fbpx
هل تدفع الضغوط أردوغان للتضحية بوزير داخليته النافذ
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

يقاوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضغوطا متصاعدة من داخل الائتلاف الحاكم (العدالة والتنمية والحركة القومية) وأيضا المعارضة لإنقاذ وزير داخليته القوي سليمان صويلو الذي يواجه دعوات إلى الاستقالة، إلا أن مراقبين يشيرون إلى أن الرئيس التركي سيستلم في نهاية المطاف للضغوط ويتخلى عن رجله النافذ مثلما كان الأمر مع صهره بيرات البيرق الذي كان يشغل حقيبة المالية وحملته المعارضة وحتى الحزب الحاكم آنذاك مسؤولية تدهور العملة.

 

ويشير مراقبون إلى أن أردوغان مستعد دائما للتضحية بأي كان كي لا يعرّض نفسه لأزمات داخلية تعمق هوة تراجع شعبيته وهو على أبواب انتخابات رئاسية في 2023 .

 

وأفادت تسريبات صحافية بأن الرئيس التركي أرسل رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم مرّتين إلى صويلو ليطلب منه الاستقالة، لكنّ الوزير لم يستجب له ولا يزال متردّدا في ما يفعل.

 

وصرح النائب السابق لحزب العدالة والتنمية فيزي إشبشاران على حسابه على تويتر الاثنين بأن وزير الداخلية سليمان صويلو استقال، وقال إن رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي اقترح اسمين بديلا عنه، ثمّ جاءت وزارة الداخلية لتفنيد الخبر، ونشرت بيانا على حسابها على تويتر قالت فيه إنّه “عقد اجتماعا للأمن والتنسيق في وزارتنا برئاسة وزيرنا السيد سليمان صويلو”.

 

وكشف الصحافي أحمد تاكان في مقال نشره على أعمدة صحيفة كوركوسوز التركية عن أن صويلو لم يدعَ إلى اجتماعات في القصر تخص وزارته ومجاله، وأضاف أن الدولة تدار بنشر الصور من حسابات التواصل الاجتماعي. ووراء الكواليس، تردّد أن أردوغان تلقى إحاطة أمنية من مسؤولين آخرين في الدولة بدلا من صويلو.

 

وتتجه كل الأنظار إلى ما إذا كان صويلو، الذي أصبح الآن “وزيرا غير مرغوب فيه” في الحزب، ستتم إقالته أم لا، بعد أن أصبح أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل في السياسة التركية في الآونة الأخيرة.

 

ويرجح مراقبون أن تردد الرئيس التركي في إقالة صويلو مسألة وقت لا أكثر، ولم يستبعدوا وجود ترتيبات لإخراج إقالته أو استقالته ضمن خطة حكومية لإعادة الهيكلة مثلما وقع مع البيرق الذي ضحى به أردوغان لعدم إغضاب حليفه حزب الحركة القومية الذي هدد بالانسلاخ عن الائتلاف الحاكم، وهو ما يعني سقوط حكومة العدالة والتنمية والذهاب إلى انتخابات مبكرة.

 

وأعلن البيرق استقالته من منصبه كوزير للمالية في وقت سابق من العام الماضي متحدثا عن أسباب صحية، فيما تم تحميله مسؤولية فشل سياساته المالية التي أضرت بالاقتصاد مع تراجع الليرة التركية إلى مستويات قياسية أمام الدولار.

 

وأعقبت إقالة البيرق عدة إقالات أخرى كمحافظ البنك المركزي مراد أويسال، الذي رجح مراقبون أنها جزء من ترتيبات للإيهام بأن الإطاحة بالبيرق ليست منفردة وإنما جاءت في إطار خطة إصلاح حكومية شاملة.

 

وكانت تقارير صحافية تحدثت عن ترك صويلو بمفرده في حزب العدالة والتنمية ومجلس الوزراء بعد الادعاءات التي أدلى بها سيدات بيكر، المطلوب بعدة تهم متعلقة بالجريمة المنظمة. ولم يدع أردوغان صويلو إلى الاحتفالين في المجمع الرئاسي وتجنّب الظهور جنبا إلى جنب معه، إلا أنه دافع عنه دون ذكر اسمه عندما علق على إدعاءات بيكر بالقول “عصابات الجريمة مثل الأفعى السامة. إذا أدخلت نفس الكيس معهم، فستوافق على ما سيحدث لك لاحقا”.

 

وخلال الأسابيع القليلة الماضية، اُتهم بيكر في مقاطع فيديو نشرها صويلو ومسؤولين حكوميين آخرين، بغض الطرف عن تهريب المخدرات، وإسقاط التهم الموجهة إلى العديد من الأشخاص المرتبطين بحركة رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن، المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشل عام 2016.

 

وفي أحد مقاطع الفيديو، قال بيكر إن صويلو وفر له الحماية و”سرّب له” في العام الماضي معلومة سرية مفادها أن القضاء فتح تحقيقا بحقه، الأمر الذي سمح له بالفرار من تركيا والإفلات من قبضة الأجهزة الأمنية.

 

واتهم بيكر الذي كان من أنصار حزب العدالة والتنمية قبل فراره من تركيا، المسؤولين الحكوميين بالتورط في الاتجار الدولي بالمخدرات، والاغتيالات السياسية وجرائم أخرى.

 

أردوغان مستعد دائما للتضحية بأي كان كي لا يعرّض نفسه لأزمات داخلية تعمّق هوة تراجع شعبيته

وقيّدت السلطات التركية قبل أسابيع الوصول إلى محتوى مقاطع الفيديو التي ظهر فيها بيكر، إلى جانب حظرها لإمكانية الوصول إلى حسابه الرسمي على موقع تويتر، الذي استخدمه أيضا لتوجيه انتقادات إلى كبار المسؤولين الأتراك.

 

ومع كل مقطع فيديو لبيكر كان هناك صمت عميق داخل حزب العدالة والتنمية، فيما نقل 15 نائبا من مجموعة حزب العدالة والتنمية انزعاجهم من صويلو لإدارة الحزب.

 

وأوضح نائب رئيس حزب السعادة المعارض بولنت كايا أنّ أردوغان بات غير مرتاح لصويلو وكذلك نواب حزب العدالة والتنمية يشعرون بعدم الارتياح. وأضاف كايا “أولئك الذين قالوا إنّ 15 نائبا غير مرتاحين لصويلو قالوا القليل، أعرف على وجه اليقين أنّ هناك الكثير”.

 

وتابع “عندما لا يتحدث الزعيم عن موضوع ما يصمت الجميع، في مثل هذا الحزب لا يمكن التعبير عن المضايقات الفردية حتى لو كانت مفرطة. الرئيس يجب أن يقول شيئا سلبيا عن صويلو، وبعدها ما لا يقل عن 200 نائب سوف يقصفون السيد صويلو”.

وسوم