fbpx
تقرير: وضع انساني “كارثي” في عمران اليمنية في ظل حرب شوارع بالمدينة
شارك الخبر

يافع نيوز- شينخوا

تعيش عمران شمالي اليمن وضعاً كارثياً على الصعيد الانساني ينذر بـ”موت جماعي” لمن تبقى فيها من سكانها جراء المواجهات التي تشهدها المدينة منذ نحو 50 يوماً بين مسلحي جماعة الحوثي الشيعية ووحدات من الجيش اليمني.

 

وخلفت المواجهات منذ اندلاعها في 19 مايو الماضي ، عشرات القتلى والمصابين من الجانبين ومن المدنيين ، فيما اتخذ الوضع الميداني منحى خطيراً مع تحول المعارك مطلع الاسبوع الجاري الى حرب شوارع وسط المدينة في ظل استمرار المواجهات على أطرافها.

 

ومنذ نحو أربعة أسابيع ، تعاني مدينة عمران حصاراً بعد عزلها كلياً من قبل مسلحي الحوثي، ما دفع معظم سكان المدينة الى النزوح فيما لايزال نحو 35 ألفاً عالقين حيث يواجهون الموت في أي لحظة.

 

ومع استمرار القتال والحصار المطبق على المدينة يزداد الوضع الانساني قتامة ، ويهدد “الموت الجماعي” لآلاف من المدنيين.

 

وكشف مصدر حكومي في محافظة عمران أمس (الثلاثاء)، النقاب عن أن أكثر من 50 ألف شخص تمكنوا من النزوح من المدينة التي يقدر عدد سكانها بنحو 85 ألفاً ، بينما لايزال بقية المدنيين عالقين.

 

وقال المصدر لوكالة انباء ((شينخوا)) إن نحو 53 ألفاً من سكان مدينة عمران عالقون في منازلهم في ظل حرب شوارع تدور في المدينة منذ أيام بعد تسلل عناصر مسلحة من جماعة الحوثي للمدينة لمقاتلة الجيش والأمن والسيطرة على مقار حكومية ومنشآت مدنية.

 

ووصف الوضع الانساني في عمران بأنه “كارثي” محذراً من أن العالقين يواجهون الموت حالياً بسبب نقص المواد الغذائية والدوائية واستمرار سقوط القذائف والصواريخ على منازلهم .

 

وقال المصدر الحكومي ، الذي فضل عدم ذكر هويته ، ” إذا لم يتوقف إطلاق النار وتتمكن المنظمات الانسانية من تقديم خدماتها لهؤلاء العالقين ، فستشهد المدينة خلال الأيام القادمة موتاً جماعياً”.

 

وتعرضت المنشآت الطبية في مدينة عمران لعملية استهداف وهو ما يزيد من قتامة المشهد الانساني.

 

وذكر مسؤول إداري في مستشفى عمران الحكومي لـ ((شينخوا)) ان مبنى المستشفى تعرض لإطلاق نار وقذائف من قبل مسلحي جماعة الحوثي.

 

وأضاف “هناك محاولات من قبل المسلحين لاستهداف المستشفى وكوادره وإخراجه عن الجاهزية ، وحياة الجميع حالياً معرضة للخطر داخل مباني المستشفى”.

 

وأشار إلى إن عشرات الجثث التي وصلت إلى المستشفى ملقاة على الأرض بسبب امتلاء ثلاجات حفظ الموتى ، لافتاً إلى إن “المستشفى يعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية ، وان معدات تابعة للمستشفى تعرضت للنهب من قبل المسلحين، بالإضافة الى عملية نهب تعرض لها مكتب وزارة الصحة بالمدينة”.

 

من جهتها ، نددت وزارة الصحة اليمنية باستهداف مستشفى عمران العام ، داعية جميع الأطراف المتصارعة في الى عدم استهداف المرافق الصحية ووحدات الإسعاف والكادر الطبي وتجنيبهم مخاطر الحرب.

 

وقالت الوزارة في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه ، ان ” المرافق والكوادر الصحية تخدم الجميع وان أي استهداف لها يتنافى مع الأخلاق الإنسانية والأعراف والقوانين الدولية وتعد جريمة حرب يحاسب عليها القانون الدولي”.

 

وحملت وزارة الصحة الطرف المعتدي “كامل المسؤولية الجنائية والأخلاقية عن أي اعتداء أو تعريض حياة كوادرها للخطر وكذلك المرافق الصحية”.

 

وأعربت منظمات انسانية دولية ومحلية عن قلقها من الوضع الانساني المتدهور في عمران ، وناشدت جميع أطراف الصراع حماية المدنيين.

 

وقال عدنان حزام المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اليمن ان “اللجنة الدولية تعرب عن قلقها ازاء تدهور الوضع في عمران وتداعياته الانسانية على المواطنين”.

 

وأكد عدنان أن ” اللجنة تراقب الوضع الانساني وأثره على المدنيين ، والبنية التحتية الصحية ، نتيجة القتال المستمر في المحافظة”.

 

وأوضح المتحدث أن اللجنة على تواصل مع جميع الاطراف والسلطات لفهم الوضع على الأرض للاستجابة للاحتياجات الانسانية.

 

وناشدت اللجنة جميع الاطراف في الصراع حماية الجرحى والمرضي والمدنيين.

 

بدوره، قال الهلال الاحمر اليمني ان “الوضع الانساني في مدينة عمران كارثي” مشيراً إلى إن عشرات الجثث ملقاة في الشوارع فيما يهدد الموت باقي سكان المدينة الذين لم يتمكنوا من الخروج بسبب ضراوة القتال.

 

وقال عبيد يحي مردم رئيس الهلال الاحمر اليمني في عمران وعضو اللجنة الرئاسية لحصر ومعالجة الاضرار بالمحافظة ، إن “الوضع الانساني في مدينة عمران كارثي للغاية” لافتاً إلى فرق الهلال الاحمر لم تتمكن من عشرات الجثث الملقاة في الشوارع.

 

وذكر مردم لـ ((شينخوا)) أنه تم منذ مطلع الاسبوع الجاري انتشال نحو 200 جثة منها 20 جثة لمدنيين في مدينة عمران ، مشيراً الى أن عشرات الجثث لاتزال ملقاة في الطرقات والشوارع والأزقة والأحياء السكنية وان عدداً منها بدأ يتعفن.

 

وأوضح ان فريق الاسعافات التابع للهلال ، نفذت جميع مستلزماته الطبية ولم يتمكن من اسعاف الجرحى وتقديم أي خدمات علاجية وإسعافية من يوم أمس الاثنين.

 

وتابع ” هناك فريق خاص بالإيواء واستقبال النازحين ، لكن المشكلة التي تواجه باقي السكان في المدينة والذين يقدر اعدادهم بنحو 53 الف نسمة، انهم غير قادرين على المغادرة بسبب حرب الشوارع ، وأن هؤلاء ينتظرون الموت حالياً ، أما بالقذائف والصواريخ المتساقطة أو الموت جوعاً”.

 

ووجه المسؤول في الهلال الاحمر اليمني نداءً عاجلاً إلى جميع الاطراف للسماح بوصول تعزيزات غذائية ودوائية للمدنيين وأغذية للأطفال .

أخبار ذات صله