fbpx
إيران تريد حوارا “مجانيا” مع السعودية بعيدا عن ملفها النووي وبرنامجها الصاروخي
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

أعلنت إيران رفضها مشاركة المملكة العربية السعودية في أي مفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وذلك في موقف متناقض مع دعوات كثيرة سابقة وجهتها طهران للحوار مع جيرانها الخليجيين متّهمة إياهم بالمسؤولية عن إفشال مبادراتها لـ“حسن النوايا” تجاههم.

 

ولمّح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قبل أيام إلى عدم رفض الرياض لمبدأ إجراء حوار مع طهران على أن يشمل أي مفاوضات محتملة بشأن مستقبل الاتفاق النووي الإيراني على اعتبار أنّ المملكة وباقي دول مجلس التعاون الخليجي هي الأكثر عرضة للخطر في حال حصول طهران على ترسانة نووية الأمر الذي يمنح تلك الدول الحق في أداء دور في المشاورات حول هذا الملف.

 

سعيد خطيب زادة: الاتفاق النووي مغلق ولا حوار مع السعودية بشأنه

وردّ المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة الاثنين بالقول إنّ “الاتفاق النووي مغلق”، وإنّ على “السعودية العودة إلى الحوار الإقليمي”، مضيفا “ستكون أيادينا ممدودة لها في ذلك الحين”.

 

ويكشف كلام المسؤول الإيراني عن طبيعة الحوار الذي تريد بلاده إجراءه مع السعودية، وهو حوار شكلي مجاني يتيح لها تطبيع علاقاتها مع المملكة والاستفادة من إقامة علاقات طبيعية مع بلدان الخليج دون أن يمس بأي شكل ببرنامجها النووي ولا بطموحاتها المتعاظمة في مجال التسلّح الصاروخي.

 

وأضاف زادة “موقف السعودية من الاتفاق النووي واضح وغير بنّاء وندعوها للابتعاد عنه”.

 

وكان الأمير فيصل بن فرحان قد قال في حوار مع شبكة “سي.أن.أن” الأميركية إنّ “من المنطقي تماما أن نكون جزءا من المشاورات والحوار (حول النووي الإيراني) ونسمع من شركائنا الأوروبيين والأميركيين أنهم يفهمون ضرورة التعامل مع مخاوف دول المنطقة، ويجب أن يكون لدينا دورا في تلك المشاورات والمفاوضات”.

 

كما أكد أنّ بلاده على تواصل مع الشركاء الدوليين لمناقشة دورها في هذا الأمر وكيفية التعامل مع مباعث القلق الخاصة بها.

 

وذكّر بأن إيران سبق أن أعربت مرارا وتكرارا عن اهتمامها بإطلاق حوار مع جيرانها بشأن الأمن الإقليمي، متسائلا “ما هي قضية الأمن الإقليمي إن لم تكن المسألة النووية؟”.

 

وتابع “إذا كانت إيران تريد إطلاق حوار معنا فإنه أمر جيد، لكننا نعتقد أنه يجب أن يجري هذا الحوار ضمن المشاورات بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة ببرنامج إيران النووي، وقد يساعد ذلك لاحقا في تخفيف مخاوفنا إلى حد كبير”.

 

كما أعرب عن الأمل في أن تعود إيران ضمن هذه المشاورات إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي وتوافق على تهدئة مخاوف المملكة بشأن أوجه القصور في هيكل خطة العمل الشاملة المشتركة وقضايا الاستقرار الإقليمي وبرنامج طهران الباليستي وملفات أخرى.

 

ورغم أن الوزير السعودي لم يبد رفضا مطلقا لمبدأ الحوار بين الرياض وطهران، إلاّ أنّه ربطه بوجوب وقف إيران لـ”أنشطتها التي تتسبب في زعزعة الاستقرار في المنطقة وسلوكها العدواني”، مضيفا “بالطبع إذا كانت طهران على استعداد للقيام بذلك، فإن ذلك سيفتح الأبواب ليس فقط للتقارب ولكن حتى للشراكة، لكن لا يمكن أن يكون هناك تقارب دون معالجة هذه التهديدات الخطيرة جدا للاستقرار والأمن الإقليميين من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن، بالإضافة إلى الأنشطة داخل دول المنطقة”.

 

Thumbnail

وفي تضادّ كامل مع السياسات الإيرانية المثيرة للصراعات والمغذية للحروب في المنطقة، حرصت طهران طيلة السنوات الماضية على توجيه خطاب ليّن وإيجابي تجاه بلدان الخليج المتضرّرة عمليا من تلك السياسات الإيرانية.

 

وكثيرا ما ربط مراقبون مبالغة طهران في اعتماد خطاب التهدئة تجاه دول المنطقة، لاسيما غريمتها الأولى المملكة العربية السعوية، بحجم الصعوبات التي واجهتها وجعلتها تجنح إلى محاولة التهدئة ولو شكليا مع جيرانها.

 

وخضعت إيران خلال سنوات حكم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لضغوط غير مسبوقة وعقوبات شديدة خلقت لها صعوبات أثرت على الوضع الاجتماعي لمواطنيها، وتسببت بحالة من الاحتقان الشديد في الشارع الإيراني.

 

لكنّ مجيء إدارة أميركية ديمقراطية بقيادة جو بايدن أحيى الآمال الإيرانية في عودة واشنطن إلى السياسات اللينة التي اتبعتها إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما إزاء طهران، وكان من نتائجها توقيع الاتفاق النووي الذي صبّ إلى حدّ بعيد في مصلحة إيران.

 

ويبدو الخطاب الإيراني راهنا في حالة من ارتفاع المعنويات يتجلّى في رفض العودة المتدرّجة لتنفيذ مقتضيات الاتفاق النووي. كما قد يكون إقفال باب الحوار مع السعودية بشأن البرنامج النووي مظهرا لشعور إيران بتراجع الضغوط الأميركية عليها.

أخبار ذات صله