fbpx
عواصف فشلت وعاصفه تولد”حرية اليمن السعيد”

كتب/ علي عبد الله البجيري

التحالف العربي في اليمن من عاصفة الحزم إلى عاصفة الأمل، لا الأولى حققت الهدف ولا الثانية اعادة الأمل. وفي خضم هذه العواصف وعلى امتداد ثمانية سنوات كانت قوات الشرعية اليمنية على مشارف مديرية نهم المطلة على محافظة صنعاء، ثم تراجعت إلى مشارف محافظة مأرب، وراحت تتمترس على مشارف مدينة شقرة في محافظة أبين الجنوبية، بعد أن سلمت دون قتال ثلاث مديريات جنوبية من محافظة شبوة بكامل ثرواتها ومؤسساتها ومعسكراتها للمليشيات الحوثية.
وفي سياق هذه التطورات العسكرية وخطورتها على محافظة شبوة والجنوب عامه تداعى أبناء الجنوب واعدو العدة واستعدو لتحرير محافظة شبوة”، واعلنو عملية (إعصار الجنوب).بمساعدة التحالف، وفي غضون عشرة أيام فقط من الحرب والتضحيات استعادوا مديريات شبوة الثلاث، مما أثار حفيظة الإخوان وآخرين في الإقليم.
لقد تابعنا تصريح الناطق الرسمي للتحالف العربي معلنا قيام ما أسماه ب”عاصفة حرية اليمن السعيد”، موضحا في مؤتمر صحفي حيثياتها وتوجهاتها. فقد اوضح العميد تركي المالكي بان هذه العملية هي عملية إنسانية في الأساس، والتي تقض مضاجع الحوثي وقبله إيران، فهي ليست عملية عسكرية بالمصطلح العسكري، أي الحرب، بل هدفها هو نقل اليمن الى مرحلة الإنماء والازدهار، لأن الشعب اليمني يستحق الحياة ولديه مقومات لم تستغل.( انتهى الاقتباس)
والسؤال هل عاصفة حرية اليمن واقعية ومدروسة وتم الاعداد لها عسكريا وتنمويا بما فيه الكفاية؟ ام إنها جائت للتأثير على الانتصار الجنوبي ووقف تحقيق اهدافه؟ .
التحليل الوحيد لهذه العاصفة الجديدة والإعلان عنها من داخل محافظة شبوة مباشرة بعد ان تحررت مديرياتها على يد قوات العمالقة الجنوبية، هو “منع أن يفرض المنتصر الجنوبي وجوده على الأرض وينشر قواته في مناطق الثروة” وبالتالي تغيير الإدارة الاخوانية وتطهير شبوة من وجود قوات الإخوان ونفوذها.
وهنا نقول لقيادة التحالف العربي أنه ليس من المنطقي أن يتحمل أبناء الجنوب السبعة مليون تحرير ثلاثين مليون يمني.
ويبقى السؤال الحائر أين تضع العاصفة الجديده نفسها، وفي أي موقع ومكان وزمان ؟
ولنا هنا عدة ملاحظات حول “عاصفة حرية اليمن السعيد” :
اولاً.. هل هذا الإعلان هو تدشين لمرحلة أخرى من الحرب ولسنوات قادمة، وأين موقع المسماه الشرعية اليمنية من هذا الحدث أن كانت هي الدولة الحاكمة لليمن؟ أم أنه ما على ابناء اليمن إلا تقبلها والاستعداد لانعكاساتها.
ثانياً.. أين موقع القوات الشمالية المتواجده في وادي حضرموت والمهرة والوديعة وشقرة؟ هل سيوكل إلى هذه القوات التحرك والمشاركة في عاصفة تحرير اليمن السعيد ام أن مرحلة التسمين والنهب والاثراء لم تكتمل بعد؟
ثالثاً.. هل استفاد التحالف من خفايا اسباب الفشل والبيع والشراء، وشرعاوي في الصباح وحوثي في المساء؟ هل توصل التحالف إلى أسرار كيفية وصول الأسلحة الثقيلة والخفيفة والطائرات المسيره الى الحوثيين؟ هل اكتشف التحالف العربي الخونة في قيادة الشرعية وجيشها المسمى وطني؟ هل وضع التحالف رقابة على منفذ “شحن” على حدود المهرة وسلطنة عمان
رابعاً.. شعار العاصفة الجديدة مرحبا به إذا تم الحشد للحرب من أبناء الشمال لتحرير بلادهم واستعادة دولتهم من سطوة المليشيات الحوثيية، وهذا لن يتم إلا بتحريك قوات الشرعية في مأرب وتعز، وكذا قوات ” حُراس الجمهورية في الساحل الغربي ، وحينها لن يتردد أبناء الجنوب من تقديم الدعم والمساعدة والمشاركة مع اصحاب الأرض.
خامساً..من غير المفهوم كيف ستحقق العاصفة الجديدة اهدافها في ظل المغالطة الاعلامية لقناتي ” العربية والحدث”؟ فهذه القنوات
لا يختلف أداها عن قنوات الإخوان التي تمارس تزييف الحقائق وتنسب الانتصارات الى غير اهلها.
والخلاصة..أن المغزى الوحيد لعاصفة تحرير اليمن السعيد، والهدف من إعلانها وبهذه الطريقة والسرعة هو” منع أن يفرض (المنتصر) وهم عمالقة الجنوب تواجدهم وسلطاتهم على محافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز ” ووضع حد لاطماع الإقليم في ثروات شبوة وموقعها الاستراتيجي على بحر العرب. فهل أدرك قادة قوات العمالقة الجنوبية هذه التوجهات، وتحققوا من خلفية أبعدهم من شبوة والزج بهم في الداخل الشمالي حيث لا توجد لهم حاضنة شعبية ؟ وهنا يكمن بيت القصيد، فلا يلدغ المرء من جحر مرتين، والحليم تكفيه الاشارة.