في ذكرى الغزو العراقي للكويت .. وموقف شعب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية
شارك الخبر

يافع نيوز – كتب / د . هشام السقاف :HashamSqf

في الثاني من أغسطس عام 1990م غزت الدبابات العراقية شقيقتها الجارة المسالمة دولة الكويت، كان الحدث أكبر من أن تحسب عواقبه القيادة العراقية لغياب الديمقراطية في الدولة القطرية العربية نتاج ما أفرزته مرحلة الثورات العربية بعد الحرب العالمية الثانية، فالقرارات من أتفهها إلى أعقدها بيد الزعيم الملهم، الذي ربما يكون قد تلقى ضوءاً أخضرا مخاتلاً من السفيرة الأمريكية في بغداد، وربما لا يكون ذلك صحيحاً ولكنه – أيضاً – قد خرج بجيش ضخم بعد حرب السنوات الثمان مع إيران ولابد من إشغاله بمعركة أخرى مفتعلة، دون حساب النتائج المترتبة التي قضت على التضامن العربي أو ما تبقى منه وأدخلت القوات الأجنبية إلى جزيرة العرب وترتب عنها تمزيق العراق وإخراجه من توازن الرعب مع العدو الصهيوني ومعاقبة الكويت – أيضاً – لسياستها القومية والدولية المتميزة طوال حقبة الاستقلال عام 1961م، وهي السياسة المزدوجة التي برعت فيها الولايات المتحدة لصالح ترتيبات شرق أوسط جديد غداة انتهاء الحرب الباردة مطلع التسعينيات من القرن الماضي لصالح الدولة العبرية والمجربة أساساً سياسة الازدواج تلك أثناء الحرب العبثية بين إيران والعراق التي تظاهرات فيها الدولة العظمى بالوقوف مع العراق، بينما لعبت إسرائيل دور العراب لصفقات السلاح المشبوه لإيران والتي عرفت بعد ذلك بـ (إيران – جيت) مما يلقي باسئلة مبكرة عن حقيقة الخلاف الأمريكي – الإيراني. عرفت الكويت الحياة المدنية وأضحت مركزاً تنويرياً في رأس الخليج العربي، ومّدت يد العون والمساعدة للأشقاء العرب المحتاجين للدعم سواء في بلدان الخليج قبل تدفق النفط أو في جنوب الجزيرة العربية -اليمن بشطريه منذ تشكل دولتيه المستقلتين عامي 1962 و1967م في الشمال والجنوب على التوالي، فتأسس (مكتب دولة الكويت) في عدن وصنعاء ليشرف على المساعدات الأخوية السخية التي تقدمها دولة الكويت من خلال (الهيئة العامة للجنوب والخليج العربي) التابعة مباشرة لوزارة الخارجية الكويتية على عهد عميد الدبلوماسية العربية وزير الخارجية – حينها – أمير دولة الكويت الحالي سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، والتي تركزت في المشاريع الخدمة الحيوية مثل المدارس والمستشفيات والكليات، وأصبحت كلية الطب في صنعاء صرحاً معمارياً يتفوق على مثيلتها في الكويت نفسها، ناهيك عن المكتبات ودور العبادة وغيرها من المشاريع المعمارية غير ما قدمته ومولته من بعوث المعلمين للجامعات والمدارس وكذا الأطباء وقد رصدت جامعة عدن كل تلك المشاريع التي قدمتها الكويت منذ لحظات الثورة والاستقلال في اليمن؛ رصدتها في كتيب وزع على الحاضرين في حفل أستقبال رئيس وزراء الكويت أثناء زيارته للجامعة قبل عدة سنوات من الآن. 

والمعروف عن دولة الكويت أنها لا تتباهى بما تقدمه من واجب الدعم الأخوي لشقيقاتها الدول العربية، وتكتفي بلوحة تكاد لا تراها العين مكتوب عليها (هدية من شعب الكويت إلى الشعب اليمني الشقيق)، بينما نعرف جيداً أن الكويت قد تعرضت لضغطوات كثيرة لرفع يدها عن الجنوب بسبب علاقاته القوية مع الاتحاد السوفيتي، وكان الرائي الحصيف: إننا إن تركناه يزداد ارتماءً في أحضان تلك الدولة، والمراقبون لسياسات الجنوب الخارجية يعرفون تقاطع تلك السياسة مع التوجهات العراقية من المنطقة منذ نهاية السبعينيات الماضية ولو قدر للغزو أن يتم – كما تم بعد ذلك – قبل مايو1990 فإن موقف جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سيكون إلى جانب شقيقاتها دول الخليج العربي في مواجهة الغزو وتحرير الكويت، وإن كانت مواقف حكومة الوحدة مخزية حقاً وألحقت بالبلاد أضراراً اقتصادية فادحة، فإن ذلك لم يمنع شعب الجنوب سواء في عدن أو حضرموت وسواهما أن يعبر عن رفضه لتلك الغزوة المشينة ويعلن عن دعمه لشعب وحكومة الكويت في استعادة أرضهم من الاحتلال العراقي. وقد لمس الوفد الشعبي الكويتي الذي زار اليمن برئاسة الأستاذ أحمد السقاف ذلك الموقف، عندما أرسل الأستاذ أحمد الربعي إلى الجنوب ليلتقي بالفعاليات الشعبية وفيها نازحون من أبناء حضرموت نزحوا من الغزو جاءوا وبأيديهم أمانات لكويتيين من أرباب أعمالهم أضطروا أن يأخذوها حتى لا تقع بيد جنود الاحتلال أثناء غياب أولئك خارج الكويت أثناء الغزو. 

لتكن هذه الذكرى عبرةً للعرب وحافزاً لهم على العمل العربي المشترك بعيداً عن الاستقواء والهيمنة، وعاشت الكويت حرة أبية.

 

* عن الايام

أخبار ذات صله