fbpx
الأسرة أساس المجتمع
شارك الخبر
الأسرة أساس المجتمع

تعتبر الأسرة الخلية الأساس في المجتمع، ولا يمكن تصور تنمية حقيقية وشاملة دون إعادة الاعتبار لمؤسسة الأسرة وأدوارها النفسية والاجتماعية والتربوية والتنموية. ولن تقوم الأسرة بالأدوار المنوطة بها على الوجه الأكمل دون التأسيس لثقافة أسرية هادفة وبناءة في مجتمعاتنا العربية، ثقافة تقوم على إدراك ثنائية الحق والواجب دون تضخيم جانب على حساب جانب آخر، ثقافة تروج لها الوسائط الإعلامية بمختلف أنواعها من إعلام مكتوب ومرئي ومسموع.
إن التأكيد على أهمية الأسرة ونحن في شهر رمضان المعظم، يأتي في سياق الرغبة في إحياء القيم الإسلامية الأصيلة في هذا الشهر الفضيل شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار، مما يدعونا إلى مراجعة سلوكياتنا وعاداتنا كأفراد في اتجاه تحويلها إلى سلوكيات أكثر إيجابية وأكثر نفعا لمن حولنا من أقارب ومعارف، وكذا مراجعة سلوكياتنا وتصوراتنا كجماعة، وهذا يقتضي مجهودا جماعيا لإشاعة ثقافة أسرية بناءة، وترسيخ قيم اجتماعية وسلوكيات منطلقة مما يزخر به تراثنا الإسلامي من فضائل في مجال الأسرة بدءا من التأسيس وعملية اختيار شريك الحياة مرورا بترسيخ قيم المودة والرحمة والتفاهم وانتهاء بالتشريع الدقيق في حالة النزاع والاختلاف.
وحتى في حالة الشنآن وعدم التفاهم فإن الزوجين مدعوان إلى توخي الإحسان والمعروف (فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان). ومن أجمل ما يستوقفنا في هذا السياق قول الحق سبحانه وتعالى عقب ذكر مجموعة من الأحكام الخاصة بالأسرة في سورة النساء (تلك حدود الله). كما حظيت العلاقات البينية بين مختلف مكونات الأسرة الصغيرة والعائلة الكبيرة باهتمام كبير في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، من خلال الحث على المعروف وحسن المعاشرة.
إن نظام الزوجية القائم على الذكر والأنثى سنة كونية خلق الله تعالى الكون وفقها، وأي إرادة للتبديل أو التغيير أو المس بنظامه يهدد البشرية والإنسانية جمعاء في استمراريتها وتوازنها وعمارتها للأرض. لهذا وجب التحذير والتنبيه إلى خطورة الدعاوى المنطلقة من بعض المجتمعات الغربية، التي تطالب بالحق في العلاقات المثلية بين أفراد الجنس الواحد، بل تطالب بتقنينها وتشريعها، كل ذلك باسم الحريات الفردية، وهي دعاوى خطيرة تهدد البشرية في استمرارها، مما يؤكد وجوب تحصين المجتمعات الإسلامية بزرع المعرفة الحقيقية بهذا الدين العظيم وقيمه الأصيلة التي فيها راحة الإنسان وسعادته وطمأنينته.
نحتاج اليوم في ظل التحولات القيمية والعلائقية التي تعرفها بلادنا وأمتنا العربية أن نبذل مجهودا كبيرا لترسيخ وتعميق ثقافة الاهتمام بالأسرة وإحياء القيم الأسرية، عبر تأسيس مراكز للإرشاد الأسري تواكب احتياجات الأسرة والتحديات التي تواجهها. من جهة أخرى، فإن الإعلام مدعو للانخراط في هذه الدينامية المجتمعية، من أجل صنع رأي عام عربي وإسلامي يعيد الاعتبار لمؤسسة الأسرة لكي تنهض بأدوارها المتعددة في عالم تكتسحه قيم الفردانية والأنانية.

المصدر: صحيفة العرب القطرية

أخبار ذات صله