fbpx
الضالع.. ما أشبه الليلة بالبارحة

 

الضالع, اسم لامع في سفر النضال الوطني ضد الظلم والاستعباد والاحتلال..وضليعة بالمجد وصناعة البطولة بالأمس ضد الاحتلال الإمامي .. واليوم ضد المحتلين من الأئمة الجدد.. وما أشبه الليلة بالبارحة..
ونتذكر ..حينما انتصر الأمير نصر في 16 يونيو 1928م وطرد جند الإمام يحيى من الضالع بعد ان انسحبوا ليلاً إثر خسارتهم المعركة. وفور وصول الأمير نصر إلى الضالع قال الشاعر ثابت هادي الداعري الزامل التالي:
يا الأمر هِزّْ الدَّقل وَجْنَاحَكْ البحر والبر
من خلف خور السويس

رِجْلَيْكْ سدّة عدن والرأس ردفان لَعْصَرْ
وَيْدَيْكْ شُمَّخْ مُرَيْسْ

* وفي سنة 1339هـ أثناء احتلال الإمام يحيى للضالع اتبع عساكره سياسة البطش والإذلال ضد المواطنين فقوبلت هذه التصرفات بالرفض والمقاومة,ونذكر هنا حادثة الشيخ عبدالله بن أحمد ناصر المحرابي حيث أرسل حاكم الإمام بالضالع يحيى الشامي عساكره بقيادة رجل يُدعى العبيدي وكان يلقب بمدفع الإمام لإحضاره من منطقته الواقعه غرب إمارة الضالع, وقد التقى العساكر بالشيخ عبدالله في نقيل “مسينئة” فوق قرية “عُباب” وأخبروه بالأمر فطلب من العساكر السماح له بالذهاب إلى منزله لأخذ حاجياته فرفض طلبه وحاول الجنود أخذه بالقوة قسراً فما كان منه إلاَّ أن استل “جنبيته” من غمدها وخزها في صدر قائد الجند وأرداه قتيلاً, فصوب أحد الجنود بندقيته وقتل الشيخ عبدالله ومن جانبه أخذ عباس نجل الشيخ عبدالله الثأر من قاتل أبيه في الحال حيث أطلق عليه النار وأرداه قتيلاً فقام الجندي الثالث بإطلاق النار على عباس وقتل هو الآخر. وكان أحد الشعراء قد تكهن بمقتل قائد الحرس العبيدى أو “مدفع الإمام”عندما علم بذهابه لإلقاء القبض على الشيخ عبدالله المحرابي فقال هذا الزامل:
يا صاحب الحوطه تنكَّف
قُلْ للعُبيدي فات حلّه

ما عاد با يبصر عياله
ولا حصانه با تشلَّه

وقد كشفت مجزرة (سناح) الأخيرة الوجه البشع للاحتلال .. الذي لا يمكن وصف ما أقدمت عليه قواته ضد أناس مسالمين , مسلمين , في مجلس عزاء, إلا بجرمة حرب شنيعة , تعكس قبح مرتكبيه.. وها هي الضالع اليوم تجدد العهد بأن دماء شهداء مجزرة (سناح) لن تذهب هدرا..

* المصدر : سالم راشد الذيباني ” من حقيبة الدهر للإنسان تحكي عن ردفان” . وسعيد عباس ناجي الدريمين: تاريخ إمارة الضالع وملحقاتها,.