fbpx
عدن .. درة التاج العربي
شارك الخبر

يافع نيوز – عدن

بعد حرب صيف العام ١٩٩٤ فرضت الوقائع في اليمن افرازاتها السياسية فلقد أفرغ الجنوب من مضمونه السياسي وألحق بالشمال على اعتباره فرعاً ألحق بالأصل كما روجت قوى النفوذ اليمنية في خطابها مع تلك الحرب الدامية التي أسقطت اعتبارات اساسية بما فيها اعتبار الشراكة السياسية التي لولاها لما تشكلت الوحدة اليمنية بين الشطرين في ٢٢ مايو ١٩٩٠م.

الجنوبيون خاضوا سنوات مضنية ضمن مكونات نضالية متوحدة تحت هدف استعادة الدولة الجنوبية ورفع الظلم الذي وقع على الشعب الجنوبي بعد نكسة العام ١٩٩٤، كانت مكونات الحراك الجنوبي وهي تشكيلات شعبية انطلقت على أثر انتفاضة المكلا في ١٩٩٧ وهي اول حالة تصادم بين نظام صنعاء والشعب الجنوبي وهي الحادثة ااتي سقط فيها أول شهداء الجنوب.

لم تتمكن قوى الحراك الجنوبي في أن تتوحد تحت قيادة واحدة بضغوط متعددة لم يخلو منها اسهامت نظام صنعاء الذي كان حريصاً على تشتيت هذه القوى للاستفراد بالمشهد السياسي حتى عندما هبت على اليمن رياح الربيع العربي ظلت صنعاء قادرة على تشتيت قوى الحراك الجنوبي بل أنها استطاعت توظيفها في العملية السياسية اليمنية عبر مؤتمر الحوار الوطني في مصادرة لتطلعات الشعب الجنوبي ورغباته السياسية.

حاولت قوى اقليمية عربية مساعدة الجنوبيين من العام ٢٠١٢ على أثر استيعاب تعثر عملية الانتقال السياسي في اليمن واقصاء الحراك الجنوبي، تمت فتح قنوات اتصال ثنائية متعددة الأطراف لتوحيد قوى الحراك الجنوبية منها عقد لقاء في العاصمة السعودية الرياض برعاية من مجلس التعاون الخليجي ضم كل مكونات الحراك، تلك المحاولة كانت الأكثر عملياً ولاقت ترحيباً وتفاعلاً لولا أن التطورات الميدانية في شمال اليمن تسارعت بانقلاب مليشيات الحوثي على الشرعية السياسية مما قوض عملية الانتقال السياسي وفرض عملية عسكرية استجابة لها السعودية وشكلت تحالفاً لمنع الحوثي من السيطرة على كل اليمن.

حاول الحوثي تكرار غزو الجنوب ما استدعى تكون مقاومة شعبية مرجعيتها فصائل الحراك الجنوبي، ساند التحالف العربي المقاومة الجنوبية التي استطاعت من هزيمة الحوثي في يوليو ٢٠١٥ وتحولت المقاومة المسلحة لتشكيلات أمنية وعسكرية محترفة مهمتها مكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار في محافظات جنوب اليمن، وحتى ابريل ٢٠١٦ كانت تلك القوى الجنوبية تحاول تثبيت الوضع الأمني وتكافح لتحقيق أعلى درجات الاستقرار.

قرار الرئاسة اليمنية بازاحة خالد بحاح من مناصبه وتعيين علي محسن الأحمر شكل المنعطف الخطير الذي استدعى معه تشكيل جبهة وطنية جنوبية تستوعب كافة القوى الوطنية الجنوبية بقواتها الأمنية والعسكرية ولذلك كان إعلان عدن التاريخي حجر الزاوية في كل شيء بما في ذلك المستقبل البعيد المدى لليمن والجنوب والمنطقة العربية، فلقد منح ذلك الإعلان الفرصة المواتية لميلاد المجلس الانتقالي الجنوبي كمفوض شعبي موكل عليه تمثيل القضية الجنوبية.

لم يتأخر المجلس في التعريف عن أهدافه وانتماءه فمنذ اللحظة الأولى أعلن انضمامه لمحور الاعتدال العربي وتعهد بمكافحة الإرهاب مصدراً قوائم لكينات وهيئات وأفراد تحظر انشطتهم على رأسهم جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وداعش وحزب الله اللبناني والحرس الثوري اللبناني في توافق مع قوائم الإرهاب الدولية وكذلك المصرية والسعودية والإماراتية، وفيما شكل هذا الإعلان عن الهوية السياسية مضمون وجوهر القضية الجنوبية وميراث الحركة الوطنية إلا أنه فتح باب التصادم المباشر مع قوى الاسلام السياسي اليمنية بشقيها السنية والشيعية.

جماعة الإخوان بفروعها المختلفة في العالم تضامنت وشنت حرباً إعلامية شرسة على المجلس الانتقالي الجنوبي وكذلك صنعت إيران وهي الراعية لمخالبها في المنطقة، الهجوم الشرس لم يكن إعلامياً فلقد شنت مليشيات الإخوان المسلمين حملة عسكرية حاولت اسقاط العاصمة عدن في أغسطس ٢٠١٩ ولكنها فشلت بفضل تماسك قوات الحزام الأمني وحافظت على أهم مكسب قومي عربي في مواجهة الاطماع الاسلاموية التي فشلت في إخضاع عدن.

أخبار ذات صله