نسمعُ جعجة ً ولا نرى طحناً ، هكذا هو حالنا منذ أن أخذتنا نياتنا المخلصةُ  وعواطفنا القومية الغبية ، منذ أن ذهبنا إلى هاوية (الوحدة اليمنية) التي لم نحسب لها الحسابات ، ولعلكم أنتم كذلك تدركون تلك الجعجعة التي يعيشها الجنوب منذ تلك الفترة ، فأين ذهبت اتفاقيات الوحدة .. وأين ذهبت وثيقة العهد والاتفاق ، وأين و أين …الخ ، فالطـُحن التي جناه الجنوبيون من تلك الجعجعة ( قتل، واعتقال ،واختطاف ،وتسريح من الوظائف ، ونهب للأراضي، وتضييق للحريات، وتدمير للمؤسسات) .. أهكذا هي وحدتهم؟؟

اليوم  لازالت هناك مشاريع جديدة بمسميات مغلوطة  تشرع تلك الانتهاكات التي يتعرض لها شعب الجنوب والتي منها مؤتمر “الحوار” الذي أعلنت مخرجاته دون موافقة الحراك الجنوبي …ألخ

لم يحرج ذلك المؤتمر بشيء كان يطمح إليه الجنوبيين  ، ولم يكن المستفيد منه سوى أولئك المتنفذين  والمسئولين  الذين ملئت حقائبهم بتلك المليارات التي استجلبت من هنا وهناك ،

ولكن من  مخرجات الحوار التي نجح النظام بتنفيذها هو  إفشال فعالية للحراك الجنوبي بعدن بتاريخ 21/2/2014م وتطويق مدينة عدن بالآليات الثقيلة العسكرية المختلة التي حشدت لمواجهة المتظاهرين ومنعهم من التعبير عن رأيهم .. بينما تعبر حركة الحوثي المسلحة عن رأيها بقوة السلاح وبتفاوض من قبل الدولة. ليس هذا فحسب فالحوار عظيم وتطبيق مخرجاته أعظم ، ومن مخرجات الحوار في الجنوب قذائف للجيش اليمني أطلقت على حفل عزاء في منطقة سناح بالضالع راح ضحيتها العشرات من الأطفال والشباب أهكذا يترجم حوارهم؟؟

كما لا أنسى الصحف الجنوبية التي أوقفت بعد ذلك المؤتمر البغيض ، والاعتقال والمضايقات التي يتعرض لها كل نشطاء وإعلاميي الحراك الجنوبي ..

واليوم وبعد كل تلك المؤامرات التي تعرض ولا يزال يتعرض لها الجنوبيين ، هناك من يريد أن يمرر أضحوكة ((الدولة المدنية والدستور)) !! أي دولة مدنية يفهمها مجتمع قبلي بحت ، وأي دستور في ظل طوائف ومليشيات عنف مسلحة ، تمد نفوذها بكل قوة حتى تكاد تصل عاصمة دولتهم ، إنها أغنية يتغنى بها واهمون باسم “الدولة المدنية” ..

لا يمكن أن تقوم هناك دولة مدنية حديثة في ظل (وحدة اندماجية) فثقافة وفكر الشعبين لا تتناسب مع ذلك ..