fbpx
ورطة اسمها شهادة الأمير حمزة: مشكلة إذا حضر ومشكلة إذا غاب
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

ينتظر الأردنيون ما إذا كانت المحكمة ستطلب شهادة الأمير حمزة بن الحسين استجابة لطلب محامي الدفاع عن المتهمين في قضية الفتنة باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي السابق، والشريف حسن بن زيد أحد أفراد الأسرة المالكة.

 

ووصفت مصادر سياسية أردنية شهادة الأمير حمزة بـ”الورطة” فإن استدعته المحكمة مشكلة وإن لم تستدعه مشكلة أخرى، لافتة إلى أن السلطات نجحت في تطويق أزمة ولي العهد الأسبق حين توصلت إلى صيغة تخرجه فيها من القضية على أن يتوقف عن الكلام ويختفي عن الأنظار لما لظهوره وكلامه من تأثير قد يعيق حرص السلطات على تطويق القضية.

 

وأشارت إلى أن ظهور الأمير حمزة أمام هيئة المحكمة في هذا الوقت ولو كشاهد قد يعيد الجدل من جديد بشأن الأزمة السياسية والاقتصادية وينمّي مشاعر الغضب ويزيد من إحراج السلطات التي تحاول عبر لجنة إصلاح المنظومة السياسية أن تنسي الناس ما حف بقضية “الفتنة” من تأويلات وإشاعات.

 

مالك العثامنة: الأمير حمزة مطالب بالدفاع عن نفسه وتوضيح حقيقة ما جرى

وانخرط الشارع الأردني في مناقشة الشرعية داخل الأسرة المالكة وكيفية تعيين ولي العهد وإقالة آخر، وهو أمر كان يتم في السر ويتم تطويق حيثياته وردود الفعل عليه من وراء الستار.

 

وعبرت المصادر نفسها عن توقعها بأن تفسد شهادة ولي العهد السابق خطة السلطات في تحييده عن القضية، وقد تحوله من جديد إلى بطل في نظر الأردنيين، كما أن رفض شهادته سيزيد من الشكوك في كون القضية ليست مؤامرة ولا خطة انقلاب، ولكن خطوة استباقية من السلطات لإسكات موجة النقد ضد أداء الحكومة.

 

وقال المحامي محمد العفيف الأربعاء إن الأمير حمزة من بين الشهود الذين سيطلب منهم فريق الدفاع عن عوض الله، والذي يُحاكم بتهمة التحريض على زعزعة استقرار المملكة، الحضور للإدلاء بشهاداتهم.

 

وأضاف أن القرار يعود إلى المحكمة بشأن دعوة الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك عبدالله الثاني، للحضور كشاهد، كاشفا عن طلب “25 شاهدا منهم الأمير حمزة”. غير أن مصادر قضائية قالت إنه من المستبعد أن توافق المحكمة على الطلب.

 

وبدأت المحاكمة الأسبوع الماضي خلف الأبواب المغلقة، وقالت السلطات إن الجلسات سرية نظرا لحساسية القضية.

 

ويعتقد مراقبون أردنيون أن حضور الأمير حمزة للشهادة أمر ضروري لإزالة الغموض عن القضية وأن من حق الأردنيين أن يسمعوه ويفهموا ما جرى، بدل اختفائه التام الذي يزيد من الشكوك والإشاعات وهو أمر يربك مساعي الإصلاح التي يسعى لها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.

 

وقال المحلل السياسي الأردني مالك العثامنة “من الأهمية بمكان وضع الأمير حمزة في سياقه كمواطن له حقوقه الدستورية وأولها حق الدفاع عن نفسه أمام كل ما قيل أو يقال، وهو الإجراء الأكثر عدالة في دولة يكتب رأسها الملك نفسه في ورقته النقاشية السادسة عنوانا نصه سيادة القانون أساس الدولة المدنية”.

 

وأضاف العثامنة في تصريح لـ”العرب”، “وإن قدم البعض حجة تميز أو تمايز الأمير بمقتضيات قانون الأسرة الحاكمة لعام 1937 لغاية إقصائه عن أيّ مساءلة قانونية أمام القضاء، فإن دستور عام 1952 المعمول به الآن هو لاحق للقانون الذي صدر في عهد الإمارة، كما أن الدستور دوما يعلو فوق القانون، والدستور الأردني يضمن براءة المتهم حتى تثبت إدانته، وأيضا فالأردنيون أمام القانون سواء”.

 

وكان الأمير حمزة أخو الملك قد تفادى التعرض للعقاب بعد أن تعهد بالولاء للملك ونزع بذلك فتيل الأزمة. وشدد العثامنة على أن هذا “ليس انحيازا لطرف على حساب طرف في أزمة قانونية، بل هو انحياز لطرف المواطن الذي من حقه أن يرى نموذجا واثقا في قضاء اهتزت موازين عدالته، وصار عنوانا لغياب السلطة القضائية التي رسمها الدستور بدقة لا مزاجية فيها ولا انحيازات بإملاءات سياسية أو تحت ضغط شعبوي”.

 

Thumbnail

وأكد على أن الأمير مهما كانت مطالبه الإصلاحية إلا أنه خالف الدستور والقانون إن صح ما نسب إليه من تسجيلات واتهامات “غير رسمية حتى الآن” وهو مطالب لا بالدفاع عن نفسه وحسب كحق شخصي له مكفول بالدستور، بل ومطالب بالتوضيح وقد أثار كل هذا الضجيج حوله.

 

ويحاكم عوض الله الذي كان موضع ثقة العاهل الأردني بتهمة دعم طموحات ولي العهد السابق لكي يحل محل الملك على عرش المملكة.

 

ويقول مسؤولون والنيابة العامة في الأردن إن عوض الله والشريف حسن بن زيد، صديق الأمير حمزة وأحد أفراد العائلة المالكة من غير ذوي الشأن والذي يحاكم أيضا، ساعدا الأمير في استغلال الغضب الشعبي من سوء إدارة الاقتصاد والفساد لحشد التأييد له “كبديل” للملك. وقد رد الاثنان بنفي التهم المنسوبة إليهما.

 

ويقوم جانب كبير من قضية النيابة على رسائل عبر الإنترنت تم رصدها وتسربت إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

 

وتكشف الرسائل عن محادثات بين الشريف حسن والأمير حمزة في مارس عندما شهدت البلاد موجة من الاحتجاجات على المصاعب المتنامية.

 

ويشاع أن عوض الله الأردني من أصل فلسطيني نصح الأمير حمزة فيما يتعلق بتغريدات حساسة أراد الأمير أن ينشرها لتعزيز طموحاته.

 

وتكشف الرسائل أن الأمير حمزة تحدث باللغة الإنجليزية عن التفكير في خطوته التالية.

 

ويقول الأمير في إحدى المحادثات “ما أحتاج إليه الآن هو نصيحة فهذه القرارات تحتاج ردودا مدروسة جيدا”.

 

ونصحه عوض الله بعدم نشر تغريدة كان يقول فيها إن الأردن على شفا “ثورة الفقراء” لأن ذلك قد يثير الشبهات ويستحيل بعدها أن تبقى أنشطتهما طي الكتمان.

وسوم