتها الموحدة المنتخبة من الشعب والمنسقة بين السلطنات, وانسحبت في منتصف ليل 30 نوفمبر 1967 وسلمت الحكم لفئة واحدة من الجنوبيين كانت قد ضمنت السيطرة عليها, الجبهة القومية التي تكوّنت في الشمال وانضم لها الجنوبيين حبا في القومية العربية, ولم يكونوا يعلموا أنها تدار عبر المخابرات البريطانية, سلّموها الحكم وكان الشرفاء من الجنوبيين واجهة لها, وكل ما كان ينكشف من أمر وحقيقة هذه الجبهة, كانت تُصفّى الكوادر دون أن يفهم أحد ما يحدث, تمت تصفية الواجهة الجنوبية بسرعة و سُلّم الحكم للقادمين من الشمال, فتسلم عبد الفتاح إسماعيل رئاسة الجمهورية و تسلم الشرجبي مخابرات الجنوب, هل يُعقل إن أي بلد في العالم يُسلّم رئاسة دولته ومخابراته للاجئين على أرضه ؟!!!!!!

 

كان الجنوبيين من الغفلة والبراءة إنهم صدقوا إن اليمن الواحد أرضا وشعبا, ولم يتصوروا يوماً أن تكون هناك أطماعاً استعمارية في عقول غبية تُظهر الوطنية وتُبطن أطماع توسّعية, عاش الجنوب في الجحيم منذ عام 1967 لأنه سلّم وطنه لؤلئك الذين صدّق أنهم استوطنوا الجنوب حبا فيه!! قادونا خطوة خطوة لوحدة فوضوية, وظلوا يستخدمون الأغبياء من الجنوبيين كواجهة لجرائمهم, وكل من كان يفهم المؤامرة يموت بسرعة, دون أن يُطالب أحد بمحاكمة! فقط يكتفون بما يروّجه المندسون من شائعات!! عُزل الجنوب عن كل العالم وعاش فترة ما بعد الاستقلال يُسبّح بحمد الوحدة اليمنية ويبتهل لتحقيقها, وعندما تمت الوحدة, ظهرت الحقائق!!

 

في الوقت الذي كان حكامنا ( اللاجئين الشماليين ) يزرعون فينا حب الوحدة, كان رفقائهم في صنعاء يعلّمون الشعب في الشمال أن الجنوب فرع للشمال اقتطعته بريطانيا ويجب أن يرجع مهما كلّف الثمن, كانوا يعلّمون الجنوبيين أننا شعب واحد فرقنا الاستعمار, وكانوا يعلمون الشمال إن الجنوبيين هنود وصومال استجلبتهم بريطانيا لتوطنهم في أرض اليمنيين !! في الوقت الذي حرمونا من تلاوة القرآن الكريم, وكانوا يغتالون رجال ديننا في سجون المخابرات, كانوا يزرعون في الشمال أن الجنوبيين مجموعة خمارين وداعرات كفار لا يعرفون الله!

 

ببساطة واختصار,من استلم الحكم في الجنوب بعد بريطانيا هو نفسه من استلم الحكم بعد الحمدي في الشمال, والتصفيات كانت تتم للشرفاء من الطرفين, لكن الفرق أن الجنوب تعلّم مما صار ويريد اجتثاث عملاء المخابرات البريطانية والغربية والخارجية في اليمن ويحكم أرضه بنفسه دون أي ولاء خارجي, لكن الشمال مازال متمسكا بالخونة والعملاء لدرجة تجعلنا نشك أنه شعب يهوى الاستعباد ولم يعي أن العبودية قد ولّت منذ مئات السنين!! ما يجري في عدن اليوم تكرار لسيناريو 67, فهل يقع الشرفاء من الجنوبيين أصحاب الأصول الشمالية في فخه ؟

 

تعلّموا إن الشرفاء تمت تصفيتهم بعد 67 بمجرد وصول الخفافيش للحكم, وانتم اليوم مطية للوصول للحكم فقط, أنتم بالنسبة لهم فقط وسيلة للتخلص منا,وبمجرد أن يتخلصوا منا سيلتفتون لكم وسيتكرر لكم ما فعلتموه بنا عبر أغبياء آخرين, وتظل دوامة الغدر والخيانة تدور مادمنا نستذكي على بعضنا !! اليوم تطعنني في ظهري وسيأتي غدا من يوافيك بنفس الطعنة,وسيرث أبناءنا هذه الطعنات و سيرثون انتقاماتها بعد موتنا !!

 

أفيقوا يا إخواننا,

 

فنجاتنا هي نجاة لكم,

 

أفيقوا قبل أن لا يكون للصحوة مكان ولا معنى,

 

أفيقوا فأنتم لا تناضلون من أجل وحدة اليمن, بل أنتم تناضلون من أجل سيطرة حزب على كل اليمن!

 

أفيقوا فالأحزاب التي تسيطر على الجيوش بمثابة استعمار أشد فتكا من الاستعمار الخارجي!!

 

أفيقوا فنحن نطالب بحقوق أبنائكم وأبنائنا,

 

لسنا حزبا سياسيا منافسا لكم!

 

أفيقوا فالوطن يُغتال بأيديكم مثلما يُغتال بأيدي الهمجية.
أخبار ذات صله