fbpx
وزارة النصب العالي !!

عجيب أمر هؤلاء  الجبابرة  لم يكتفوا بكل ما نهبوه من أرض وثروات وما دمروه من بنى تحتية ، أعادت الجنوب مائة عام ويزيد إلى الخلف، فلم  يكفهم ماعاثوه من فساد وإفساد طال كل شيء ،فمازالوا يمارسون نهبهم وفسادهم لكل ما تطاله أيديهم دون خجل ولا وجل.

فسادهم لم يستثن شيئا في البر ولا في البحر، فلم يقف  عند الإجهاز على الحاضر ،و لم يخجل من التطاول على الماضي  وطمسه ، بل هاهم  بكل صلف يمدون أيديهم  لمصادرة المستقبل .أضاعوا تاريخ الأجداد  وأفقدوا  الآباء الإحساس بمعنى الحياة  والوجود وجعلوهم يعيشون حياة عدمية لا لون لها ولا طعم ولا رائحة ولم يكتفوا  بكل هذا ..فما زالوا يصرون على إن ينال بطشهم وظلمهم الأبناء وربما الأحفاد.

مؤخرا أعلنت وزارة التعليم العالي  بصنعاء أسماء المبتعثين للدراسة في الخارج  ضمن منح التبادل الثقافي، ولفرط  صلفها نشرت الأسماء عبر وسائل الإعلام لتؤكد شفافيتها وإنصافها وليتها لم تفعل، إذ أكدت الوزارة ان الفساد فيها داء عضال يستعصي على العلاج، وان محافظات الجنوب وحدها هي الميدان الذي يمارس فيه هذا الفساد بحرية وأريحية بل وافتخار وإلا لما أعلنت الأسماء على الملأ ولكانت الوزارة أكتفت بطلب المتقدمين لمراجعتها للتأكد من أسمائهم.

في محافظة المهرة  مثلا وهي المحافظة المنسية عبر التاريخ إلا من  حقول نفطها وثرواتها السمكية،وشواطئها التي تستغل في تهريب كل شيء، في هذه المحافظة صودرت منح التبادل الثقافي  المخصصة لأبناء المهرة وهي ست منح لصالح  ثلاثة طلاب  من بيت السماوي وطالبين من بيت العمري وطالب من بيت الشامي وجميعها بيوت شمالية بامتياز وليس لها أي انتماء إلى المهرة ولو تفحصنا نسبها إلى الجد السادس عشر، وعلى حال المهرة يمكن قياس الحال على محافظات أخرى مغلوبة على أمرها.

ان يأتي الفساد وظلم الناس من شيخ أمي،أو متنفذ همجي فالأمر يكاد يكون مستوعبا وان لم يكن مقبولا، لكن أن يأتي  هذا الفساد وبهذه الشناعة والبشاعة من وزارة تعنى بالتعليم العالي وبرعاية  وزارة  يفترض  انها تعنى بصناعة العقول فالأمر ولا شك  يمثل عملا ممنهجا يضاف إلى سلسلة  الأعمال الممنهجة التي استهدفت الزرع والضرع على هذه القطعة المقهورة من الأرض،وتلك أفعال مشينة ينبغي  ان يتوقف لأنها تمس المستقبل وتستهدف القضاء عليه كما قضي على الماضي والحاضر .