fbpx
خطاب مظلومية انتخابي من حماس لمسح تاريخ الانقلاب والحكم
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

تروّج حركة حماس لوجود مساع إسرائيلية تستهدف منعها من الفوز في الانتخابات الفلسطينية المقبلة، وتذهب إلى حد التلميح إلى تواطؤ السلطة بقيادة الرئيس محمود عباس في ذلك، في استيلاد لخطاب المظلومية الذي لطالما راهنت عليه الحركة لشد العصب الفلسطيني إليها.

 

وتحاول حماس التي نفّذت في العام 2007 انقلابا على السلطة الشرعية في غزة وفرضت نفسها حاكما فعليا على القطاع، استخدام كل الأدوات والأساليب لتحقيق فوز في الانتخابات العامة، وقلب موازين القوى لصالحها مستغلة التشتت والضعف اللذين ينخران غريمتها حركة فتح.

 

وتعتمد الحركة التي ساهمت سياساتها في زيادة معاناة سكان غزة وفي حصار القطاع لسنوات، اليوم وبشكل أساسي على خطاب المظلومية لكسب تعاطف الفلسطينيين، لاسيما المترددين الذين لم يحسموا بعد موقفهم من الطرف الذي سيدعمونه في الاستحقاقات الثلاثة التي تجري تباعا انطلاقا من مايو المقبل.

 

 

حسام بدران: إسرائيل حذرت قيادات حماس بالضفة من خوض الانتخابات

 

وتبقى الذريعة المثلى لتحقيق ذلك هو التسويق لوجود أجندة إسرائيلية ترمي إلى عرقلة مشاركتها في الانتخابات، يدعمها في ذلك الإعلام الإسرائيلي وتصريحات بعض مسؤولي حكومة بنيامين نتنياهو الذين لا يتوانون عن التحذير من خطورة فوز الحركة في الاستحقاقات الانتخابية.

 

وقال عضو المكتب السياسي لحماس حسام بدران مؤخرا إن إسرائيل تحرص على عدم فوز الحركة في الانتخابات الفلسطينية المقبلة. جاء ذلك خلال لقاء مع إعلاميين عبر تطبيق “زووم” نظمته “مجموعة الحوار الفلسطيني” (اجتماعية غير حكومية) حول الانتخابات المقبلة.

 

وذكر بدران أن إسرائيل “حذرت قيادات حماس في الضفة الغربية من خوض الانتخابات الفلسطينية المقبلة، واعتقلت آخرين (لم يحدد عددهم) حرصا منها على عدم فوز الحركة”.

 

وأضاف “جرت اتصالات من قبل المخابرات الإسرائيلية بقيادات ورموز الحركة في الضفة، وتم تهديدهم لحثهم على عدم الترشح للانتخابات أو المشاركة فيها أو دعم أي قائمة انتخابية”.

 

وتابع بدران “إسرائيل حريصة جدا على عدم فوز حركة حماس وفصائل المقاومة في الانتخابات كونها لا تعترف بها، ولا تؤمن بالتنسيق الأمني ولا تقبل بالتفاوض معها”. وأشار إلى أن “الاحتلال اعتقل 1500 قيادي من حماس خلال انتخابات عام 2006، ما يؤكد أنه لا يريد انتخابات بل يرغب في استمرار حالة الانقسام الفلسطيني”.

 

وأصدر الرئيس محمود عباس في منتصف يناير الماضي مرسوما حدد بموجبه مواعيد الانتخابات التشريعية في 22 مايو، والرئاسية في 31 يوليو، والمجلس الوطني في 31 أغسطس.

 

ولم تعلن الحركة بعد عن قرارها بشأن كيفية مشاركتها في الانتخابات التشريعية، إن كان ذلك ضمن قائمة مشتركة مع فصائل فلسطينية أم قائمة مستقلة، كما أنها تتحفظ على الإدلاء بأي موقف حيال الاستحقاق الرئاسي، وعما إذا كانت لديها نوايا لترشيح شخصية في صفوفها للمنصب في ما بدا أن الحركة تنتظر ما ستسفر عنه الأمور بالنسبة إلى التشريعية.

 

وتشكل الانتخابات فرصة كبيرة لحركة حماس لضمان تمثيل لها في النظام الفلسطيني “الشرعي”، وفي الحصول على مشروعية دولية تفتح لها المجال لفرض نفسها رقما لا يمكن تجاوزه في المعادلة الفلسطينية.

 

ويرى متابعون أن محاولة حماس التسويق لوجود مساع لعرقلتها في الانتخابات أمرا متوقعا، وسبق وأن اعتمدت مثل هذا الخطاب في آخر انتخابات فلسطينية في العام 2006، وقد لقي حينها صدى في الشارع الفلسطيني.

 

ويشير المتابعون إلى أن الوضع اليوم مختلف، فالحركة فشلت فشلا ذريعا في إدارة قطاع غزة الذي سيطرت عليه عقب تلك الانتخابات بقوة السلاح، وهو ما انعكس على شعبيتها التي تسعى اليوم لترميمها عبر تدفق الدعم القطري.

 

حماس تبدي اهتماما خاصا بالضفة الغربية، حيث تسعى لفرض نفسها ضمن المعادلة في تلك الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها حركة فتح

ويلفت هؤلاء إلى مفارقة غريبة؛ فإسرائيل التي تتهمها حماس اليوم بالسعي لعرقلتها في الانتخابات هي نفسها من فسحت المجال مؤخرا أمام عودة تدفق المال القطري إلى الحركة.

 

وأعلنت الدوحة الشهر الماضي عن تخصيص منحة مالية بقيمة 360 مليون دولار لدعم غزة يتم صرفها على مدار عام 2021، في خطوة لا تخلو من اعتبارات انتخابية، وأكدت حكومة نتنياهو أنه تم التنسيق معها بشأن المنحة القطرية، وهو ما أثار ضجة داخل إسرائيل.

 

ويرى نشطاء معارضون لحماس داخل القطاع أن محاولات الحركة تلميع صورتها لن تنجح، حيث أن الغزيين ضاقوا ذرعا من سياساتها في إدارة القطاع على مدى السنوات الماضية، إذ يعاني معظمهم اليوم من الفقر والخصاصة إضافة إلى تضييقات الأجهزة الأمنية التابعة لحماس.

 

حماس تحاول استخدام كل الأدوات والأساليب لتحقيق فوز في الانتخابات العامة، وقلب موازين القوى لصالحها مستغلة التشتت والضعف اللذين ينخران غريمتها حركة فتح

ويلفت النشطاء إلى أن ما يحدث في غزة سينعكس دون شك على مواقف سكان الضفة الغربية الذين لن يجازفوا بدعم الحركة، رغم تحفظاتهم الكثيرة على طريقة تسيير السلطة الفلسطينية القائمة للوضع في مناطقهم.

 

وتبدي حماس اهتماما خاصا بالضفة الغربية، حيث تسعى لفرض نفسها ضمن المعادلة في تلك الرقعة الجغرافية التي تسيطر عليها حركة فتح. ويقول مراقبون إن إسرائيل قد تكون فعلا قلقة من ذلك بالنظر لارتباط الضفة مباشرة بأمنها، لكن تل أبيب تعي أن التضييق على الحركة هناك قد يقود إلى نتائج عكسية.

أخبار ذات صله