fbpx
عملية اغتيال ” اللواء قطن ” تساؤلات مشروعة
شارك الخبر
عملية اغتيال ” اللواء قطن ” تساؤلات مشروعة

يافع نيوز –  خاص – المحرر السياسي 

كشفت عملية إغتيال اللواء سالم علي قطن يوم الاثنين 18 يونيو خفايا وأسرار من يقف خلف مسلحي القاعدة اليمنية والتخطيط لعملية الاغتيالات التي حدثت سابقاً، ومن الخفايا التي كشفتها العملية التي تعرض لها سالم قطن أن هناك عملاً مخابراتيا ً عرف كيف يخطط لهذه العمليات الانتحارية ، فرجل مثل قطن لا يمكن اغتياله بهذه السهولة التي تمت ومن قبل افراد من يسمون القاعدة بينما هم عصابة كبيرة لها جذورها ويدها في الدولة وفي العمل المخابراتي ألرسمي وتظهر العملية ان هناك يد من اثنين قامت بهذه العملية التي تعرض لها قيادي عسكري من الصف الاول في الجيش اليمني ، وهذه اليدان هي اليدين المتصارعتين عبر سنوات سابقة من حكم اليمن .

وبما ان هذان القطبان الشماليان المتصارعان قد نجحا في تحويل المعركة من قلب صنعاء الشمال إلى قلب الجنوب ، فإنها أصبحت الان تدير ذلك الصراع تحت إسم وشماعة القاعدة .

فتلك اليد التي يقبض بها علي محسن الاحمر المتهم الأول بدعمه للإرهاب على جزء كبير من العمل المخابراتي الرسمي وكذلك الجيش اليمني ، لها في المقابل يد علي عبدالله صالح الرئيس السابق الذي لا يزال لديه قوه لا يستهان بها في الحكم وله يد طولى في المخابرات الرسمية وكذلك في الجيش اليمني ، ويملك الطرفان عصابات متوزعه في أنحاء متفرقة من اليمن وتم مؤخراً نقلها للصراع في أبين تحت ذريعة “تنظيم القاعدة ” ليأتي على إثر ذلك عصابات “أنصار الشريعة “المنتمية للقاعدة أيضاً ، بينما هي عصابات تابعة للقطبين الشماليين المتصارعين بشدة عبر ادوات ليست ادواتهم وأرض ليس ارضهم وخسائر وموارد مادية ليست مواردهم ولا خسائر عليهم ،إذ يتحمل الجنوب وأرض الجنوب وإنسان الجنوب وثروات الجنوب كل الصراع الدائر في عملية تضع الجنوبيين في غاية السذاجة والخبال الغير معقول بتاتاً .

من المستفيد من مقتل اللواء قطن ..!

لم تكن عملية مقتل اللواء سالم علي قطن عملية عابرة ، بل هي عملية اغتيال تحمل العديد من الدلالات والرسائل التي تريد الجهات المنفذة للعملية بثها أو ايصالها إلى اطراف الصراع المقابلة لها داخل النظام اليمني وخارجه .

ويبدو أن مرحلة الانسحاب المفاجئ لعناصر القاعدة من محافظة أبين لم يحدث إلا لأن هناك مخطط مرسوم لعمليات من هذا النوع قد تم التخطيط لها مسبقاً ، وستستهدف قيادات كبيرة في الدولة تحت إسم وشماعة “القاعدة ” وعمليات التفجير هذه لا يمكن ان يتم التخطيط  لها من قبل مسلحي القاعدة دون أختراق او تسيير لهم من جهات خلف الستار تقبع في أعلى هرم السلطة اليمنية وقيادة الجيش .

وحملت الرسالة وضوحاً في عملية  اغتيال قطن ، وهذه العملية ما هي إلا رسالة لعبدربه منصور هادي الرئيس . باعتبار ان سالم قطن أحد المقربين منه وقائد المنطقة الجنوبية الغاية في الاهمية بالنسبة لقيادات شمالية ، حيث يعتبر قطن من نفس المنطقة التي ينتمي لها الرئيس عبد ربه منصور وساروا في علاقة تأريخية واحدة منذ ما قبل الوحدة اليمنية ، كما يعتبر أن سيطرة عبد ربه منصور هادي على مراكز القوى في الجيش اليمني هو قوة لا يمكن  أن يتركها شماليوا السلطة على حالها ونموها ، فهم يشعرون بخطر بالغ إزاء تشكل تلك القوة التي يقودها هادي ، فالمنطقة الجنوبية العسكرية هي أهم منطقة عسكرية على الاطلاق ولم يكن تعيين الرئيس هادي للواء سالم قطن في قيادتها إلا ضربة قوية لمن هم في الاتجاه المقابل ويحلمون بالسيطرة على نظام الحكم الكامل بعد سقوط نظام صالح .

لماذا لم تنفذ القاعدة عملية اغتيال قطن من قبل ..؟

لم تكن عملية تنفيذ إغتيال لقيادي عسكري بحجم اللواء سالم علي قطن مهمه سهلة في وقت ما قبل هذا التوقيت ، فالعملية ترافقت مع انسحاب مفاجئ لمسلحي القاعدة من مناطق أبين بعد صمودهم في وجه الجيش الذي يقوده قطن فترة طويلة ، إظافة إلى أن العالم قد حسب أن ما حدث في أبين هو نصر لصالح الجيش الذي يقوده قطن  حيث سيعطي ذلك الرئيس هادي دعماً قوياً وكون اللواء قطن أحد اهم أذرع هادي الرئيس ، مما يعني إطباق هادي على القبضة العسكرية لمفاصل الدولة في الجنوب والشمال سيكون قوياً ، خاصة بعد تردد أنباء أو بالأحرى وجود قرارات رئاسية لا تزال قيد الدراسة والبحث مع رعاة المبادة الخليجية هدفها إقالة قائد الفرقة الأولى مدرع علي محسن الاحمر  وقائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله ، بأعتبار ان ذلك يدخل ضمن إعادة هيكلة الجيش اليمني حيث يأخذ قياديان كبيران في الجيش اليمني نصيبهما من عملية هيكلة الجيش وتعيينهما في أماكن اخرى في الجيش اليمني .

لقد جاءت عملية إغتيال اللواء سالم قطن في وقت ضمن فيه هادي وقطن النصر ضد مسلحي القاعدة في أبين وبداية تأسيسهم لمرحلة القبضة العسكرية في الجنوب ، ولا يعد ما تناقله الإعلام من أنباء بأن علي صالح تحدث في جلسة خاصة بالتفرغ لتصفية الثعابين في صنعاء وانه لا يأبه بالجنوبيين كونهم متصارعين بينهم البين إلا تسريبات إعلاميه من شأنها توجيه العمليات التي ستقوم بها القاعدة نحو صالح ، وهذا ليس تبرئة لصالح المجرم ولكن لأن هناك من يرين أن يخفي بصمات واضحة وضوح الشمس عن المخطط والمنفذ لعملية إغتيال قيادي عسكري بحجم اللواء سالم علي قطن .

إعلان القاعدة مسؤوليتها عن العمليات الانتحارية .

لا نعرف كيف يتم إعلان القاعدة  مسئولياتها عن تلك العمليات الانتحارية ، حيث يتفاجأ الجميع بأخبار أو بيانات تقول أن القاعدة تبنت عملية الاغتيالات كما حدث ذلك في عملية إغتيال اللواء سالم قطن ، دون معرفة المصدر الرئيسي لتلك البيانات أو أول جهة تبث تلك البيانات .

وفي كثير من تلك البيانات يظهر بعد المتابعة للتحري ان جهة الاعلان عن ذلك التبني القاعدة لعمليات الانتحار هي مواقع الكترونية تابعة إما “لحزب التجمع اليمني للإصلاح “  أو تابعة ” لأنصار علي عبدالله صالح “.

وما نقل من تبني القاعدة لعملية التفجير الذي حدث في ميدان السبعين بصنعاء هو دليل واضح على أن هناك من يلصق عمليات التفجير والانتحار على شماعة القاعدة التي لا تتواجد أصلاً في اليمن ، وما يتم التحدث عنه من وجود تنظيم القاعدة في اليمن وفي محافظة أبين هو عصابات تابعة لنظام صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام  وعلي محسن الاحمر وحزب التجمع اليمني للإصلاح ، وتم إنشاءها لخلق صراع وتنفيذ حروب وعمليات إغتيال تحت شماعة “القاعدة “.

تساؤلات مشروعة :

حادث الاغتيال ترك الكثير من التساؤلات عن منفذ العملية والطريقة التي تم نفيذ العملية بها ولعل أول التساؤلات التي تتبادر الى الذهن كيف قيادي بحجم قائد المنطقة الجنوبية بكلها ويقود حرب ضد اخطر تنظيم ارهابي في العالم ولا يملك سيارة مصفحة !! ولا يملك جهاز حماية وجهاز استخبارات يوفر له المعلومات الكافية او يتم تأمين الخط الذي يمر فيه واتخاذ الاحتياطات اللازمة.

التساؤل الثاني  ما تناقلته وسائل اعلام تابعه لحزب التجمع اليمني للصلاح ان “قطن ”  قد اعطى سيارته المصفحة لرئيس الوزراء باسندوه اثناء زيارته لمحافظة عدن يوم أمسن كيف علمت هذه الوسائل بذلك ومن نقل الى القاعدة تلك المعلومات الخطيرة

التساؤل الثالث لماذا ” قطن ”  وليس ” مقوله”   يتساءل الكثير لماذا تم استهداف قطن وليس مهدي مقولة الذي كان قائد للمنطقة الجنوبية لأكثر من عشر سنوات ولم تستهدفه أي محاولة اغتيال

التساؤل الرابع : لماذا يتم استهداف ضباط الجيش والاستخبارات الجنوبيون فقط حيث بدأت العمليات على ضباط الجيش الجنوبيون منذُ عام 2008م وتم اغتيال العشرات منهم وتصفيتهم في محافظة عدن ولحج وأبين وحضرموت .

 * خــــــــــــــــــاص يافع نيوز

أخبار ذات صله