fbpx
للرئيس البيض.. حتى لا يتحول الانتصار إلى انكسار

ما في شك ان الحشد الجماهيري الضخم الذي سيـّـره الشعب الجنوبي الثلاثاء الماضي يوم21مايو كان نسبة كبيرة منه حاضرا استجابة لدعوة الرئيس علي سالم البيض بمناسبة سياسية معروفة للجميع دعا لإحيائها وسيعتبرها هو انتصارا له ومعه حق في ذلك الى حد كبير خصوصا و إن البعض كانوا قد تسرعوا غداة دعوة البيض للفعالية وذهبوا يقللون من فرص نجاحها واعتبروها مناسبة خاصة بالبيض فقط ).

ولكن تبقى نصر هذه التظاهرات الغير مسبوقة ورسائلها السياسية الهامة هي بدون أدنى ريب مكسبا للجميع, ولكن وعطفا على ما سبق ذكره فان الخشية هي ان تتملك الرئيس علي سالم البيض حالة من الزهو والخيلاء السياسية من هذا النصر الجماهير المهم تنعكس سلبا على الجهود المبذولة للملمة الشتات الجنوبي بالخارج والداخل, أو ان يتخذ اي(البيض)من تلك التظاهرات الجماهيرية وسيلة استقواء و تقليلا من شأن القيادات والقوى الجنوبية الأخرى, فان حدث ذلك لا قدر الله فهي قاصمة الظهر السياسية الأخيرة ليس للرئيس البيض فحسب بل للجميع ,حيث ستلقي بظلالها الكئيبة على المشهد السياسي الجنوبي برمته وستزيده تشظيا على تشظي سيما وان المؤامرات تحدق بالجميع دون استثناء من الجهات الأربع.!.

فمن الحكمة والمنطق وكي لا يتحول الانتصار إلى انكسار ان يتخذ الرئيس البيض من هذه المناسبة فرصة لرأب التصدع مع البقية ويعتبرها ايضا فرصة لن تتكرر للتقارب مع الجميع, ويقدم وهو يقف اليوم على ارضية صلبة ومن موقع الواثق بنفسه وبحجم شعبيته التنازلات الملموسة والتخلي عن ما يتهمه به البعض من تصلب بالمواقف والتمنع من التجاوب مع المبادرات الأخرى دون ان يمس ذلك بجوهر وصلب هدفه وهدف معظم الشعب الجنوبي وهو( استعادة الدولة وفك الارتباط )والذي يعد اي( البيض) الوحيد تقريبا من القيادات الكبرى الثابت على مواقفه الواضحة وهو ما يزيد من ثقة الجمهور الجنوبي به وبسلامة نواياه .

ولعمري ان فعل الرجل هذا فستكون ضربة معلم وسيكون اكثر مكانة واقوى لاعب سياسي بالجنوب وربما بالمنطقة لما للجنوب من ميزة جيوسياسية مهمة, و ان زاد على ذلك وانفتح على بقية القوى السياسية والحزبية بالساحة الجنوبية وحتى الشمالية خدمة للقضية الجنوبية وتوظيف الممكن للوصل الى الهدف المنشود واتباع سياسة المرونة ورحابة الصدر فسيكون الجنوب قد خرج من شرنقة الانكفاء الى رحاب الحلول المُـرضية,لأن من شان ذلك الانفتاح ان يسهّـل نجاحات جهوده وجهود الثورة الجنوبية على الجبهة السياسية الخارجية -الاقليمية والدولية- والتي تبدو( الجبهة السياسية) حتى اللحظة متأخرة ودون المستوى مقارنة بالنجاح الملموس على الجبهة الشعبية الداخلية وان كان ثمة خطوات جيدة قد تمت بالتواصل مع عدد من الدول العربية والاجنبية ومع عدد من المنظمات الدولية بالآونة الاخيرة بواسطة الرئيس البيض اتضح ذلك من خلال الخطاب الاقليمي والدولي المتفهم لماهية القضية الجنوبية مقارنة بالعامين الماضيين. فهذا -الانفتاح المفترض- سيكون فرصة لاختزال الزمن واختصار الطريق ورفع سيف العناء الذي هــدّ حيل الناس واثقل كاهلهم طوال عقدين من الزمن .

إذاً هي رياح سياسية ناعمة قد هبت على الجنوب يجب ان تستغل بذكاء وحنكة, بل قل يجب ان يغتنمها الجميع من القوى السياسية الجنوبية بالخارج والداخل وليس فقط الرئيس البيض قبل ان تميد بالجميع هذه الأرضية الصلبة الى هشة ورخوة .وصدق قول الشاعر العربي:

(إذا هبت رياحك فاغتنمها ×فإنَ لكلُ خافقــةٌ سكونُ

و إن درت نياقك فاحتلبها× فلا تدري الفصيل لمن يكونُ).