وقع في قبضة الشرطة الإسبانية رجل غريب الاسم، جاءها عابراً مضيق جبل طارق من مدينة سبتة المغربية التي تحتلها إسبانيا، وحين وصل الى المعبر الجمركي لمدينة “الخثيرس” المعروفة تراثيا باسم “الجزيرة الخضراء” في الأندلس بالجنوب الإسباني، مر كغيره على مفتشيه للاطلاع كالعالدة على أوراقه الثبوتية، وما بداخل حقيبة يد كان يحملها.

وحين لم يجدوا شيئا فيها، سألوه عما يعمل، فأخبر بأنه داعية إسلامي، ومدعو من مسجد مدينة “قادش” بالجنوب الإسباني أيضا، ليؤم الصلاة فيه، لكنهم استغربوا عدم وجود أي إشارة في حقيبته تدل على نشاطه الديني، كنسخة من المصحف مثلا، أو حتى كتاب أدعية أو نشرة، طبقا لما طالعت “العربية.نت” في خبره بوسائل إعلام اسبانية، ذكر بعضها أيضا أن رجال الجمارك استغربوا اسمه، وهو آزاد بشر ليفي، في إشارة الى أنه لا يوحي تقريبا بأنه إسلامي، مع أن في لفظه رنة فارسية بعض الشيء.

لم أسمع في حياتي باسمه

أما أكثر ما استغربوه، فمشيته التي كانت متثاقلة ويتمايل معها، الى جانب تثبيت إحدى يديه على صدره أحيانا، فبلغت شكوكهم به ذروتها، لذلك اتصلوا بالمسجد الذي قال إنه قادم ليؤم فيه الصلاة، فأخبرهم من رد على الجانب الآخر من الخط بأنه لم يسمع في حياته كلها باسم آزاد بشر ليفي، وعندما سألوه عن وظيفته في المسجد، قال لهم: أنا فلان الفلاني، الإمام الحقيقي لمسجد “قادش” ولا أحد غيري يؤم الصلاة فيه.

وفي هذه اللحظة أخضعوا آزاد البالغ عمره 64 سنة لتفتيش كان سهلا عليهم، لأنه لم يكن مرتديا إلا عباءة تمكنه من انتحال شخصية داعية وإمام، وفوقها “صديري” كما يبدو بالصورة التي تنشرها “العربية.نت” نقلا عن صحيفة “إل موندو” التي تسلمتها من الشرطة، وفيها يبدو ليفي من خلف ظهره، لأن تصوير وجهه ليس مسموحا قبل مثوله أمام قاض قد يوجه اليه اليوم الأربعاء ما عقوبته 5 سنوات سجنا عما وجدوه “محشوا” تحت عباءته.

والذي عثروا عليه تحت العباءة كان 10 رزم من الحشيش، وزعها الامام المزيف تحت إبطيه وعند تجويف خاصرتيه وفوق بطنه وخلف ظهره، ومنها واحدة كانت تحت قبعة حمراء اعتمرها على رأسه “الى جانب مخدر آخر” لم تنشر اسمه الشرطة التي ذكرت أن اعتقاله كان الأسبوع الماضي.