fbpx
بين عذوبه الماء …. وقساوه المطرقه
-تعقيبا على مقالتي  الاخيره  من سلسله  (صور من هذا الزمان ) المنشوره في صدى عدن الورقيه عدد رقم    ٦٥       ليوم الثلاثاء الماضي ، وردني توضيحا من الدكتور الودود وليد البكيلي من مدينه دلهي في الهند ، يشير فيه الى  ان الوفد الذي رأسه لليمن لم يكن مرتبطا بمجموعه ابولو الطبيه هذه المره  ، بل كان وفداً يمثل الهند كاملا كدوله  والذي ضم قطاعات الاقتصاد ، والطب ، والصناعه ، والبنيه التحتيه ،والتجاره ، والغاز والنفط ،وبالاضافه   الى رئاسته للوفد فقد كان حاملا  للملف الطبي .
وحسب علمي سيتراس  خلال هذا الاسبوع اكبر وفد طبي متجه  الى الشرق الاوسط مكون من عشره بروفيسورات  بمجالي الطب والجراحه أهمهم البروفيسور ( بابا داس) الذي نجح بزراعه اول قلب بالهند.
وكان  الدكتور وليد قد وجه رساله  الى الحكومه اليمنيه تتضمن انطباعته عن اليمن وهنا انشر جزء مما جاء فيها حسبما ورد في صفحته الرسميه في الفيسبوك ( انطباعي عن اليمن كبلدي  أشوفها بلد بكر ، وفيها من الموارد التي اذا استخدمت بالطرق المثلى لاغنت اليمن عن الدول المانحة  والنفط نفسه ، فيها من الخيرات لا تحصى ولكن توجد ضعف في السياسات والقوانين الاقتصادية تجعل راس المال الأجنبي يهرب ، وعلى سبيل المثال قانون المنطقه الحره الغير واضح ، وعدم حمايه الرأسمال الأجنبي ، وضعف القوانين والقضاء ، الامن اكبر معضله الى جانب هناك فساد في الاداره في بعض المؤسسات ، خبرتنا في الاستثمار الطبي في عدن مع المنطقه الحره وبعد توقيع العقد معهم فشلت ، سنتين حتى الان ولم نستسلم الموقع ، وخسرنا الكثير، لا قانون ، ولا انظمه تحدد وتشرع وتلزم اي توقيع ،نحن كيمنيون بالخارج مستثمرين لا نجد ترحيب كافي ، ولا ضمانات كافيه لنا لنعمل شيء بوطننا ، والعكس لو عملنا ببلاد الغير ) وهنا اشكر الدكتور على متابعاته واهتماماته وردوده السريعه بل  وعنايته واهتمامه بكل من يصل الى الهند للعلاج ، وايضا على رسالته الموجهه للحكومه اليمنيه حول انطباعاته التي تلخص بل وتتفق مع  كل ما قلناه في مقالتنا السابقه ، وغيرها من المقالات منذ سنوات ، وهنا  اشعر ان أداءه وتعامله الانساني الرفيع يحقق فعلا   قول الامام الشافعي :
                       احسن الى الناس تستعبد قلوبهم          فطالما استعبد الانسان إحسان .
– ومن الصور  الأليمة التي شاهدناها  في الاسبوع   المنصرم  في اطار مسلسل القتل المستمر كانت صوره  الصديق  العزيز حسين محمد قحطان بن ديان اليافعي  وكيل محافظه البيضاء باليمن وهو يغتال بغدر  من قبل مسلحين مجهولين امام منزله اثناء توجهه لموقع عمله ، لينضم الى سجل   وقائمه ضحايا الإرهاب الموجه والمبرمج  ، وليضاف دمه المهدور  الى نهر  الدماء الزكيه المسكوبه في ساحات وعتبات المذبح الجنوبي  واليمني منذ عقود ، هذه الدماء التي تؤرخ  وتؤسس للعنه الدم  التاريخيه المساله،  التي تجذر وتروي  مسلسل  الثأر  السياسي المستمر، ليظل  هذا البلد منحوسا و مصابا بهذه اللعنه الابديه ، (لان اي فعل بار تتبارك به الارض وأي فعل سيء بسببه تلعن الارض ، وعندما تلعن الارض يقل خيرها لتنتج شوكا وحسكا ) لان اللعنه تعني الطرد من ألرحمه ونقيض البركه ، واستمرار المحن،  لان الدماء مغلظه ومحرمه لهذا يقول الرسول  صلى الله عليه وسلم: «أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء»   ورب العالمين يقول (( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيما ً)) النساء ٩٣
لهذا لا غرابه ان يظل ابناء هذا البلد يبحثون  عن مصدر سعادتهم خارجه ليحققون ذاتهم ، بعد ان فقدوا أمانهم في داخله، لان لعنه الدماء  ستظل عنوانا للشقاء والمعاناه حيثما سالت ، و طالما النزيف مستمر والدم  المحرم كل يوم فيه يهدر  .
ختاما يقول الشاعر الهندي العظيم طاغور:
(ليست المطرقه ما جعلت هذه الحجاره بمثل هذا الكمال ، بل هو الماء بعذوبته ، برقصه ، ومغناه ، حيث القساوه لا تعرف سوى التدمير ، تأتي العذوبة بمنحوته )
بقلم | علي صالح محمد