fbpx
اغتيال الكوادر الجنوبية أغتيال للجنوب

منذُ سنوات وهناك عملية منظمة لاغتيال الكوادر الجنوبية وفي أهم اجهزة الدولة الامن السياسي والاستخبارات والطيران والبحث الجنائي وضباط الجيش الكبار وبكل تأكيد ان استمر الوضع مثل ما هو عليه ستنتقل التصفية الى اجهزة اخرى وتصفية كواد في مجالات اخرى  

ان عمليات الاغتيالات هذه تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ان هناك مخطط لأفراغ الجنوب من خبراته العسكرية والامنية والقضاء تماماً على ما تبقى من افراد الجيش والامن ذو الخبرة والكفاءة بعد ان تم انهاء معظمهم من خلال عملية تسريحهم بعد حرب 1994م فالعملية تأتي ضمن مخطط واحد وهدف واحد وهو القضاء على الجنوب الدولة والهوية والسيادة وابقائه تابع لعصابات صنعاء وقبائلها .

من يفكر ان استعادة الدولة الجنوبية أمر سهل وبسيط هو واهم وقد قالها “عبدالكريم الارياني”  احد اهم اعمدة نظام احتلال الجنوب في مقابلة مع قناة العربية عندما قال ” لن يحصلوا على الجنوب على طبق من ذهب ” وكلامه واضح ولا لبس فيه ان القوى المتنفذة في صنعاء لن تدع الجنوب وشأنه ولن يتركوا املاكهم وثرواتهم ووكالاتهم والحصة السوقية في الجنوب بكل سهولة بل سيعملون ما بوسعهم لإعاقة مشروع الدولة في الجنوب والبقاء على الجنوب تحت وصايتهم ورهن اشارتهم والاغتيالات وتشجيع الانفلات الامني احد اهم ادواتهم لتنفيذ مخططهم .

يا سادة يا كرام ان عملية اغتيال 3 ضباط برتبة عقيد وطيارين خسارة فادحة جداً بل مأساة للجنوب وقضيته العادلة واغتيالهم ليس امر عبثي او وليد الصدفة ولكنه ضمن مخطط للقضاء على ما تبقى من طياري الجنوب بعد ان تم اقصاء المئات منهم في عام 1994م وترحيلهم الى رصيف البطالة او ترحيلهم خارج الجنوب    

المؤسف في الامر انه حتى التناول الاعلامي ” الشمالي” مع حادثة مقتل الطيارين الجنوبيين الثلاثة كان سطحي جداً ولم يأخذ حقه والمواقع والصحف الشمالية مرت عليه مرور الكرام ، اضف الى ذلك ان الناشطين الشماليين لم يذكروا الحادثة على صفحاتهم واهتموا بقضايا مثل تعينات نصر طه مصطفى الاخيرة ، وان دل هذا على شي انما يدل على ان الجنوب قضية دولة وارض وانسان تختلف عن قضاياهم في الشمال المتمثلة في منصب او وظيفه او نهب ارضية هنا او هناك ….

اليوم نحن في الجنوب بحاجة ماسة الى وحدة الصف الجنوبي ومواجهة الاخطار التي تحدق بنا من كل جانب سواء كانت في عمليات الاغتيالات او الانفلات الامني واختلاق الفتن بين القبائل ويتجلى ذلك من خلال عودة اختطاف ” القاطرات” في ردفان وشبوه ويافع وغيرها وهو ما سيؤدي الى مشاكل “جنوبية جنوبية ” قد لا تحمد عقباها بالإضافة الى قطع الطرقات وتدخل اللجان الشعبية في كل صغيره وكبيره في بعض المناطق لاحياء ثارات قديمة او افتعال ثارات جديدة كما حصل في باتيس بمحافظة أبين ، وهذا بحد ذاته فخ كبير يجب الحذر منه من خلال وحدة الصف الجنوبي ومحاولة توعية الناس بالخطر القادم لمثل هذه المشاكل وبتفعيل لجان اهلية لحماية السلم وحفظ الامن في مناطقنا حتى لا نجد انفسنا دخلنا في متاهات قد لا نستطيع الخروج منها ….

واخيراً ان هذه الاخطار المتلاحقة والمتعمدة التي نعيشها في الجنوب بحاجة الى عمل مؤسسي جنوبي بأسرع وقت ممكن والقضاء على العشوائية والازدواجية بين هيئات الحراك حتى نستطيع ان نحمي انفسنا ونحمي الجنوب من كل الاخطار ..