fbpx
عون يحاول إحراج سعد الحريري بتحميله مسؤولية عدم تشكيل حكومة
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

حاول رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون إلقاء كرة الفشل في تشكيل حكومة لبنانية في ملعب رئيس الوزراء المكلّف سعد الحريري، ولجأ عون بناء على طلب الفريق الإعلامي التابع لصهره جبران باسيل الذي انتقل حديثا إلى قصر بعبدا، إلى إلقاء كلمة قصيرة بهدف إحراج الحريري.

 

ودعا رئيس الجمهورية رئيس الوزراء المكلّف إلى “التنحي في حال وجد نفسه عاجزا” عن تشكيل حكومة. كذلك دعاه إلى الحضور إلى قصر بعبدا “من دون تحجج أو تأخير” من أجل تشكيل حكومة.

 

ورأت مصادر سياسية لبنانية في خطوة رئيس الجمهورية مناورة تستهدف تحميل سعد الحريري عبء الفشل في تشكيل حكومة، علما أن رئيس الوزراء المكلّف كان قدّم إلى ميشال عون في لقاء سابق لائحة بأعضاء حكومته.

 

وتضمّنت تلك اللائحة مجموعة من الأسماء كان رئيس الجمهورية طلب أن تكون في الحكومة التي يصرّ الحريري على أن تكون حكومة “اختصاصيين”، وذلك وفق المبادرة الفرنسية التي طرحها الرئيس إيمانويل ماكرون في زيارتيه الأخيرتين لبيروت.

 

وقال رئيس الوزراء اللبناني المكلف إنه “يتشرف بزيارة الرئيس للمرة السابعة عشر فورا إذا سمح جدول مواعيده بذلك، لمناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه منذ أسابيع عديدة، والوصول الفوري إلى إعلان تشكيل الحكومة”.

 

وأضاف، في بيان صدر في أعقاب كلمة عون، “أنني زرت الرئيس 16 مرة منذ تكليفي بنفس الهدف الذي وضعه، للاتفاق على حكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة على تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها ووقف الانهيار الذي يعاني منه اللبنانيون”.

 

ودعا الحريري عون إلى مصارحة اللبنانيين بـ”السبب الحقيقي الذي يدفعه لمحاولة تعطيل إرادة المجلس النيابي في التكليف” في حال وجد نفسه في عجز عن توقيع مراسيم تشكيل حكومة اختصاصيين غير حزبيين قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

 

واعتبر سياسي لبناني أن ميشال عون يريد عبر الكلمة التي ألقاها والتي كانت بمثابة “استدعاء” لسعد الحريري إلى قصر بعبدا، إثبات أنّه لا يزال موجودا من جهة، واستعادة شعبيته بين المسيحيين من جهة أخرى، في ظلّ مطالب تدعوه إلى الاستقالة.

 

وذكر هذا السياسي اللبناني أن ما يعرقل تشكيل حكومة في الوقت الحاضر مطالب جديدة طرحها جبران باسيل عبر ميشال عون. وبموجب هذه المطالب يصرّ رئيس الجمهورية على تسمية الوزراء المسيحيين الخمسة في الحكومة، ومن بينهم وزير الداخلية، وهو أمر يرفضه سعد الحريري كلّيا.

 

وتوقّع السياسي اللبناني مراوحة الأزمة الحكومية في لبنان مكانها، خصوصا أنه ليس في الدستور ما يمكن أن يدفع الحريري إلى الاعتذار عن عدم تشكيل حكومة، بعدما كلفّته الأكثرية النيابيّة بهذه المهمّة.

ورغم ثقل الانهيار الاقتصادي الذي يشهده لبنان منذ عام ونصف العام، فإن الجهود السياسية والضغوط الدولية، التي قادتها فرنسا خصوصا، لم تثمر تشكيل حكومة جديدة.

 

واستقالت حكومة حسان دياب إثر انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من أغسطس. وبعد طول انتظار، كلف عون في أكتوبر رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري بتشكيل حكومة جديدة. ومنذ ذلك الحين، يتبادل الحريري وعون الاتهامات بالعرقلة وبوضع شروط مضادة.

 

وتشير تقارير صحافية إلى أن تشبّث عون وتياره السياسي بالحصول على حصّة حكومية مرجحة هو ما يعيق ولادة الحكومة. كما تتحدث التقارير عن إصرار الحريري على تشكيل حكومة اختصاصيين من 18 وزيرا، فيما يطالب عون بزيادة عدد الوزراء.

 

وعادة ما يتأخر تشكيل الحكومات في لبنان لأشهر عدة جراء التجاذبات بين الأطراف السياسية وخلافاتها على الحصص. ودفع الانهيار الاقتصادي، الذي فاقمه انفجار المرفأ وإجراءات مواجهة فايروس كورونا، المجتمع الدولي بقيادة فرنسا إلى الضغط على المسؤولين اللبنانيين لتسريع تشكيل الحكومة، إلا أنه لم ينجح في مسعاه.

 

وتأتي كلمة عون بعد يومين على تسجيل الليرة اللبنانية تدهورا قياسيا جديدا، إذ لامس سعر الصرف مقابل الدولار عتبة 15 ألف ليرة في السوق السوداء، في سقوط حر مستمر منذ بدء الانهيار الاقتصادي.

 

وعادت منذ مطلع الشهر الحالي الاحتجاجات إلى شوارع لبنان، وقطع متظاهرون لأيام طرقا رئيسية في أنحاء البلاد، وتستمر التحركات بشكل شبه يومي، لكن بصخب أقل.

 

وينعكس انهيار الليرة على أسعار السلع والمواد الغذائية وكل ما يتم استيراده من الخارج. وارتفعت أسعار السلع بنسبة 144 في المئة، وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي، وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر.

أخبار ذات صله