fbpx
بين عواضي الاصلاح وعواضي المؤتمر

قمة الاستخفاف بأرواح الناس وذروة الصفاقة والوقاحة تلك التي شاهدناها عبر المواقع الإليكترونية منذ ظهيرة يوم الخميس 16 مايو لكل السودانيين من حزبي المؤتمر الشعبي العام والإصلاح اليمنيين إزاء جريمه مقتل الشابين العدنيين حسن جعفر امان وخالد محمد الخطيب  بصنعاء من قبل موكب زفاف قبلي شمالي يتبع قبيلة العواضي.

   فمن غير ان ينشر تعزية صغيرة لأسر الشهيدين شرع حزب الاصلاح وعبر مواقعه الإليكترونية وناشطيه بمواقع التواصل الاجتماعي عبر شبكة النت الى الشماتة بالمؤتمر الشعبي العام والتشهير به بمجرد ان وصله بطريقة مغلوطة خبر ان الموكب الذي قتل الشابين يتبع القيادي المؤتمر ياسر العواضي، ومنذ الوهلة الأولى ذهبت مواقع هذا الحزب (الاصلاح) وناشطيه تمطر المواقع بوابل من التنديدات بتلك الجريمة المؤتمرية النكراء وغشيتهم فجأة الرحمة والحنية وانسكبت دموعهم اربع اربع على الضحايا الأبرياء، والغرض من ذلك معروفا بطبيعة الحال. حتى تبدت لهم الحقيقة واتضح ان الموكب الذي اقترف الجريمة لا يتبع المؤتمري ياسر العواضي بل هو موكب زفاف لقيادي اصلاحي اسمه (علي عبدربه العواضي) عضو لجنة الحوار الوطني وعضو الهيئة العلياء لحزب الإصلاح.ومن حينها وقفت الطيور على رؤوس الاصلاحيين في مواقعهم الاخبارية وصفحاتهم الفيسبوكية وبلعوا جميعهم ألسنتهم واعترتهم حالة من الخزي من هذا الموقف المحرج، حتى ان بعضهم سارع الى مسح منشوراته من الفيسبوك كانت قد حملت بشدة على القاتل العواضي المؤتمري مثلما فعلت السيدة توكل كرمان بأحد منشوراتها على صفحتها بالفيسبوك، و لم يصدر بعد ذلك من اي إصلاحي تصريح او تنديد او حتى كتابة منشور صغير على الفيسبوك يدين صاحبهم الذي اقترف الجريمة، وكأنهم يحللون القتل لعواضي الإصلاح ويحرمونه على عواضي المؤتمر، (عجبي). يعني من منطق هذا الحزب المتدين انه حين يكون القاتل من طرف الخصم يجوز التنديد والتشهير وحتى التشنيع والتكفير به ويكون الأمر جريمة لا تغتفر، وحين يكون القاتل ينتمي الى عضويته الاصلاحية يكون الأمر مختلفا وقابل للتبرير وفيه رأي ووجهة نظر.! وكأن دماء الناس مياه شملان (هزلت)!

  ومما يزيد الوجع وجعا هو ان يتم قتل الشابين مرتين مرة بالرصاص ومرة اخرى بالكلام المسيء حيث نسب موقع اصلاحي بيان منسوب لآل العواضي قال فيه: ان الشابين كانا يقومان بحركات شبابية مراهقة وأنهما اصطدما بسيارة العروس في الموكب الأمر الذي دفع المسلحين لإطلاق النار عليهم خشية أن يكون ذلك استهدافا لموكب العرس، حسب الموقع الإخباري.!

    – وبالمثل تعاطى حزب المؤتمر ومواقعه الإلكترونية مع الجريمة، فحين كان الخبر المنشور يشير الى ان الموكب الذي اقترف الجريمة يتبع احد قادته (ياسر العواضي) ذهبت مواقع هذا الحزب ومنشورات اعضائه بمواقع التواصل الاجتماعي تسوق التبريرات وتلوك المغالطات بملابسات الجريمة، حتى إذا ما تغير الخبر وصار معكوسا واتضح ان الموكب الذي ارتكب الجريمة ليس مؤتمريا وانه يتبع قيادي اصلاحي حتى وان كان من نفس القبيلة آل (العواضي) ذهب الجميع في المؤتمر الشعبي الى عكس كلما قد قالوه ونشروه، وانزلوا بدلا عنه كل مصطلحات التشفي والمسخرة بالإصلاح، مع مفردات ترثي الضحيتين ليس حبا فيهما بالطبع ولكن نكاية بخصمه الاصلاحي اللدود، ولسان حال هذا الحزب يقول: واحدة بواحدة والبادئ اظلم.! وبين هذا الجنون وهذه العقيلة المتيبسة القابعة في كهوف التخلف ازهقت روحي حسن وخالد وصعدتا لترويا حكاية الأرض للسماء.!