fbpx
سكان وادي المسيلة بالمهرة بين الألم والأمل
شارك الخبر

يافع نيوز – المهرة – سامي دسيمان

قديماً يحتل وادي المسيلة المرتبة الاولى في محافظة المهرة من الناحية الزراعية في شتى المجالات الزراعية (الخضار – والحبوب – القطن – قصب السكر – الجلجل – الفاصوليا ) والخضروات الاخرى و اليوم أصبح وادي المسيلة يعاني افتقار كبير في كل الاحوال, لقد اصبحت وزارة الزراعة غائبة تماماً عن هذا المواطن الذي يعيش تحت خط الفقر.

لقد أصبح المزارع متخوف من زراعة هذه الخضار بسبب أنه لم يلقى لها مسوق حقيقي لشرائها, وذلك ما يفقده تركيز على زراعتها.

أخدنا آراء الكثير من قاطني هذا الوادي لاطلاعنا على حالتهم, ولقد كان لهم حنين الى السابق منهم من يقول بان إدارة الزراعة السابقة أي في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كان هناك اهتمام غير محدود من قبل الجهة المسئولة في هذا المجال من ناحية توفير كل متطلبات المزارع من البذور وادوات ري وتوفير المرشدين الزراعيين وتوفير آلة الحرث ( الجسامات ) والأسمدة وكنا بأحسن حال من اليوم, و اليوم لم نرى من إدارة الزراعة اي تقدم في هذا المجال غير دفع رسوم الاشتراكات وبدون أي خدمات تذكر لتقديمها للمزارع.
القلعنه تبعد عن عاصمة المديرية المسيلة حوالي 30كم2 هذه المنطقة التي تعاني كما مثيلاتها من كافة الخدمة الاساسية مثل الصحة و التعليم و الطرقات, يوجد بها مساعد صحي واحد ولا توجد لديها أي اسعافات اولية غير الاشياء البسيطة, كما تم الجلوس مع بعض من اهالي هذه المنطقة واكدوا بان المساعدات التي تم جلبها من الدول الداعمة في كوارث السيول 2008 بانه لم يتم تسليم المواطنين مستحقاتهم من هذه المعونات التي تم توريدها الى الجهات المعنية ولكن وحسب كلام اهالي هذه المنطقة والمناطق المجاورة لها لم يتم تسليم المواطنين كامل مستحقاتهم المالية.
كما اكد لنا شيخ الحارة بان هناك تلاعب من قبل الجهات المعنية بحقوق المواطنين الذن تضرروا من الكوارث والسيول وتعاني ايضاً هذه المنطقة من خدمات كثيرة.
بزون منطقة الثقافة و الحضارة هي المنطقة التي انجبت الكثير من الشباب المتعلمين مثال مبارك بن رموضة و سويلم غيثان والكثير الذين لم تحضرنا اسماءهم, اصبحت اليوم المنطقة شبه منكوبة و الذي تم نزوح الكثير من اهلها الى المناطق الساحلية مثال سيحوت وعيص المسيلة بسبب الظروف المعيشية.
بزون تشتهر بكثافة نخيلها وتعتبر المنطقة الاولى على مستوى الوادي بكثافة نخيلها, حيث يوجد بها اكثر من مائة الف نخله وتم جرف اكثر من 20الف نخله من منطقة بزون وحدها حسب كلام آهالي المنطقة.
وحسب تصريح اهالي المركز والمناطق المجاورة لها بان هناك معاناه يعاني منها المواطن في المنطقة والمناطق المجاورة لها بنقص في الكادر التعليمي, حيث يوجد في هذا المركز ثمانية من خريجي الثانوية العامة لم يتوظفوا الى الان وعندهم الاستعداد بان يغطوا مع اخوانهم في حال يتم توظيفهم, اليوم هم يناشدون جهة الاختصاص بان ينظروا لهم بعين الاعتبار ولكن جهة الاختصاص في سبات عميق.
تعتبر دحسويس عاصمة الوادي وذلك لوجود الكثافة السكانية التي تحتضنها هذه المنطقة, حيث يوجد بها إدارت حكومية سابقة كما يوجد بها المركز او الوحدة الصحية المتعثرة و التي مر على بناءها ما يقارب حوالي خمس اعوام حسب كلام أهالي المنطقة, ولم يعلم المواطن سبب تعثر هذا الصرح الطبي ولذلك ناشدوا مراراً جهة الاختصاص للانتباه في هذا الشأن, لكونها ستوفر الكثير من الجهد على المواطن من الذهاب الى المدينة والتي تبعد عن هذا المركز حوالي 120كم2 وفي حال تدفق سيول تنقطع المنطقة وتتحاصر من كل الاتجاهات ويعاني المريض اشد الالم والمعاناه.
وادي المسيلة يحتضن في جوفه عشرات الآلاف من المواطنين ولم يوجد لديهم مركز صحي او مختبر طبي, قد لا تزيد تكلفته على مليون ريال يمني, ويوجد في المسيلة مشاريع بملايين الريالات و بدون فائدة تذكر لهذه المناطق المغلوب على امرها, حيث وأنه يجب أن تكون هناك وقفه جاده من قبل الجهات المعنية و الوقوف امام هذه المشاريع بمسئولية جادة في المسيلة قبل أي مشروع, ويجب الوقوف امام نقطة واحدة وتعتبر النقطة الاساسية ورئيسية وبحسب كلام اهالي المنطقة وهو مشروع الخط ( الطريق ) و الخط يعتبر النقطة الرئيسية لذلك, ما لم لا يمكن أن يستفيد المواطن من هذه المشاريع الوهمية و الذي في حالة تدفق السيول فيها يصبح المواطن في حالة يأس.
كما يوجد مصنع التمور والذي لم يستفيد منه المواطن, ويتكون المصنع من اربعة حيطان وحوش ولم توجد به أي آلات او معدات لتشغيل هذا المصنع والذي مر على تشييده حوالي عشرون عام.
الفرط هي منطقة ريفية تبعد عن منطقة دحسويس حوالي 8 كيلو متر وتعتبر منطقة دحسويس هي المركز الاساسي ويشمل محاويك – حروثي – تهير – بكثوت – المضيق – الفرط – وتوجد ايضاً مناطق تم نزوح ساكنيها منها الى المناطق الساحلية, منها مديرية قشن ومن والى عيص المسيلة وذلك سبب المعاناة التي يعانيها وادي المسيلة عامة ومركز دحسويس خاصة ولقد التقينا بوجها والشخصيات الاجتماعية لهذه المنطقة واطلعونا على ما تعانيه المنطقة من تعثر بعض المشاريع فيها مثل الخدمات الصحية والتي تعتبر العامل الاساسي لحياة المواطن و ايضاً التعليم, والذي يتم نقل الطلاب من بعض المناطق الى المركز دحسويس مشيا على الأقدام, وذلك يعتبر عائق امام أهالي المنطقة وخصوصاً في فصلي الشتاء والصيف والذي بسببه يتم تأخير الطلاب عن الوصول الى المدرسة في الوقت المحدد.
هناك توجد معاناه حقيقية يعتصر لها القلب آلاماً وتغص الحناجر انين وتذرف لها العين دماً, اليوم يستنجد وادي المسيلة عامة و مركز دحسويس خاصة الى جهات الاختصاص والجهات المعنية, بان تلتفت بعين الرحمة و الرافة إلى ما يعانيه المواطن الذي يعيش بين جبلين محاديين من جبون وصولاً الى عيص المسيلة.
كما يوجد مشروع مصنع التمور والذي مر عليه اكثر من عشرون عاماً ولم ينجز الى حين كتابة التقرير, ويوجد وحدة صحية او مركز صحي ولم ينجز كذلك كما اكدوا لنا اهالي المنطقة, كما دعو جهات الاختصاص بأن تنظر في هذا الأمر أيضاً حيث توجد في تلك المناطق انجرافات واضحه على ممرات السيول و التي تعصف بالأراضي الزراعية بسبب قلة الحواجز المائية أو الدافعات في حالة تدفق السيول.
كما يوجد في هذا المركز ما يقارب حوالي 18 طالب من خريج الثانوية العامة ولم يتم توظيفهم لكون المركز بحاجة لمدرسين اكثر, وهم يعتبروا العمود الاساسي للمنطقة, و في حالة لم يتم توظيف هؤلاء لا يمكن أن يستمر ابناء المنطقة بمواصلة التعليم, ذلك ما يؤدي الى تحطيم معنوية الطلاب الجدد.
تهير هي أحد مناطق مركز دحسويس لم تكن غائبة عن معاناة المركز لقد بني بها مدرسة تعليمية ولم تكتمل بشكل صحي, فهذا الصرح التعليمي والذي يعول عليه المواطن في هذه المنطقة والمناطق المجاورة لها, يمشي فيه الطالب من محاويك و العقبة والتي تبعد عن المنطقة حوالي ما يقارب خمس عشر كيلو, وهذا ما يسبب تخاذل الطالب عن مواصلة التعليم وخصوصاً في فصل الشتاء والذي يقطع الطالب هذه المسافة مروراً بالوادي الذي يتدفق منه المياه ما يؤدي الى إلى مرض الطلاب في الوادي الوادي الذي أصبح بمثابة قرية خاوية, ويجب على جهات الاختصاص الانتباه وتبني هذه الامور بالشكل الصحيح.
ما يقارب 200كم2 تبعد منطقة بن قرةُ عن عاصمة المديرية هي المنطقة التي تعيش تحت الظلم المدقع الدي يحاصر مواطنيها من كل الاتجاهات, اخدنا اراء بعض المواطنين والذين امتنع بعضهم عن التصوير والذي لا نعلم اسباب منعهم , ولكن طرحوا لنا بعض المعاناة التي يعيشونها من شيخ المنطقة الشيخ صبيح بن سالم شيخ قبيلة بيت عنعون و الذي ذكر لنا بانه هذه المنطقة تعاني من هموم كثيره من السابق حيث لم تنتبه لها جهات الاختصاص, مضيفاً بأنه قد حلت عليهم كارثة السيول المتدفقة كان اخرها كوارث 2008 وتم الدعم على مستوى المحافظة بشكل عام ولكن لم تستفد المنطقة من هذا الدعم غير الشيء اليسير, وما زلنا الى الان نطالب الجهة المختصة بالانتباه وإعادة النظر في هذا الامر.
وكما اكد احد المواطنين هادي لعبد على نفس الامر مردفاً بالقول أن المنطقة تحتاج للمزيد من الجهد والانتباه حتى من الناحية الطبية والناحية التعليمية, لكونها توجد بها مدرسه ولكن المنطقة تعاني من نقص الكادر التعليمي ويجب على جهة الاختصاص تزويد المنطقة بالمعلمين ذات الكفاءة العالية, كما يجب التوفير للمنطقة والمناطق المجاورة اسعاف طبي بحيث ينقذ المواطن بنقل مريضه الى اقرب مركز صحي او الى مستشفى عام بأقرب مدينة, لأنه يتم محاصرة المنطقة وعزلها تماماً عن باقي المناطق في حال تدفق السيول الجارف في مواسم الامطار, وربما يستمر هذا الحصار الى اشهر.
وفي طريقنا التقينا بأحد الشخصيات الهامه وهو الاستاد سعيد سالم محمد وطرح لنا موجز مصغر عن الحالة التي يعيشها المواطن في منطقة بن قرةٌ والمناطق المجاورة لها, بان هذا المواطن اصبح في سلة المهملات بحسب كلامه ولم يتم الانتباه الى هذا المواطن غير في الترشيح الانتخابي فقط, ولقد مل المواطن من كثرة المواعيد التي اصبحت تقال لهذا المواطن المغلوب على امره, كما اكد على كل المعنين من الجهات المختصة والجهات الداعمة بان تلفت انتباهها الى هذا الوادي الذي يحتضن عشرات الآلالف من المواطنين البسطاء, كما يجب توفير الكادر الطبي المؤهل والتعليمي, ويجب على الجهات ذات العلاقة بان توفر سكن داخلي للطلاب وبناء ثانوية عامة بدلاً من نقل الطالب الى المدينة.
وفي نفس السياق من الاستاد أكد بان ابناء وادي المسيلة اصبحوا يعتمدون على الجهات الداعمة مثل رجال الاعمال و المؤسسات الخيرية, والتي وفرت للمنطقة مثل سد دحسويس والفرط والذي بناه احد رجال الاعمال الكويتيين وطريق عكدٌ تريوت والتي تبناه احد رجال الاعمال بو فتيلة المنهالي, ولكن مازالت هذه الاشياء تحتاج تكملة واهتمام اكبر ولذلك نناشد كل الميسورين وجهات الاختصاص بالانتباه اكثر لكون الوادي اصبح محروم من اشياء كثيرة وبسبب عدم توفير اساسيات الحياه تم نزوح المئات من العوائل الى مناطق عدة, على سبيل المثال اغلب مناطق حبظيات تم نزوح مواطنيها منهم الى حضرموت الوادي ومنهم الى عيص المسيلة وتحديداً منطقة حساي وهذا ما يقلق المواطنين الاخرين في حال لم يتم توفير ملتزمات الحياة لهم وسيكون مصيرهم مثل هؤلاء.
طعزويد هذه المنطقة التي نزح الكثير من ابناؤها الى المناطق الاخرى وذلك لأسباب عدةٌ منها العامل الاقتصادي الذي يعصف بالكثير من مواطنين وادي المسيلة عامة, لقد جلنا في هذه المنطقة والتي التمسنا همومها وذكر لنا ابناؤها اشياء كثيره منها الوضع المعيشي للمواطن الذي اصبح تحت خط الفقر, ابناء هذه المنطقة يعيشون على الزراعة ولكن بسبب تدفق السيول المستمر تم جرٌف الكثير من المساحات الزراعية, وذلك بسبب عدم وجود الحواجز ودفاعات السدية مما أدى الى جرف الاماكن الزراعية بشكل شبه كامل كما ذكر لنا المتحدثين في التقرير المصور.
كما شددوا على توفير الاسعافات الطبية لهم والمدارس التعليمية لأبنائهم وقد اكد الاستاذ / سعيد سالم احد ابناء منطقة طعزويد بانه يجب توفير زيادة مدرسين بكونه توجد مدرسه وحيده في منطقة مغرات توجد بها شعبتين فقط وهي الشعبة الاولى والشعبة الرابعة, ويوجد عدد اثنين مدرسين فقط ولذلك نطلب من جهات الاختصاص بتزويدنا بزيادة معلمين بحيث يتم تأدية واجبنا التعليمي على اكمل وجه.
مغرات هذه المنطقة الزراعية المشهورة سابقاً والذي يوجد بها كمٌ لا باس به من النخيل, اليوم اصبحت هذه المنطقة محرومة من اشياء كثيرة, حيث اصبحت اراضيها زراعية مهدده بالانقراض .. وقد التقينا ببعض شيوخ و اعيان هذه المنطقة والمنطقة المجاورة لها رفيوت, وطرحوا لنا همومهم وهموم مواطنين هذه المنطقتين و الذي لم تنتبه لها جهات الاختصاص من الناحية الزراعية أو الناحية الصحية, و قد تعصف هذه الكوارث بنزوح ما تبقى من ابناء هذه المنطقتين.
لقد راود ابناء المسيلة منذ قديم زمان بان يكون لهم سد ينتفعوا به, وقد عمل اجدادهم في قديم الزمان سد تقليدي مكون من جذوع النخيل وخوص النخيل, وكانوا على امل من كافة الجهات المعنية بان يكون لهم سد ثابت ولكن دون جدوى, وبعد جهد كبير من ابناء المنطقة ومطالبتهم المتكررة الى اهل الخير حتى يتم عن طريقه سقي نخيلهم التي تملا الوادي على امتداد المنطقتين وهي الفرط ومنطقة دحسويس وبعد عدُة اعوام من هذا الحلم, تكفل السد رجل الاعمال الكويتي يدعى / بن دبوس, و الذي تحمل تكلفته بكامل قوامه حتى اصبح السد حقيقة تملا صدر كل مواطن من ابناء هذه المناطق المذكورة سلفاً.
وحسب استطلاعنا نرى بانه سد يحتاج الى لمسات اخيره حتى يكتمل بالشكل المطلوب. اليوم اصبح بمقدور كل مواطن بان يعمل بكل جهد حتى يحافظ على هذا السدُ من شوائب وبقايا الاشجار التي تعيق ممر المياه المتدفقة من سد عبر العتوُم العامة الواصلة الى اماكن زراعتهم والتي تعيق المياه في موسم الامطار وذلك يتطلب من ابناء المنطقتين جهد كبير.

هكذا يعيشون ابناء مديرية المسيلة والمناطق الريفيه فيها بغض النظر عن ابناء المدن الساحلية, العمل بدائي ومكلف وبأبخس الاجور قد يستغرب القارئ الكريم, ولكن يجب علينا أن نضعه في الصورة والأمر الواقع, هكذا يعيش ابناء الوادي في المسيلة.
( القطي وسيسبان ) وهي اشجار ذات كثافة ومنتشرة على امتداد الوادي ويتم قطف بما يسمى القطي وهي شجرة تسمى ( العريط ) ويتم تجفيف هذه الأغصان ثم يتم تعبئتها في اكياس تسمى باللهجة العامية الفرد ويتم بيعها بأبخس الاثمان وبسبب البعدٌ وتكلة اجور المواصلات, لم يتحصل المواطن إلا على الشيء اليسير مقابل بيع هذه السلعة و التي اصبحت هي الملاذ الوحيد له, أما شجرة السيسبان فهي شجرة ذات اشواك متعددة ويتم تجميع ثمارها فقط ويتم تعبئتها بأكياس صغيرة ويتم بيعها.
حال المواطن في وادي المسيلة يعتصر له القلب دماً وتغص الحناجر بالكلمات ويتوقف العقل عن التعبير, هذا ما تشاهده على امتداد وادي المسيلة من مركز القلعنة وصولاً الى آخر مناطق وادي المسيلة بمحافظة المهرة.

 

* عدن لايف

أخبار ذات صله