fbpx
النداء الأخير إلى القيادات التاريخية للجنوب

 

لا شك إن المرحلة في الجنوب اليوم تختلف تماماً عن المرحلة الممتدة من عام 2007 حتى العام 2011 حيث حققت القضية الجنوبية انتصارات كبيره ووصلت إلى أروقة الأمم المتحدة و الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ومن ثم بفضل الجماهير الجنوبية التي رسمت أجمل اللوحات في النضال السلمي وخرجت بمليونيات متتالية ومتعددة وبإمكانيات بسيطة ومتواضعة

إن هذه الانتصارات الكبيرة والتي بدئنا نلمسها من خلال تغير المواقف العربية والدولية من قضية شعب الجنوب ومن خلال التناول الإعلامي لقضيتنا يجعل قيادات الجنوب التاريخية إمام مسؤولية كبيره ومضاعفه لإثبات مدى إخلاصهم للجنوب وتناسيهم للماضي وتطبيقهم لمبدأ التصالح والتسامح واقعاً معاشاً على الأرض ينعكس ايجابياً على الجماهير التواقة للحرية والتحرر من أخطاء هذه القيادات التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه اليوم .

إن المرحلة الحالية لم تعد مرحلة خلاف وتخوين وشن حرب إعلامية بين قيادات الجنوب ومكونات الحراك بل هي مرحلة تشاور وتخطيط واتفاق لما يجب إن يتم عمله وكيفية التعامل مع الأمم المتحدة ودول العالم وكيفية إيجاد ثغرات تمكن قضيتنا من البروز أكثر خصوصاً في المرحلة المعقدة والتي تداخلت فيها أطراف كثيرة وعديدة    .

المرحلة اليوم هي مرحلة إيجاد حامل سياسي على قدر من المهارة في التفاوض والتحاور والتخطيط الاستراتيجي حتى يستطيع أن يمثل شعب الجنوب وينقل تطلعاته إلى المحافل العربية والدولية ويستطيع إن يحقق أكثر الانتصارات بأقل التنازلات

أيها القادة دعوني أكون صريحاً معكم إن المواطن الجنوبي لم يلمس لكم أي انجاز بقدر ما لمس حزن وقهر ومعاناة وسلسلة من المعاناة والمصاعب التي انتهكته ودمرت حياته ومستقبله ، واليوم إمامكم فرصه تاريخية لإعادة الاعتبار لأنفسكم ولشعبكم فهل تكونوا على قدر المسؤولية أم إن ماضيكم يقودكم مجدداً إلى الهاوية الأبدية …

 ابعدوا عنكم شبح وأوهام الماضي الذي دمر الجنوب وشعبه عيشوا الحاضر والواقع والمعاناة التي يعانيها هذا الشعب وجعلوا نصب أعينكم تضحياته الكبيرة والجسيمة التي قدمها شعب الجنوب للخروج من الوضع الراهن والتحرر من قوى التخلف والفساد والرجعية التي دمرت كل شي جميل في الجنوب .

اعتقد إنكم إمام ” الفرصة الأخيرة ”  إما ان تتوحدوا وتتفقوا من أجل شعب الجنوب واحتراماً لتضحيات الشهداء والجرحى والمعتقلين والمعاناة الكبيرة التي عاشها الجنوب طوال عشرون عاماً من قهر وقتل وحصار وتجهيل وتهميش وتشريد وكنتم انتم احد فصول هذه المعاناة واحد صانعيها في نفس الوقت ، أو ستلاحقكم لعنات الأجيال في الدنيا والاخره وتكونوا في مزبلة التاريخ …