fbpx
مصر تحتفي بحكومة الدبيبة وتعتزم تسهيل مهمتها
شارك الخبر

 

يافع نيوز – متابعات

أعرب رئيس الحكومة الليبية الجديدة عبدالحميد الدبيبة، الأحد، عن تفاؤله بمستقبل أفضل وعلاقات قوية مع مصر، بعد أن تلقى مكالمة هاتفية السبت من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

 

وتجنبت القاهرة تكرار إهمالها لحكومة الوفاق الوطني السابقة برئاسة فايز السراج، وبدأت مرحلة واسعة من التفاعل السياسي والاقتصادي مع الحكومة الجديدة بقيادة الدبيبة، وتعتزم تسهيل مهمتها لتتمكن من الوفاء بالاستحقاقات العاجلة وعدم الرضوخ لابتزاز تركيا والميليشيات والمتطرفين.

 

وقالت الرئاسة المصرية في بيان لها، السبت، إن السيسي أعلن خلال الاتصال الهاتفي عن “دعم مصر الكامل للحكومة الليبية برئاسة الدبيبة، والاستعداد لتقديم خبراتها في المجالات التي من شأنها تحقيق الاستقرار السياسي، فضلا عن المشاركة في تنفيذ المشروعات التنموية”.

 

وأشارت مصادر سياسية لـ”العرب”، إلى أن الرسائل الإيجابية التي بعث بها الدبيبة إلى مصر حملت تطمينات كبيرة حول التعاون والتنسيق في المجالين السياسي والاقتصادي والتفاهم في ما يتعلق بالنواحي الأمنية المزعجة لها.

 

وقال المحلل السياسي الليبي محمد السلاك، لـ”العرب”، إن “التوجهات الحالية ترمي لطي مرحلة سابقة والتأسيس لبداية جديدة تنطلق من الروابط الإستراتيجية القوية التي تجمع البلدين في مجالات عديدة، عنوانها الانفتاح في جميع المجالات والترحيب بالشراكة المنتجة”.

 

وأضاف السلاك، وهو مستشار إعلامي سابق لحكومة الوفاق، أن “هناك تراجعا في منسوب المخاوف المصرية حيال ما يجري في ليبيا، فالدور التركي ينحسر في المنطقة، ما ينعكس على نفوذ أنقرة في ليبيا، كما أن القاهرة أمام حكومة موحدة الآن، وتم تشكيلها بعناية من مختلف أنحاء البلاد”.

 

محمد السلاك: التوجهات الحالية ترمي لطي مرحلة سابقة في العلاقات بين ليبيا ومصر

وحصلت حكومة الدبيبة على موافقة مجلس النواب الليبي، الأربعاء، في جلسة عقدت في مدينة سرت، بتأييد 132 صوتا من أصل 133 حضروا جلسة التصويت، وأذابت هذه الثقة مبكرا الكثير من الجليد بين الجسمين التنفيذي والتشريعي.

 

وزار الدبيبة مصر بعد أيام قليلة من اختياره من قبل الملتقى السياسي في جنيف كرئيس للحكومة في الخامس من فبراير الماضي، واستقبله الرئيس السيسي بحفاوة أوحت بأن هناك رغبة مصرية كبيرة لدعم الدبيبة.

 

وأخذت القاهرة تُحدث توازنا في علاقاتها بين شرق وغرب ليبيا، بعد أن قلل انحيازها للشرق وبرلمانه بقيادة عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي حظوظها في الغرب، ما يجعل من علاقتها الجيدة مع الدبيبة مدخلا للتوازن.

 

ولدى القاهرة ثقة في قدرة رئيس الحكومة الجديد على إدارة المرحلة الانتقالية الحالية برشادة، وتحقيق المصالحة الشاملة وتوحيد المؤسسات الليبية، وعدم الركون للميليشيات والعمل على حلها، تمهيدا لإجراء الانتخابات في 24 ديسمبر المقبل.

 

لكنها ترى من الضروري أن يخطو الدبيبة خطوات كبيرة للعمل على خروج المرتزقة الذين دفعت بهم تركيا نحو طرابلس في عهد السراج، والاستفادة من التأييد الكبير لهذه الخطوة والغطاء السياسي الدولي الداعم له.

 

ويتشكك مراقبون في سرعة تحلل الدبيبة من روابطه مع أنقرة والدفع نحو خروج المرتزقة والقوات والخبراء الذين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، خاصة بعد تصريحه باستمرار العمل بالتفاهمات والاتفاقيات التي وقعت معها خلال حكومة السراج.

 

وتبدو الحكومة المصرية على يقين بأن هناك تحولات بشأن الدور التركي في ليبيا كفيلة بتغيير الواقع، وحض الدبيبة على عدم التلكؤ في تضييق هامش الحركة على أنقرة وفلولها في ليبيا، لأن سماحه بذلك أو غضه الطرف عن طغيان التيار الإسلامي على مفاصل الأمور سيكرر أخطاء سلفه ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

 

وتراهن القاهرة على استجابة الرجل لتوحيد مؤسسات الدولة ومحاربة الفساد ومراعاة الجوانب الوطنية على حساب المناطقية، وتحقيق نجاحات ملموسة، والوفاء بموعد الانتخابات لتكون أمامه فرصة للترشح والفوز بناء على ما يقدمه في الفترة المقبلة.

 

وعلمت “العرب” من مصادر ليبية أنه “لا توجد ممانعات دستورية أمام ترشح الدبيبة في الانتخابات المقبلة، ويمكن تجاوز التعهدات السابقة في هذا الشأن إذا نجح الرجل في تحقيق إنجازات لافتة، ويومها قد تتحول الانتخابات إلى استفتاء عليه بعد أن يتمكن من تحاشي أخطاء السراج التي جلبت على ليبيا أزمات كثيرة”.

 

وتركز القاهرة في علاقتها مع حكومة الدبيبة على الجوانب الاقتصادية لضمان عودة العمالة المصرية إلى ليبيا بأعداد كبيرة، والحصول على جزء معتبر من كعكة الإعمار التي تنطلق عند هدوء واستقرار الأوضاع وعدم انتظار خطفها من جانب قوى أخرى.

 

Thumbnail

وحققت اللجنة الاقتصادية الخاصة بليبيا، واستضافت القاهرة عددا من اجتماعاتها، تقدما في ضبط الكثير من الأمور المنفلتة في المصرف المركزي، والحد من الفساد والدفع نحو المحاسبة، بما يمهد الطريق أمام الدبيبة لاستثماره وتحقيق معادلة التوزيع العادل للثروة بين ربوع الدولة.

 

وتسعى مصر لتوظيف الروابط الاجتماعية بين الكثير من مواطنيها مع ليبيا والعكس، لجني مكاسب في المجال الاقتصادي، لأن تجربة المشروعات التنموية جذبت أنظار الدبيبة كرجل أعمال ناجح ويميل إلى الاستفادة من الخبرة المصرية.

 

وأعلنت القاهرة فتح سفارتها في طرابلس وقنصليتها في بنغازي لتسهيل حركة تنقل المواطنين الليبيين إلى مصر وضبط عمليات الدخول والخروج.

 

وكشفت مصادر مصرية لـ”العرب” أنه يتم الترتيب لهذه الخطوة حاليا، ويجري الآن اتخاذ الترتيبات اللوجستية اللازمة لتجهيز مقري السفارة والقنصلية، واختيار دبلوماسيين محنكين في كليهما قريبا يتناسب دورهم مع الطبيعة السياسية الراهنة.

 

وأعلنت السفارة الليبية بالقاهرة، السبت، عن اتفاق وزارة العمل الليبية ووزارة القوى العاملة المصرية على تسهيل إجراءات دخول العمالة إلى ليبيا، والاتفاق على تشكيل لجنة دائمة مشتركة لهذا الغرض، والترتيب لقيام وفد فني مصري بزيارة ليبيا لاستكمال باقي الترتيبات الفنية.

 

وخاطب القائم بأعمال السفارة الليبية في القاهرة طارق مصباح الحويج، الأحد، وزارة الخارجية المصرية لإعفاء الليبيين من رسوم الدخول التي حددتها السلطات المصرية بـ25 دولارا، تفعيلا للاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 1992 والتي تنظم حقوق التنقل والإقامة والعمل والتملك بين شعبي البلدين.

 

وأعلنت سلطات الطيران المدني المصرية استئناف الخطوط الجوية الليبية رحلاتها إلى مصر في 20 فبراير الماضي بعد انقطاع دام أكثر من عام.

أخبار ذات صله