fbpx
ملاحظات سريعة عن لقاء الرئيس البيض بأمين عام الجامعة العربية

ثلاث ملاحظات سريعة عن لقاء الرئيس علي سالم البيض مع الأمين العام لجامعة الدول العربية (نبيل العربي يوم الأحد14يوليو الجاري:
أولا: أن اللقاء تم بطلب من الرئيس علي سالم البيض ,وليس بطلب من جامعة الدول العربية حسب بيان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي, مما يدحض الأخبار التي ربطت بين هذا اللقاء وبين الحديث المتصاعد بصنعاء عن مشروع الأقاليم الخمسة وان هذا اللقاء -حسب تلك المزاعم -تم بعد استدعاء الجامعة العربية للرئيس البيض للضغط عليه بالقبول بهذا المشروع .
ثانيا: ان بيان نبيل العربي الذي كرر فيه تأكيده على وحدة اليمن وضرورة إنجاح الحوار يـبدو كأنه ينفي عنه نفسه تهمة دعم الطرف الجنوبي المطالب باستعادة الدولة الجنوبية (فنفي النفي إثبات ما يقولون) وهذا يشيء بأن وراء الأكمة ما ورائها . فضلا على تعمد الجامعة العربية وحرصها على إبراز اللقاء بشكل رسمي أمام الإعلام مع ان الرئيس البيض كان ممكن يقبل بلقاء سري مثلما قبل بلقاءات مع ممثلي بعثات أوربية وربما أمريكية وممثلي منظمات دولية في بيروت بالأشهر الماضية فهي فرصة لا تعوض بالنسبة له -اي اللقاء الأخير بالعربي- وهو ما يؤكد هذا أيضا التفسير الذي يقول ان هناك أمور تدور خلف الحجب .
ثالثا : لا أميل إلى التفسير الذي يربط اللقاء على انه أتى من وحي تأثيرات المتغيرات بجمهورية مصر العربية خصوصا بعد إزاحة جماعة الإخوان المسلمين من الواجهة, فهذا التفسير وان كان توقيت اللقاء يؤيده إلا ان ذلك يبدو مستبعدا ولكنه ليس مستحيلا ان يكون قد خطط له .وهذا التفسير ربما اُريد له بخبث من قبل القوى التي تناصب الجنوب وثورته العداء والخصومة لخلط الأوراق بموضوع القضية الجنوبية وربطها بموضوع مصير حركة الإخوان المسلمين وبالتالي تأليب الخصوم بالإقليمين العربي والإسلامي على الجنوب وقضيته و
كبح مساعي الرئيس علي سالم البيض الدؤوبة بهذا الشأن .
• الملاحظة المهمة والأخيرة هي ان هذا اللقاء بحد ذاته وبصرف النظر عن أي تفسيرات او نتائج آنية يعد تحولا مهما من المجتمع العربي خصوصا انه لقاء يتم تحت مظلة العرب جميعا(جامعة الجول العربية) وهذا اللقاء قد يدفع بدول عربية وإقليمية بانفتاح كبير إزاء الجنوب وقضيته –أن شئتم فسموها تدويل القضية الجنوبية أو تعريبها على اقل حد-. أضف إلى ان هذا اللقاء يعد نجاحا للرئيس علي سالم البيض على الجبهة السياسية والدبلوماسية التي طالما شكى من تعثرها الجنوبيون بكل مكوناتهم المختلفة ولطالما اتهم البيض بالإخفاق وصل عند بعض المكونات والشخصيات الجنوبية إلى حد التشفي والازدراء والانتقاص من دور الرئيس البيض الدبلوماسي والسياسي.