fbpx
نقد لجماعة الفيوش السلفية

د. عارف عبد الكلدي
جماعة الفيوش تعد الجماعة الدينية الأبرز في المنطقة الجنوبية، وينتسب إليها الكثير من أهل التدين الصادق، ولهم إيجابيات لا تنكر، ولهم أيضاً سلبيات ينتقدون عليها، أتمنى منهم أن يتواضعوا ويعترفوا بها، وألا يستكبروا على من يقدم إليهم النقد، لأن للنقد أهمية كبرى في تصحيح الأخطاء.
وأول نقد يوجه إليهم هو صعوبة تقبلهم للنقد، وذلك لأنهم ينظرون لأنفسهم على أنهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وأي نقد لهم يرونه بمثابة نقد لمنهج الرسول عليه الصلاة والسلام!!
ثانياً: غلوهم في شيخهم عبدالرحمن العدني، إذ يرون أنه المرجع الوحيد في المنطقة الجنوبية، ولا يعترفون بغيره من المنتسبين إلى العلم والفتوى، ومنهم مشائخ درس هو عليهم يكبرونه سنا وعلماً وعقلاً، فالمعتمد عند هذه الجماعة ما يراه شيخهم، وغير المعتمد ما لا يراه، حدثني أحد ولاة الأمور أن ابن أخيه يتردد على مركز الفيوش، فأراد أن يترك الدراسة النظامية، فلما سأله عن السبب قال: الشيخ لا يراها!!
ثالثاً: تشددهم في الفتوى، ومعيشتهم خارج العصر، فقد وسعوا دائرة الحرام، وضيقوا دائرة الحلال، ومن أمثلة ذلك أنهم يرون الدراسة النظامية مضيعة للوقت، ووسائل الإعلام يدخل غالبها في دائرة الحرام، ويعلنون النكير الشديد على من يركب الدش حتى لو كان دش المجد الذي لا يبث إلا القنوات الدينية التي يرونها محرمة.
رابعاً: يريدون أن يجعلوا من أبنائهم نسخاً طبق الأصل منهم، ويريدون أن يعزلوهم عن العصر الحديث ومنتجاته، مع أن أبناءهم ليسوا في مستوى التدين الذي هم عليه، ولهم سمع وبصر يشاهدون العالم الحديث ويسمعونه، وهذا قد يؤدي بهم في فترة لاحقة إلى التمرد العنيف على آبائهم، ولا سيما عندما يرون تعامل العالم الحديث مع الشهائد العلمية الحديثة.
خامساً: ارتباطهم المبالغ فيه بالسعودية ومشائخها، ولا سيما بالشيخ ربيع المدخلي وشلته، إنهم يرون ربيعاً المدخلي إمام العصر، ومحنة هذا الزمان، لا ينتقده إلا من في قلبه مرض… وباختصار تعد جماعة الفيوش ومن يرتبط بها هم نصيب ربيع المدخلي الصافي من أتباع الشيخ مقبل الوادعي… ولهذا فإن الشيخ عبدالرحمن العدني يدير الأمور العلمية، أما الأمور المنهجية لهذه الجماعة فيتولاها مجموعة من طلاب ربيع المدخلي الدارسين في السعودية ، وهم الذين يمارسون الإرهاب الفكري على أفراد هذه الجماعة…