fbpx
معركة مأرب.. ومليشيات الشرعية في شقرة

كتب – أحمد سعيد كرامة
مأرب هي الرهان الخاسر الأخير للشرعية والمملكة العربية السعودية على حد سواء أمام باقي دول العالم الذين راهنو منذ سنوات على سقوطها ، هي أخر ورقة بيد الشرعية في الشمال وسقوطها سيكون سقوط مدويا للشرعية في الجنوب أيضا ، ما يحدث من تساقط متتالي لباقي مديريات مأرب يضع الشرعية والسعودية في وضع لا يحسدون عليه أمام الرأي العام العالمي .
أعتقد بدأت ملامح نهاية الحرب في اليمن تتضح أكثر فأكثر على أرض الواقع ، والواقع يقول أن الشمال للسيد الجديد القادم من جبال مران صعدة ، والجنوب للمجلس الانتقالي الجنوبي ، وأننا كجنوبيين على وشك تحرير عاصمة شبوة عتق بيد أبنائها ، وتحرير بيحان وباقي أخواتها من مليشيات الحوثي .
قبل أكثر ثمانية أشهر تقريبا رد علي مسؤول سعودي كبير على الواتس اب بعد نشري لمقال عن الإنحياز السعودي الواضح للشرعية الإخوانية ممثلة بالرئيس هادي ، وقال بالحرف الواحد لننتظر نتائج معركة مأرب التي ستحدد ملامح المرحلة القادمة ، وقد تغير تلك المعركة من إستراتيجية التحالف العربي .
التغيير السعودي الطارئ في شبوة لم يكن بمحض إرادتها وقناعتها ، بل كانت هناك ضغوط دولية كبيرة على صانع القرار السعودي بضرورة وضع حد ونهاية لحرب لم تحقق أي هدف من أهدافها المعلنة وغير المعلنة على حد سواء ، وسقوط ثلاث مديريات في شبوة دون قتال من قبل الجيش الوهمي اليمني هي القشة التي قصمت ظهر التحالف العربي والشرعية اليمنية .
ستغادر القوات السعودية عدن والعند والساحل الغربي ، لتترك شأن إدارة وحماية تلك المناطق المحررة لابنائها دون أي تدخل مباشر منها .
لن تكون شبوة وطنا بديلا لإخوان اليمن بعد سقوط ما تبقى من مأرب بيد مليشيات الحوثي ، هكذا قررت القوى العظمى العالمية والرباعية ، وسقوط شبوة بيد الحوثي هو تحصيل حاصل لسقوط حضرموت والمهرة ، وبسبب ذلك الوضع الانهزامي المستمر لمليشيات الشرعية تحولت استراتيجيتها اليوم في شقرة من الهجوم على عدن إلى الدفاع عن أخر معاقلها في شبوة .
لن تنتهي الحرب في اليمن بعد خروج أخر جندي من جنود التحالف العربي من الأراضي الشمالية أو الجنوبية ، فالتحالف العربي سيدشن مرحلة جديدة من الصراع المسلح أو بالأصح حرب إستنزاف يعلم الله وحده متى وأين تنتهي ، ستندلع في الساحل الشرقي هذه المرة ، إلا إذا تخلت جميع الأطراف الفاعلة والرئيسة على الأرض عن تبعيتها وإرتهانها للإقليم وغلبت المصلحة الوطنية العليا .
لن يتحمل هذا الشعب مزيدا من الإنهيار المتواصل لقيمة الريال اليمني أمام باقي عملات العالم ، ولن يظل هذا المارد مكبل بقيود إتفاق الرياض أو أوسلو أو غيرها من التفاهمات الشيطانية الانتهازية ، وهناك قوى إقليمية ودولية أخرى تريد أن يكون لها موطئ قدم في أحد أهم رقعة جغرافية على مستوى العالم ، وجاهزة للانغماس في المستنقع اليمني .