fbpx
ترامب.. غرام فلوريدا وانتقام الرئيس
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

 

سؤال وحيد يشغل ذهن الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب وهو يقضي يومياته في ولاية «الشمس المشرقة» فلوريدا حيث يوزّع صباحاته بين ملعب الغولف يمارس رياضته المفضلة، وبين مكتبه الخاص في نادي مارا لاغو الفاخر الذي يملكه: «من سيكون معي ومن هو ضدّي؟»..

 

ويبدو أن السؤال الذي يطرحه ترامب على نفسه كل يوم هو نوع من المحفّزات لعودته للحياة السياسية والترشّح لانتخابات الرئاسة في العام 2024.

 

ففي مقال مطوّل نشرته شبكة “سي.أن.أن” الإخبارية، ووفقا لمقرّبين من ترامب، ستكون الخطوات الأولى للعودة إلى الحلبة السياسية هي تقديم ابنه، دونالد ترامب جونيور، ليترشّح للانتخابات النصفية في العام 2022، ولتعود قاعدة ترامب الشعبية إلى الحراك السياسي من جديد.

 

ويبدو أن زعماء الحزب الجمهوري الذين اختلفوا في ما بينهم على تأييد ترامب ومناصرته على “الحلو والمر”، قد عادوا من جديد ليلتفوا حوله درءا لشق صف الحزب الذي هدّد بمغادرته وتأسيس حزب ثالث لأنصاره، وهو الذي يملك تأييد 75 مليون مواطن أميركي قد أعطوه أصواتهم وتبرعوا له من أموالهم في حملته الانتخابية التي خسرها أمام منافسه الرئيس جوزيف بايدن.

 

وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن ترامب اجتمع مع رئيسة الحزب الجمهوري، روني ماكدانييل، وتشاورا معا حول الثغرات التي حدثت في جسم الحزب نتيجة الاختلاف حول أحداث الكابيتول، التي أدّت إلى محاكمة الرئيس وعزله في مجلس الشيوخ وقد صوّت البعض من الجمهوريين بالموافقة على العزل.

 

أما أفراد عائلته الصغيرة، وفي مقدمتهم ابنته الأحبّ إلى قلبه ومستشارته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنير، فهم يلتفون حوله الآن ليقدموا له الدعم المعنوي إثر خسارته الأخيرة التي كانت عسيرة بالنسبة إليه ولم يقبل بها حتى اللحظات الأخيرة من مغادرته البيت الأبيض دون أن يستقبل القادم الجديد، كما جرت عليه التقاليد الأميركية حين انتقال السلطة.

 

لكن المفاجأة التي تلوح في الأفق، ودائما حسب شبكة “سي.أن.أن”، أن ترامب جونيور هو مَنْ تُسلّط عليه الأضواء الآن لخوض المعترك السياسي وليس إيفانكا، وقد بدأت الأخيرة تنأى عن الساحة السياسية شيئا فشيئا لتعود إلى حياتها الأولى قبل أن يخوض والدها غمار الانتخابات في العالم 2016 ويصبح الرئيس الأكثر جدلية في التاريخ الأميركي.

 

وسيمهد غياب اهتمام إيفانكا ترامب بالمشاركة السياسية الطريق لأخيها والتألق أكثر وكسب دعم والده حتى لو لم يكن الابن المفضل لديه ليتقدّم في السلّم السياسي للعائلة. لكن ترامب جونيور متحمّس جدا للأمر، وتدعمه صديقته المذيعة السابقة في قناة فوكس نيوز، كيمبرلي غيلفويل، وهي التي شاركت العائلة بقوة في حملة انتخابات الرئاسة الأخيرة.

 

وتشي إقامة ترامب في فلوريدا – وهي ولاية متأرجحة انقلبت جمهورية في عهد ترامب – بأن نيويورك لن تكون قاعدته في الحراك السياسي، بل ولاية الشمس المشرقة، هي التي ستكون المعقل لمعركته القادمة انتقاما لخسارته في العام 2020.

 

وتعدّ هذه الولاية ذات أهمية خاصة نظرا إلى أنه لم يفز أي مرشّح جمهوري بالرئاسة الأميركية من غيرها منذ انتُخب كالفين كوليدج رئيسا في العام 1924، علما أن ترامب قد سبق وأن تفوّق فيها على هيلاري كلينتون في انتخابات 2016 بفارق 1.2 نقطة مئوية.

 

وفي أول ظهور علني إثر مغادرته البيت الأبيض، وخلال خطابه في مؤتمر اتحاد المحافظين الأميركيين السنوي (سي باك)، صرّح ترامب بشكل لا يقبل الجدل أو التأويل “المسيرة السياسية التي بدأتها منذ أربع سنوات لم تنته”.

 

فهل سيعود ترامب فعلا إلى الحياة السياسية وهو الملاحق بقضايا مالية ينبشها له خصومه كل طلوع فجر من أجل تحييده تماما عن العمل السياسي، أم أن وقوعه في غرام الشمس والدفء والشواطئ الرملية في فلوريدا سيكون له حافزا لحشد الأميركيين من حوله من جديد وكسب تأييد حزبه لترشيحه للمرة الثالثة في العام 2024 لخوض الانتخابات الرئاسية والانتقام من خصومه السياسيين؟

 

أخبار ذات صله