fbpx
الإهمال الحكومي يثير غضب السيسي: تعطيل قناة السويس وفاجعة القطارات
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

جمعت الصدفة وحدها بين أكبر أزمتين يتعرض لهما النظام المصري حاليا، إحداهما جنوح سفينة عملاقة بممر قناة السويس الحيوي الثلاثاء، وقبل أن يتم الوصول إلى حل لإنهاء الأزمة التي خلقت إرباكا كبيرا على مستوى الشحن الدولي وقع حادث ارتطام قطارين في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

 

وأبدت عدة دول رغبتها في مساندة مصر لإنهاء أزمة السفينة، وقدمت جهات مختلفة تعازيها في ضحايا تصادم القطارين، وأصبحت البلاد حديث العالم والمصريين معا.

 

ما يجمع بين قناة السويس والسكك الحديدية أنهما من أقدم المرافق في مصر، ومضى على كليهما أكثر من قرن ونصف القرن من الزمان، وهما من أهم المؤسسات في الدولة، فالأولى تدر دخلا للبلاد يصل إلى حوالي ستة مليارات دولار في العام، والثانية تخدم نحو مليون مواطن يتنقلون عبر خطوطها الممتدة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.

 

والمرفقان يحتلان مكانة خاصة في اهتمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأسند مهمة إدارتهما إلى قيادات عسكرية بارزة.

 

والمفارقة أن من أشرف على مشروع قناة السويس الجديدة هو اللواء كامل الوزيري، عندما كان رئيسا للهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة المصرية، ثم اصطفاه السيسي ليكون على رأس وزارة النقل التي تتبع لها السكك الحديدية عقب حادث مماثل أودى بحياة العشرات منذ نحو عامين، ثقة في قدراته ورغبة في تطوير المرفق الذي عانى طويلا من الإهمال.

 

ودشن السيسي بداية عهده بحفر ممر ثان للقناة يبلغ طوله 35 كيلومترا لتسهيل عبور السفن من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط والعكس بالعكس، كما أعلن مبكرا أن مشكلات السكك الحديدية سوف تنتهي بحلول عام 2020، وفي الحالتين كان الهدف الظاهر تبني مشروع عملاق ليلتف المصريون حول رئيسهم الجديد الذي تولى مقاليد السلطة عام 2014.

 

واستيقظ المواطنون على الكارثتين في توقيت متقارب، وهو ما أثار في أذهانهم تساؤلات عن جدوى القناة الجديدة التي بلغت تكلفتها نحو أربعة مليارات دولار وافتتحت في أغسطس 2015، بينما تبلغ تكلفة تطوير السكك الحديدية نحو تسعة مليارات دولار.

 

وتحسنت بالفعل حركة الملاحة في الممر العالمي، لكن لسوء الحظ وقع جنوح السفينة اليابانية في المنطقة التي تمر بها السفن في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال، وليس في اتجاهين في توقيت واحد، ما جعل مهمة الإنقاذ تستغرق وقتا وتحتاج إلى تعاون من دول مختلفة.

 

كما أن تطوير السكك الحديدية حقق تقدما كبيرا في العربات والقاطرات وأشكالها وألوانها والدول المستوردة منها، لكن لم يصل بعد إلى مستوى تطوير العقل البشري، فالتكنولوجيا لا تزال تحتاج إلى من يتقن تشغيلها وإلا ذهبت أدراج الرياح.

 

 

وتوعد الرئيس السيسي في بيان له بثه على صفحته في تويتر الجمعة المتسببين في حادث تصادم القطارين بـ”الجزاء الرادع” الذي سيناله “كل من تسبب في هذا الحادث الأليم بإهمال أو بفساد أو بسواه، دون استثناء ولا تلكؤ ولا مماطلة”.

واعترف بيان لهيئة السكك الحديدية بوقوع إهمال، حيث قال “أثناء مسير قطار 157 مميز الأقصر الإسكندرية ما بين محطتي المراغة وطهطا تم فتح بلف الخطر لبعض العربات بمعرفة مجهولين، وعليه توقف القطار، وتجاوز قطار 2011 مكيف أسوان القاهرة سيمافور 709 واصطدم بمؤخرة آخر عربة بقطار 157، ما أدى إلى انقلاب عدد 2 عربة من مؤخرة قطار 157 المتوقف على السكة وانقلاب جرار قطار 2011، وعربة القوى، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات والوفيات”.

وأعلنت وزارة الصحة عن وفاة 32 مواطنا وإصابة 91 آخرين في حادث تصادم القطارين والدفع بـ36 سيارة إسعاف إلى مكان الحادث لنقل المصابين إلى المستشفيات.

 

ووفقا لتقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء (حكومي) بلغت حوادث القطارات في مصر خلال الفترة بين عامي 2003 و2017 نحو 16174 حادثا، وكان العام الأخير الأكثر حوادث بـ1657 حادثا.

 

ولم تتوافر بيانات موثقة حول الفترة التالية، لكن لوحظ أن حوادث القطارات بدت أقل من الفترة السابقة، نتيجة الصيانة وزيادة وتيرة الإحلال والتجديد.

 

وفي الوقت الذي لم تشهد فيه قناة السويس أزمات كبيرة عطلت الملاحة سوى في أوقات الحروب مع إسرائيل شهد مرفق السكك الحديدية العديد منها، ووصل عدد المستقيلين والمقالين قبل تعيين الوزيري إلى خمسة وزراء نقل، كانت حوادث القطارات سببا رئيسيا للإطاحة بهم.

 

يقول مراقبون إن حادث تصادم القطارين الجمعة ليس هينا، ويضع الرئيس السيسي في مأزق، فالرجل الذي يتولى وزارة النقل (كامل الوزيري) هو المنوطة به مهمة إصلاح مرفق السكك الحديدية، وما حدث جاء نتيجة إهمال من القائمين عليه، كبروا أم صغروا.

 

وسبق أن أقال رئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمود حجازي في أكتوبر 2017، وتربطه به علاقة صداقة وزمالة عسكرية ومصاهرة، بعد وقوع عملية إرهابية في الصحراء الغربية أودت بحياة عدد من الضباط والجنود.

 

أخبار ذات صله