fbpx
توافق وادي النيل يضيّق الخناق على إثيوبيا
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

ضاعفت مصر والسودان ضغوطهما السياسية على إثيوبيا للوصول إلى اتفاق قانوني مُلزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك خلال لقاء جمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مع مريم الصادق المهدي وزيرة الخارجية السودانية أثناء زيارتها للقاهرة، في الوقت الذي عكست فيه تصريحات رئيس الأركان المصري محمد فريد خلال زيارته للخرطوم تلويحا بدعم عسكري غير محدود للسودان الذي تجري قواته اشتباكات على الحدود مع أثيوبيا، ما يوحي بتنسيق مصري سوداني على أكثر من واجهة للضغط على أديس أبابا بشأن سد النيل.

 

وتوافقت دولتا وادي النيل على مسار المباحثات الذي طرحته الخرطوم حول الارتكان إلى آلية تفاوض يرعاها الاتحاد الأفريقي عبر تشكيل رباعي يضمّ الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والكونغو الديمقراطية الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.

 

ودعا البلدان الأطراف الأربعة إلى تبني الاقتراح وإطلاق مفاوضات في أقرب فرصة، وطالبا إثيوبيا بإبداء حسن النية والانخراط في عملية فعّالة للتوصل إلى اتفاق مُلزم.

 

وبدأ التوافق المصري السوداني بشأن سد النهضة يأخذ شكلا سياسيا واضحا لتكثيف الضغوط الخارجية على إثيوبيا، وعدم الوقوف عند حد الانخراط في مباحثات قد لا تصل إلى نتيجة.

 

عصام دكين: المشهد في البحر الأحمر يتجه للتغير في ظل سباق روسي أميركي

وطالبت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي، في مؤتمر صحافي مع نظيرها المصري سامح شكري، بوضع سقف زمني لأي مباحثات مع إثيوبيا، واعتبرت أن الخطر الحقيقي الذي يواجهُه البلدان يتمثل في قيام أديس أبابا بالملء الثاني للسد دون اتفاق.

 

ويعتبر هذا الموقف الأكثر حسمًا في التعامل المشترك مع أزمة سد النهضة قبل أشهر قليلة من قيام إثيوبيا بتنفيذ الملء الثاني بصورة أحادية في يوليو المقبل، ما يشي بأن البلدين لن يسمحا بتكرار خرق اتفاق المبادئ الموقع بين الدول الثلاث، كما جرى أثناء الملء الأول.

 

ومن المتوقع أن يقوم السيسي بزيارة رسمية للخرطوم السبت المقبل، يعقد خلالها مباحثات مع رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبدالفتاح البرهان، لمناقشة ملفي سد النهضة والأزمة الحدودية بين السودان وإثيوبيا، وغيرهما من القضايا الثنائية.

 

وقالت مديرة البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أماني الطويل، إن السودان حريص على التوصّل إلى توافق مع مصر في هذه المرحلة التي تشهد تغيرات كبيرة في العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية.

 

وأضافت الطويل في تصريح لـ”العرب” أن التوافق يشمل التنسيق بشأن مواجهة التفاعلات في منطقة القرن الأفريقي، سواء في ما يتعلق بمشكلة الحدود السودانية الإثيوبية أو في ما يتعلق بدور إريتري في حرب تيغراي والموقف الدولي الرافض له.

 

وبعثت القاهرة والخرطوم برسائل واضحة لأديس أبابا، منذ أن توصلتا إلى نقاط مشتركة لتطوير العلاقات الثنائية إثر سقوط نظام عمر البشير.

 

ولا يستبعد مراقبون أن يتطور التنسيق من بُعده السياسي إلى مستوى متقدم من التعاون العسكري، وعدم استبعاد تقديم دعم مصري لوجستي إلى الجيش السوداني لتمكينه من التعامل بشكل حاسم مع جملة من الملفات الإقليمية، في مقدمتها أزمة الحدود مع إثيوبيا.

 

وبالتزامن مع المباحثات السياسية في القاهرة وقعت مصر والسودان اتفاقية عسكرية جديدة في الخرطوم، الثلاثاء، بحضور رئيسيْ الأركان في البلدين اللذين أكدا أن البلدين يواجهان تهديدات مشتركة.

 

وجاء التوقيع ضمن زيارة يجريها رئيس الأركان المصري الفريق محمد فريد للخرطوم، بدأت الاثنين وتنتهي الأربعاء، للمشاركة في الاجتماع السابع للجنة العسكرية المشتركة.

 

وأكد فريد أن التعاون العسكري وصل إلى مستوى غير مسبوق، وأبدى استعداد القاهرة لـ”تلبية كافة طلبات الخرطوم في المجالات العسكرية”.

 

Thumbnail

ونظر خبراء أمنيون إلى ذلك على أنه يشكل دعما مباشرا للسودان على جبهة الأزمة الحدودية المشتعلة مع إثيوبيا، وأن تضييق الخناق عليها في سد النهضة سيكون مقترنا بالمزيد من التنسيق العسكري لدعم جيش السودان الذي يخوض معارك طاحنة.

 

وأوضح عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري اللواء يحيى الكدواني “أن التكامل مع السودان يشمل كافة المجالات، وليس الجانب العسكري فقط، وهناك امتداد واحد للأمن القومي يجب الدفاع عنه عبر أدوات مشتركة، ومصر ستقدم للسودان جميع أنواع الدعم بما يحفظ وحدة أراضيه ومقدراته الاقتصادية”.

 

وأشار الكدواني في تصريح لـ”العرب” إلى وجود تنسيق جاد “للحفاظ على الأمن القومي لوادي النيل، وأن اجتماعات الخرطوم امتداد لتعاون عسكري قديم بين البلدين للدفاع عن السيادة الوطنية للبلدين وتأمين الحدود البرية والبحرية”.

 

ونفذت وحدات من القوات الجوية السودانية وعناصر من قوات الصاعقة المصرية تدريبا جويا مشتركا (نسور النيل – 1) هو الأول من نوعه في نوفمبر الماضي.

 

وأكد المحلل السياسي السوداني عصام دكين أن زيارة الفريق فريد للخرطوم تأتي بالتزامن مع دخول الولايات المتحدة وروسيا إلى المياه الإقليمية للسودان على ساحل البحر الأحمر، في وقت يسعى فيه السودان إلى خلق توازن لصالحه عبر الاستفادة من الخبرات العسكرية لمصر وأسطولها البحري على الساحل الغربي للبحر الأحمر.

 

وجاءت زيارة فريد للخرطوم تزامنًا مع وصول المدمرة الأميركية “يو.أس.أس ونستون تشرشل” إلى ميناء بورتسودان، وعقب رسو فرقاطة روسية في الميناء نفسه.

 

ولفت دكين في تصريح لـ”العرب” إلى أن المشهد في البحر الأحمر في سبيله إلى التغير بوتيرة متسارعة، في ظل السباق الروسي الأميركي ومع احتمال انضمام إسرائيل إلى مجلس الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، وهناك رغبة بين البلدين في التوافق بشأن طبيعة تأمين تلك المنطقة بما لا يؤثر سلبا على مصالحهما المشتركة.

أخبار ذات صله