fbpx
“التصعيد الميداني أساسي ولابد أن يواكبه تحرك سياسي” بقلم: حسين يحيى السعدي
شارك الخبر

مر الحراك الجنوبي السلمي  بمراحل التهيئة والتعبئة وحشد الجماهير للالتفاف حول قضيتهم بغية تحقيق هدف التحرير والاستقلال .

 

الآن أتت مرحلة التصعيد الثوري السلمي, مرحلة الحسم بفعل الفرص المتاحة بعد التطورات التي حصلت في صنعاء مؤخراً.

الوضع بصنعاء لا يعنينا ويعنينا  كيف ذلك ؟ لا يعنينا أي لا نراهن ولا ننتظر إن حل قضية الجنوب قد يأتي من صنعاء مهما تغير اللاعبون هناك ولا يمكن دخول الحراك الجنوبي السلمي في العملية السياسية في صنعاء . ويعنينا إن ما يعتمل هناك يؤثر على قضيتنا فيجب مراقبة الأمور وتحليلها واستيعابها وكيفية تلافي ما قد يؤثر سلبا على قضيتنا وإمكانية استغلال ما يحصل هناك لصالح قضيتنا مثل الفرص الحالية ..

اللوحة التي أرتسمت في مليونية الذكرى الـ51 لثورة 14 أكتوبر في عدن والمكلا كانت ممتازة وتعجز اللسان عن وصفها من حيث الحشد والتنظيم والتغطية الإعلامية غير المسبوقة  .

 

قرار الجماهير في تلك المليونية بالاعتصام المفتوح في ساحة العروض هو ترجمة فعلية لعملية التصعيد الثوري النوعي  وقد راهن البعض على عدم إمكانية الاعتصام وان التفاعل معه سيكون محدوداً لكن ما حصل أذهل حتى مكونات الحراك وهناك اعتصام آخر في المكلا .

ما يميّز هذا الاعتصام انه أحتوى على كل شرائح المجتمع الجنوبي ومكونات المجتمع المدني فلا يمر يوم إلا ويتم انضمام موظفي مرافق حكومية حيوية وهامة ومرافق عامة وخدمية وأمنية ومجالس محلية إلى الاعتصام المفتوح ويعلنون تأييدهم لمطالب شعب الجنوب في الحرية والاستقلال .

عمال وموظفو المرافق الحيوية سيسهمون في مرحلة التصعيد الثوري السلمي في الأيام القادمة.

المشهد الرائع الذي يزيد اتساعاً المسيرات الطلابية لمدارس العاصمة عدن الموحدة والثانوية وطلاب المعاهد والجامعات ووصولها إلى ساحة الاعتصام بشكل منظم وحضاري راقي ورفع أعلام الجنوب على مباني المدارس واستبدال النشيد السابق بالنشيد الوطني الجنوبي الجديد في الطوابير المدرسية الصباحية وكذلك الحال في المكلا .

كل يوم نرى المدد للساحات من دعم عيني ومالي ومعنوي للثوار الصامدين المرابطين هناك ونرى القوافل تنساب إلى العاصمة عدن من كل مناطق الجنوب بشكل يعكس الترابط والتلاحم والتشارك في الهم والمصير .

في الساحات حراك سياسي وديني وثقافي وفني ومسرحي ومحاضرات وندوات ولوحات رائعة يرسمها الثوار والثائرات . مع هذا التصعيد الثوري الكبير عادت بعض القيادات الجنوبية من الخارج  منهم السيد عبدالرحمن الجفري  والمناضل يحيى غالب الشعيبي والشيخ عبدالرب النقيب وغيرهم . المرجو من عودة هذه القيادات إن تضيف زخماً وانسجاماً وتوحداً وتنظيماً إلى جانب قيادات الداخل .

كل هذا الزخم الثوري السلمي والتصعيد النوعي والذي سيتعاظم في الأيام القادمة وفق برنامج معين من الضرورة بمكان إن يواكبه تحرك سياسي واستغلال واستثمار جيدين لصالح تحقيق تطلعات شعب الجنوب في الانعتاق من ربق الاحتلال .

وكيف يتأتى استغلال الفرصة الراهنة وقيادات الثورة الجنوبية ( الحراك ) لم تتفق بعد على إطار تنسيقي موحد لجميع قوى الثورة الحية والفاعلة على الساحة الجنوبية , وقيادة موحدة تقود المرحلة بجسارة , قيادة لإدارة وتسيير التصعيد الثوري السلمي في الأيام القادمة وتقوم برسم البرامج التصعيدية وتشكل اللجان الأمنية والشعبية وتحافظ على سلمية ثورتنا وتحميها,وتضع ما هو استراتيجي وميثاق شرف, وترسي قواعد عمل مؤسسي,وتتخاطب مع العالم , بل وتتفاوض باسم شعب الجنوب تفاوضاً ندياً مع دولة الاحتلال وتتعاطى مع أي حلول تلبي تطلعات شعب الجنوب .

ونرى هنا انه لتحقيق تقدم ملموس وكسر الجمود بين المكونات والفعاليات الجنوبية لبلورة إطار تنسيقي جامع خلال الأيام القادمة تواكب العمل الميداني إن يتم تكوين مجلس تنسيقي لقوى الثورة الجنوبية الفاعلة والمؤمنة بهدف غالبية شعب الجنوب قبل نهاية شهرنا الجاري حتى لا يزيد التذمر بين جماهير الشعب والمعتصمين بسبب التأخير في التوافق السياسي بين مكونات وقوى الثورة الجنوبية . وعن تحديد الـ30من نوفمبر كتاريخ لتحقيق استحقاقات كبيرة لشعب الجنوب ليس ضرورياً ربط الثورة بتاريخ محدد لما سيشكله تحديد تاريخ معين من إحباط وتذمر بعد انتهاء الموعد المحدد دون تحقق ما كان يرجوه الشعب , وسيكون تحديد ذلك التاريخ مهما لتوحيد مكونات الحراك والنفاق جميع شرائح شعب الجنوب حول ثورتهم وقيادتهم الموحدة وحشد كل الطاقات والإمكانات لتصعيد ثوري نوعي ومن ثم الحسم .

كم نحن بحاجة في هذه الفترة إلى حسن الظن يبعضنا وتجنب خلط الأمور وعدم نقل الأخبار غير المؤكدة والشائعات وترك توزيع التهم والتخوين بدون دليل لما لذلك من تشويش على معنويات الجماهير وإساءة لأخلاقيات ثورتنا .

نرى إن ماكينة الإشاعات والأخبار المفبركة اشتغلت وضد ثورتنا اُستغلّت ,حيث زادت الإشاعات والتسريبات وفبركة الأخبار في الأيام الماضية وستزيد في الأيام القادمة لأننا في ثورة ومعركة ‘ إشاعات وتحريفات وتسريبات تستهدف شخصيات قيادية في الحراك الجنوبي للتشكيك وتشويه موقف القيادي المعين وثباته على هدف ثورة الجنوب الأسمى التحرير والاستقلال وكذا التخوين في الجانب المالي ‘ فلا ننجرف نحن الجنوبيون لترديد ما تنتجه ماكينة مطابخ الاحتلال الإعلامية والاستخباراتية ونسهم معهم في تشويه ثورتنا ‘ الأمثلة عديدة على ما نشر خلال الأيام القليلة الماضية عن الشيخ / حسين بن شعيب ‘ وعن المناضل أحمد عمر بن فريد وعن هدى العطاس وستسمعون العجب العجاب من الشائعات والأخبار المفبركة وأحيانا كنوع من المناكفات بين قيادات ومكونات جنوبية نسأل الله لهم التعقّل وان لا يلجأوا إلى مثل هذا الانحطاط الرخيص .

كما نرجو من جميع القائمين على أمر جمع مبالغ مالية باسم ساحات الاعتصام الشفافية والوضوح ودون مواربة .

ولإنجاح التصعيد الثوري السلمي نرى الآتي :

1- دعوة رجال الأمن والعسكريين الجنوبيين للانضمام لثورة الشعب وعدم الوقوف في طريق  الثوار السلميين.

2- وضع برنامج تصعيدي مزمّن وعلى مراحل ولا يتم إعلان الخطوة التصعيدية التالية إلا قبل فترة وجيزة.

3- يشمل البرنامج التصعيدي كل المحافظات والمديريات وان تكون الخطوات في وقت واحد مع التركيز على العاصمة عدن وحضرموت.

4- التنسيق مع عمال وموظفي المرافق والمؤسسات الحيوية والمدارس والجامعات والنقابات.

5- عدم الانجرار وراء العنف.

6- تشكيل لجان أمنية وشعبية لحفظ الأمن وحماية الممتلكات العامة والخاصة والمعتصمين في الساحات وخارجها.

الوقت لاينتظر والفرص لا تتكرر

أخبار ذات صله