fbpx
حضرموت بعيون مصوريها ..عنوان لحياة مجتمع

  

لا أدل على حياة المجتمعات من الأنشطة الفنية لأبنائها .. وهنا ولا أريد أن أستحضر سلبيات اللحظة .. ففي عصر جافٍ هَمُوم ومراحل عناء طوال من تاريخ مجتمعنا المعاصر ما تكاد تشعر فيه بالتعب يدب في قلمك لأسباب لا المقام ولا المقال مناسباً لذكرها  .. إلا وتومض في ألأفق نجمة تحمل رسالة مفادها أن للنشاط الانساني على الصحاف البيض الموجه من المجتمع للفرد أو العكس .. مفعول سحر قد يخطفك في رحلة حالمة تأخذك لبساتين تشعر فيها بالسعادة فـ ينشى فيها القلب ويكون للابتسامة معنى عندما تتأكد ان الحياة ما زالت تدب في مكلانا الحبيبة .. رغم الجراح .

معرض حضرموت بعيون مصوريها الذي نظمه فريق حضرموت للتصوير الضوئي واختتم اعماله في 15 مارس الجاري كان هدية الأم التي قدمها الفريق الرائع لمجتمعه .. فكان أشبه بسفره رومانسية عنوانها الابرز علاقة حب بين الإنسان والمكان .

بين العدسة المأمورة بعواطف مالكها المتيم في ترابه الذائب عشقاً في بلاده .. الغارق ترفا ببهائها والمشدود لطبيعتها باحثاً بين تجاعيدها عن مكامن الجمال .. وبين المجتمع العامر بالحياة والكثير من الحكايات التي ما زالت بحاجة لأكثر من فريق من شبابها لإبرازها .. كما فعل المصورين بأسلوب بعث الدماء في جسد المتعبة الصابرة .. وهيّض أشواق أبناء في الأقاصي لمجتمع عشقوه بكل تفاصيله .

لا نملك لفريق المصورين سوى التوجه لهم بالشكر البالغ والعرفان الكافي لحجم ما بعثوه من أنفاس حضرموت بعدساتهم التي أعطت للعالم صورة أكدت ان مابين حضر وموت ما زال الكثير من النبض والحياة .. ومجتمع يفيض بالحيوية والإبداع يفوح في محيطه حبا وعطرا .

كم سيكون رائعا لو ان هناك أيد كريمة تلقت هذا الجهد والإسهام وتولت رعاية هذا المعرض ونقله ليعبِّر عن بلاده في البلدان المحيطة فيعبُر بدفئ الانسان ومشاعره عبر عدسات تسافر من حضرموت فتعطي للعالم صورة .. وتأخذ صورة .. وهو بالتأكيد قمة التفاعل الحضاري العالمي لحضارتنا المتوقدة والمتجددة دوماً .