fbpx
سفارة امريكية في صنعاء قد تنعش امال عدن

 

كتب – باسم فضل الشعبي
يبدو ان الكلام الذي قاله المبعوث الامريكي لليمن لندركينج في تصريحات صحفية،  من اعتزام بلاده باعادة  فتح سفارتها في صنعاء، ما هو الا مؤشر باعتراف امريكي صريح وواضح بجماعة الحوثي، كفاعل سياسي وشرعي على الارض، ينبغي تطبيع العلاقات معه دون تردد.
وفي تصوري ان هذه الخطوة اذا ماتمت سوف توجه ضربة قوية للسلطة الشرعية، وستعني فيما تعنيه تخلي امريكا عنها، وعن السعودية ايضا قائدة التحالف في اليمن، وربما تضع حدا نهائيا لدور التحالف في اليمن، من خلال التخلي عن دعم المعركة العسكرية، واللوجستية، التي كانت تحظى بدعم امريكي كبير من سابق.
وفي الوقت الذي كانت تحلم فيه السلطة الشرعية بالعودة الي صنعاء، بدعم التحالف الذي صمم لهذا الغرض، فان هذا لم يعد امرا مهما لدى امريكا، ولم تعد متحمسة له، لاسيما وان الدولة الكبرى، والعظمى، هي من ستسبق الجميع بالعودة الي صنعاء، ليس لاعادة الشرعية اليها، وانما لترسيخ سيطرة الحوثي، ودعم سلطته عليها، بصورة لم تعد بحاجة لتفسير اكثر من كونها خطوة تمثل اعترافا بسلطة الامر الواقع، وهو ما قد يؤدي لعودة سفارات دول اخرى لصنعاء ايضا كبريطانيا، وفرنسا ..وغيرهما.
وهذه الخطوة الامريكية اذا ما تمت في تقديري سوف تؤدي في الجانب الاخر الي انعاش امال المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسيطر هو الاخر على العاصمة عدن، ومحافظات جنوبية اخرى، ويعتبر حاكما لها بامر الواقع، وذلك من الحصول على اعتراف امريكي مماثل، قد تعقبه ترتيبات سياسية جديدة يمنح بموجبه الجنوب حكما ذاتيا، او تهيئة الاجواء لحوار جنوبي شمالي من دون السلطة الشرعية، يتم الاتفاق فيه على دولة من اقليمين، مشروطه بتقرير المصير، تستعاد فيه الدولة الجنوبية كاملة السيادة فيما بعد.
ومن هذا المنطلق فانه ينبغي على المجلس الانتقالي التفكير بصورة عملية وجدية في كيفية استعادة المحافظات التي ما تزال تحت سيطرة السلطة الشرعية، لان ذلك سيمنحه الفرصة الاكبر في الحصول على اعتراف خارجي تمنحه فرص اكبر بالسيطرة على الجنوب وادارته عسكريا ومدنيا، وربما دعما ماليا ايضا لتعزيز حضوره بصوره اكبر.
ان المتابع للتحركات الدولية الاخيرة تجاه اليمن، سيستطيع ان يكتشف انها تتم في سياق ما بعد السلطة الشرعية، اي ان الترتيبات التي تفهم تجري بتجاوز واضح لسلطة هادي، وكأن المرحلة القادمة سيجري تشكيلها في اليمن بعيدا عنها، مع نزوع دولي واضح تتقدمه امريكا للاعتراف بسلطات الامر الواقع المسيطرة على الارض.
السلطة الشرعية التي اخفقت في تحقيق اية انتصار على جماعة الحوثي، بل انها منحتها القوة للسيطرة على كامل الشمال باستثناء محافظة ونصف تقريبا، هي وحدها تتحمل المسؤولية في تعامل المجتمع الدولي معها بهذه الطريقة، التي قد تلغي الاعتراف بها في قادم الايام،والاعتراف بخصومها، اذا ما صدقت امريكا في اعادة افتتاح سفارتها بصنعاء.
فساد السلطة الشرعية، واغترابها في المنفى طوال سنوات ست، واصرارها في الاستمرار على هذا النهج دون احداث اية تغيير،يبدو انه سيكون سببا كافيا لتخلي المجتمع الدولي عنها، وفي المقدمة امريكا، كما حدث مع السلطة الافغانية، لاسيما وقد برزت اشارات غربية، وامريكية، توحي بذلك عبر كتابات لكتاب قريبين من مراكز القرار الدولي.