fbpx
شبوة ..حراك شعبي وجماهيري يفضح تخادم القوى الدينية ويرسم ملامح معركة جديدة
شارك الخبر

يافع نيوز – باسم فضل الشعبي
تنشط في مناطق مختلفة من محافظة شبوة هذه الايام الفعاليات الشعبية، والجماهيرية، في حراك سياسي بستهدف فضح التحالف والتخادم بين مليشيا الاخوان والحوثي، ويرسم ملامح المعركة القادمة لتحرير شبوة، وعدم السماح لهذا التحالف الديني الشيطاني، بالبقاء فيها، او التوسع بها، في صورة تؤدي للسيطرة على المحافظة الجنوبية الاستراتيجية التي يتوعد الجنوبيون بالقتال عنها حتى اخر قطرة.
وبات من الاجماع بين قبائل شبوة وقواها المدنية والجماهيرية، ان تحرير المحافظة اصبح امرا محسوما من جماعة الحوثي، ومواجهة قوات الاخوان التي فرطت ببيحان، وحريب، وغيرها من المناطق، ومازالت تمنع قوات النخبة، والقوات المسلحة الجنوبية، وقبائل شبوة، من مواجهة الحوثين في المناطق المذكورة، وهو ما يعده كثيرون سلوكا سلبيا قد يؤدي الي سقوط شبوة بالكامل في يد المليشيات الحوثية، لاسيما وان مارب اضحت محاصرة، وعلى وشك السقوط، ومن عجز في مارب لايمكنه الانتصار في شبوة.
وامس الاول توافدت الكثير من قبائل شبوة وقواها الاجتماعية، الي مديرية نصاب، للقاء بشيخ العوالق، لتدارس كيفية التصدي لمحاولات اسقاط شبوة بيد جماعة الحوثي، فضلا عن وضع حدا لممارسات قوات الاخوان في المحافظة التي تقف ضد توجهات ابناء شبوة الرامية لتحرير المناطق المحتلة من قبل مليشيات الحوثي، وهو الامر الذي ربما يؤدي الي اندلاع الصراع، والقتال، بين قبائل شبوة، والمقاومة من جانب، وقوات الاخوان من جانب اخر، في محاولة لكسر تعنت الاخوان ووقوفهم حجر عثرة امام تحرير بيحان، وحريب، والعين، وغيرها من المناطق المحتلة في المحافظة والتي باتت مسرحا لعبث جماعة الحوثي الارهابية.
وتؤكد المعلومات القادمة من شقرة، ان قوات الجيش التابع للشرعية، منعت قبل ايام قوة عسكرية ضخمة قادمة من عدن من الوصول الي شبوة لمقاتلة الحوثين، وارغمتها على التمركز في الشيخ سالم، بينما تصر قوات الاخوان، والشرعية، في شقرة على التوجه صوب عدن، في سلوك غريب، وعجيب، وفي ظل الحصار المطبق على مارب من قبل الحوثين، وسقوط عدد من المديريات في شبوة بايديهم، الامر الذي قد يفسره البعض بوجود تخادم واضح بين جماعتي الاخوان والحوثين، فضلا عن وجود مؤامرة للسيطرة على الجنوب وغزوه مرة اخرى، بعد سقوط مارب الوشيك المحاصرة حاليا من ثلاث جهات.
ما يزال المركز المدنس يعمل وعينه على محافظات الثروة في الجنوب، سواء كان المسيطر على المركز الحوثين، او الاخوان، او جماعة صالح، فالجميع لديهم قواسم مشتركة يتحدوا عليها لاسيما حينما يتعلق الامر بالجنوب، حيث يرى هذا المركز انه الاحق بهذه الثروة، وانه ينبغي ان يكون هو المسيطر عليها ليتمكن من حكم اليمن، حيث يرون في الثروة، والمال، امرا مهما، وحاسما، للسيطرة على السياسة، وتطويعها لصالحهم، لكن وكما يبدو ان الامور قد تغيرت في المركز حيث نجحت الانتفاضة الشعبية في 2011 من توجيه ضربة قاسمة للمركز المدنس، وتمزيقه شر ممزق، وبالتالي مهما بلغت حجم المؤامرة، والتخادم، فان المركز لم يعد كما كان من سابق، فقد دب فيه الشقاق، والخلاف، واصبح رهين مصالح دول اقليمية، لم تعد تهمها بقاء اليمن موحدا، او المركز متماسكا، بقدر ما يهمها مصالحها الانية، عدا ذلك فان الخلاف الطائفي، والديني، قد اضعف المركز كثيرا، لاسيما بعد دخول جماعة الحوثي على الخط، والتي مهما كانت قوتها فانها لن تستطيع السيطرة على كامل اليمن وحكمه من صنعاء، كما كان يفعل صالح، فقد برزت قوى اخرى في الجنوب، والشرق، والغرب، لها مطالب وتوجهات سياسية، وابرزها المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يبدو ان لديه الاستعداد الكافي لمنع قوى المركز من السيطرة على الجنوب وادارته مرة اخرى، ولو باستخدام القوة العسكرية، فضلا عن كونه يمتلك مشروعا باستعادة دولة الجنوب، وهو هدف اساسي لايمكن للمجلس التنازل عنه، سيما وان هذا الهدف مدعوم جماهيريا، وشعبيا، في الجنوب.
ويبدو ان معركة شبوة ستكون حاسمة بالنسبة للجنوبين، والمجلس الانتقالي، فهي من ناحية تضرب عصفورين بحجر واحد وهما الاخوان والحوثين، ومن ناحية اخرى تتطلع الي استعادة مناطق النفط والغاز في المحافظة، التي ستساهم بشكل كبير في ترسيخ ادارة الانتقالي للجنوب، وستمنحه قوة اضافية مالية واقتصادية، لدعم التزاماته تجاه الشعب، من ناحية دفع المرتبات، واصلاح منظومة الخدمات، وهذين عاملين رئيسين يسعى الانتقالي الي الامساك بهما قبل ان تؤول اليه ادارة الجنوب بالكامل، في قادم الاسابيع، او الاشهر الاتية.
واخيرا يمكن القول ان الجنوبين امام معارك مهمة، في شبوة، وسيئون، والمهرة، لاستعادة الجزء الشرقي من الجنوب، الذي لايمكن ان يدار الجنوب بدونه، ولا يمكن ان تكون هناك دولة جنوبية بدونه ايضا، ومن هنا فانه ينبغي الحشد لمعركة شبوة من مختلف مناطق الجنوب، والدخول اليها مهما كلف الثمن، لتحريرها من قوات الاخوان، والحوثي، في معركة واحدة ومركزة .
أخبار ذات صله