fbpx
صورتان رائعتان..بين (لملس) و(مختار)
شارك الخبر

كتب – د.علي صالح الخلاقي
حينما رأيت صورة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس وهو مُحاط بجموع المواطنين في ردهة الطابق الذي يقع فيه مكتبه، وهو يستمع إليهم ويبث في شكاويهم ويوجههم إلى المعنيين بحلها، في سابقة لم يقدم عليها محافظ قبله، وهو أمر يسجل له، ويشكر عليه، لا سيما في هذا الظرف العصيب الذي يتخوف الكثيرون من الاختلاط  أو التزاحم للاحتراز من مخاطر وباء كرونا.
لكن الأخ محافظ العاصمة فعلها، وفي ظرف استثنائي، متناسياً خطر كرونا، التي احترز لها شخصياً، وألزم بتوجيهاته كل من يدخل ديوان المحافظ أن يلبس الكمامة، وذلك حين رأى أعداد المراجعين الكثيرين الذين قد يصعب استقبالهم كلاً بمفرده لما قد يستغرقه كل شخص من وقت أطول في عرض قضيته،  ففضل التعامل معهم بهذه الطريقة المباشرة والسريعة في الاستماع إليهم وحل مشاكلهم الواحد بعد الآخر، حتى أنتهى منهم جميعاً..
ولا نملك إلا أن نثني على هذا الأداء الذي ينم عن تواضعه وشعوره بمسئوليته في كسر الحاجز بينه وبينه المواطنين..ونتمى أن تنتشر عدوى ذلك التعامل الإيجابي بين كل المسئولين الآخرين في إدارات ومؤسسات الدولة المختلفة المرتبطة بمصالح الناس والتي يتكدس فيها المراجعون، وليس المطلوب منهم الخروج إلى ردهات مكاتبهم، بل بالتعامل الإيجابي والسريع مع قضايا المواطنين أولاً بأول للتخفيف من معاناتهم من غياب المسئولين المتكرر أومن روتين بعضهم القاتل.
هذه الصورة التي تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي أعادت إلى ذهني صورة مماثلة تعود إلى أواخر عام 2014م لمدير مجمع الإصدار الآلي الموحد لخدمات الشرطة في محافظة عدن، العقيد الركن: مختار محمد حسن، الذي أغتيل مطلع عام 2017م ، رحمة الله تغشاه.
حينما رأيت مختار  في عام 2014م ، دون سابق معرفة، محاطاً بالمراجعين في مجمع الإصدار الآلي، أُصبت حينها بنفس الدهشة التي أصابت زميلي غازي العلوي وهو يرى المحافظ لملس محاطاً بالمراجعين، ووجدت نفسي مندفعا لقول بضع كلمات في شخص رأيت فيه نموذجا مثاليا للموظف العام، المسئول والمخلص والمتواضع في عمله، ينظر في قضايا المراجعين مباشرة أولا بأول دون تسويف أو تأخير، يحيل منها إلى مسئولي الأقسام ما يخصهم دون تدخل منه، ويبت فيما يخصه منها فقط، ويدقق بصحة الوثائق والصور المشكوك فيها بطلب الوثائق الأصلية للمقارنة، وكان وبحق كتلة من الحيوية والنشاط، رغم حرارة قيظ عدن تلك الأيام، الذي انعكست شدة حرارته في أجواء قاعة المجمع التي لا تعمل فيها المكيفات المركزية كما ينبغي، وحينها حفزني سلوكه وأداؤه وبساطته وتواضعه في تعامله مع الناس للحديث عنه دون سابق اختيار.. فكتبت حينها مقالة بعنوان (تحية لـ “مختار” ولأمثاله من الأخيار)..
اليوم أيضاً أوجه تحية تقدير للأخ محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس لأدائه وحيويته وإخلاصه في حل مشاكل المواطنين والتغلب على الصعوبات التي تقف أمامه بروح لا تعرف الملل.. ولا شك أنه بموقفه هذا يسعد الكثيرين ممن يغادرون مكتبه سعداء وراضين عنه وهم يدعون به بالشكر الجزيل..
حفظ الله (لملس) من كيد المفسدين والأشرار..
ورحم الله الشهيد(مختار) في الجنة مع الأبرار..
وجعلهما الله أسوة لأمثالهما من الأخيار ..
عدن
6 ابريل 2021م
أخبار ذات صله