fbpx
هذا هو التصعيد المطلوب وبشكل عاجل !!

كلٌ يصنع من نفسه بطلاً ، وكلٌ يريد أن يكون هو الكل ، وكلٌ لا يؤمن إلا بنفسه وحسب .. صدقوني .. مع استمرار هذا السلوك العقيم لن يجد هذا الكل مكاناً يعيش فيه يوما حتى منفردا !!

وسأدخل في صلب الموضوع مباشرة .. تركيز أهداف ساحات الاعتصام وجهود الشرفاء المناضلين على التصعيد والتعبئة بدون وجود قيادة سياسية للعمل الوطني الجنوبي وبدون وجود حامل سياسي لمشروع شعب الجنوب ، وبدون أي رؤية تقدم للعالم باجماع لشكل ونوع الدولة الجنوبية وماهيتها ولمستقبل علاقاتها مع الإقليم والعالم.. كل ذلك هو عبث سيجعل من الجنوب ساحة مخيفة لتصفية حسابات واسعة لم تظهر بعد وأبعد مما يتصورها الجميع ولعوامل تنضج بتصرفاتنا وجهلنا.!

إن ضمان “إيجاد” أو “الدفع” بتشكيل قيادة جنوبية متوافقة تمثل بالحد الأدنى المكونات البارزة على الساحة الجنوبية والنقابات العمالية والثقافية والأكاديمية والشرائح الاجتماعية ذات التأثير و الخ.. هو الهدف الذي يجب أن تركز نحوه ساحات الاعتصام والتظاهرات والبيانات والبرامج والجهود والعقول ومانشيتات الصحف وأهازيج الشعار ووحي الأفكار والكلمات والألسن والأقلام.

لنبدأ ونعاهد أنفسنا من اليوم أن نكون للوطن وحسب ، هل نستطيع ذلك ؟؟ أن نوظف جهودنا لدعم هذا الاستحقاق العاجل والمهم ، وأن نتجرد من أمراضنا الحقيرة ومصالحنا الضيقة وارتباطاتنا القائمة على المحسوبية والمجاملة وعلى حسابات المناطقية والفرص والحضور والأنا والذات وكذا بيع الضمير!

لماذا لا نعيد التفكير قليلا .. نستوقف أنفسنا لبرهة.. نحاول أن نرى أقوالنا وتصرفاتنا وسلوكنا تجاه الجنوب وقضيته وتجاه شركاء الوطن والنضال بعين منصفة ومحايدة !

– من أخدم أنا ؟؟ ومن أمثل ؟ هل أمثل الوطن الجنوبي .. الفصيل الثوري .. الحزب العتيق .. المنطقة المثخنة بالفقر .. القيادي .. الزعيم .. الرئيس .. السلطان .. ابن علوان ؟؟

– كيف يمكن أن أكون فاعلا في تحقيق طموحات شعب عظيم بصدق .. بنظافة ضمير .. بنزاهة يد .. بشجاعة موقف ؟

– كيف أكون عنصرا ضاغطا نحو معالجة الأخطاء وبناء الثقة ، وترسيخ وعي لا ينتمي لشخصي ولا لمنطقتي بل وعي ينتمي لكل ذرة لهذا الوطن ولكل روح تسكن هذا الوطن ؟

– كيف أوفي شهداء الجنوب حقهم .. حق دمائهم .. آلام أهاليهم .. صرخات أمهات الأطفال ، ووجع الزوجات .. وعناء الجرحى .. وعوز وحاجة المشردين والمعدمين؟؟

– كيف أنتصر على نفسي من أجل الكل .. الكل الوطن .. الكل الإنسان الذي يحيا على هذا التراب ، التراب الذي يتوق الكل شوقا له كي يقبّله.. طاهرا !؟

سيقول قائل ، إن هذا نسج بيزنطي ومثالية مفرطة لا تتوافق ومنطق العقل ولا وسلوك البشر “الجنوبيين” وفطرتهم ، محاولةً نفسُه إقناعه .

أقول له : إيجاد قيادة سياسية للجنوب في حقيقة الأمر لا يتطلب الكثير من الحوار العقيم ولا الجدل السقيم ولا ترجمة الأيدلوجيات ودراسة التوجهات والاستراتيجيات .. فالجميع يكاد يتشابه أيدلوجيا وجغرافيا ودينيا ولغويا وحتى سياسيا .. نحن فقط بحاجة أن نتنازل عن ((أنفسنا وأن نقنعها نحن)) لكي يحيا الوطن ويعيش الأطفال وتبتسم الأمهات ، ويأمن الخائفون ويمسح ذلك المسن المرابط في ساحات النضال عرقَه وهو يرفع يده للسماء مبتسما “الحمدُ لله”!