fbpx
إخوان ليبيا يهددون بالحرب إذا فاز حفتر
شارك الخبر

 

يافع نيوز – متابعات

هدد رئيس المجلس الأعلى للدولة الاستشاري خالد المشري المحسوب على الإخوان المسلمين، برفض نتائج الانتخابات الرئاسية في حال فاز قائد الجيش المشير خليفة حفتر.

وذهب المشري إلى أبعد من ذلك ملوّحا بالحرب الأهلية، قائلا إن “حفتر لن يكون رئيسا لليبيا ولو على جثث الليبيين، وإذا حدث وأصبح رئيسا فإن أبناء ليبيا في مدن ومحافظات المنطقة الغربية سيقاومون بالسلاح، مما سيدخل البلاد في حرب أهلية”.

 

وأضاف أن “مجموعة القوانين المتعلقة بانتخاب الرئيس وقانون الانتخابات البرلمانية تضمنت عن قصد مجموعة من المغالطات والمخالفات، وأقرّت من المجلس دون أن تعرض على أعضاء مجلس النواب لمناقشتها والتصويت عليها، وفق المقتضيات القانونية المنظمة لسير العمل في المجلس، وتم الطعن في هذه القوانين لدى الدائرة الدستورية ولن يتم الاعتراف بالنتائج المترتبة عليها”.

وترى أوساط سياسية ليبية مقيمة في تونس أن الإخوان، الذين تحركوا على أكثر من صعيد لعرقلة الانتخابات في وقت سابق من خلال إثارة أزمات تتعلق بالاستفتاء على الدستور أولا ثم القاعدة الدستورية التي سيُجرى على أساسها الاستحقاق، سيعملون على الالتفاف على نتائج الانتخابات في حال نجاح حفتر أو أحد خصومهم الآخرين.

وقال عضو مجلس النواب الليبي جبريل أوحيدة إن “إخوان ليبيا قد يلجأون إلى العنف والأعمال الإرهابية لعرقلة الانتخابات، خاصة بعد تهديد بعضهم (…) بخطف رئيس مفوضية الانتخابات، لذلك أي اعتداء تتعرض له المفوضية أو عرقلة للانتخابات يتحملها هؤلاء فقط”.

وأشار أوحيدة في تصريح ” إلى أن “المشري يريد أن يكون وصيا على الليبيين وإرادتهم، قوانين الانتخابات واضحة جدا والعملية الانتخابية ماضية في توقيتها والقرار سيكون للشعب الليبي”، مضيفا أن “التهديدات تُعدّ بمثابة رقصة الديك المذبوح للإخوان بعد انتهائهم في السودان ومصر وتونس، والآن في ليبيا لكن ربما يعمد هؤلاء لارتكاب حماقات”.

 

وبدورها، قالت أم العز الفارسي عضو ملتقى الحوار السياسي، إن “استعداد المشري لإعلان الحرب إذا لم ترضه نتائج الانتخابات الرئاسية، هو وثيقة كاملة وقانونية تجره للمحاكمة باعتباره معرقلا لاستقرار ليبيا”.

 

وأضافت الفارسي في تدوينة لها على فيسبوك أنه “على منظمات المجتمع المدني ومفوضية الانتخابات والمراصد المعنية بضمان قبول النتائج، أن تنتبه في هذه المرحلة للتصريحات والتهديدات وكل ما من شأنه تهديد العملية الانتخابية أو التأثير على سلامتها وكشفها للرأي العام ليحسن شعبنا اختيار شخصيات تحملنا إلى بر الأمان بالانتخابات المباشرة والمتزامنة في الرابع والعشرين من ديسمبر”.

واعتبر المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح أن “تصريحات المشري وتيار الإخوان وكل قيادات الإسلام السياسي تعود إلى قناعتهم بخسارة أي مرشح تابع لهم للانتخابات الرئاسية أو مرشح يدعمونه”.

وتابع مفتاح في اتصال هاتفي مع “العرب” أن “الإخوان يعلمون جيدا أن استقرار الأمن ينهي وجودهم، وأن المناخ الوحيد الذي يتعايشون معه هو الفوضى كما هو الوضع حاليا”.

وأضاف أن المشري لا يحذر من حفتر فحسب بل من عدد من الشخصيات التي لن تقبل بوجود تيار الإسلام السياسي في ليبيا ولن تسمح باستمرار مشروعه وهو ما يجعله يستهدف عدد من الشخصيات الوطنية.

 

وتسلط تهديدات المشري وغيره من قيادات الإخوان في ليبيا الضوء على خشية هؤلاء من الانتخابات وحتى استعدادهم للانقلاب عليها، كما حصل في انتخابات 2014 التشريعية في ما عُرف بانقلاب “فجر ليبيا” الذي فجّر الأزمة السياسية التي تعانيها البلاد إلى اليوم.

وشدد أوحيدة على أن “الإخوان يدركون أنهم مهددون بالانقراض في ليبيا، وأن الشعب الليبي سيلفظهم في هذا الاستحقاق لذلك يهددون بعرقلة الانتخابات، وهدفهم أبعد من ذلك وهو تقسيم ليبيا حتى يبقوا مسيطرين في الغرب”.

 

وفي وقت سابق بعث المشري بتهديدات مبطنة إلى رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، لإجباره على عدم اعتماد القوانين الصادرة عن البرلمان بشأن الانتخابات وبالتالي وقف العملية الانتخابية.

 

ولم يتوقف المشري عند ذلك الحدّ، حيث دفع بتحركات أخرى لعرقلة هذا الاستحقاق الذي يحظى بدعم دولي، حيث التقى عددا من عمداء بلديات غرب ليبيا الذين لم يترددوا في إبداء رفضهم إجراء الانتخابات في بلدياتهم في حال تمت العملية حسب القوانين الصادرة عن البرلمان.

 

لكن هذه المناورات لا تثني المفوضية عن مواصلة العمل لإنجاز الانتخابات في موعدها المقرر حسب خارطة الطريق المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي الليبي، حيث ستعلن الأحد عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية والتشريعية.

 

وفي الاستحقاق الرئاسي من المرتقب أن يُعلن المشير حفتر ترشحه في وقت لاحق بعد أن تخلى عن منصبه في قيادة الجيش منذ أكثر من شهر لصالح رئيس الأركان الفريق عبدالرزاق الناظوري، فيما أعلن وزير الداخلية في حكومة الوفاق سابقا فتحي باشاغا عن ترشحه مبكرا، مدشنا بذلك حملة واسعة النطاق داخليا وخارجيا.

 

ولا تزال مسألة ترشح الدبيبة المقرب من الإخوان وتركيا تُراوح مكانها، حيث لم يعلن ذلك لكن هناك العديد من المؤشرات بشأن ترشحه أبرزها الدعم الدولي الذي نجح في حشده لذلك.

 

والتقى الدبيبة مساء الجمعة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مستبقا بذلك مؤتمر باريس بشأن ليبيا المقرر في الثاني عشر من هذا الشهر، وكذلك محادثات مرتقبة بشأن سحب أنقرة وموسكو لمرتزقتهما من البلاد.

 

وقال جبريل أوحيدة إن “الدبيبة يُنسق مع تركيا للمرحلة المقبلة، هو مرشح تركيا والإخوان للانتخابات الرئاسية، رغم أن قوانين الانتخابات لا تسمح له بالترشح إليها”.

وسوم