fbpx
ثورة فبراير في ذكراها العاشرة، من سرق الانتصار؟

 

كتب/ علي عبد الله البجيري.
قبل عقد من الزمن هبَّت رياح التغيير وانطلق حماس الشباب اليمني، للتحليق عالياً مناديا باسقاط النظام ، وإحلال دولة الديمقراطية والقانون.
ثورة شعبية بدأت بشكل عفوي متقطع، ثم تُوّجت بيوم الغضب العارم في جمعة ال 11 فبراير 2011م.
أحداث سماها إخوان اليمن بثورة الربيع اليمني ” امتدادا لتسمية جماعة الإخوان المسلمين للأحداث في بعض البلدان “بثورات الربيع العربي”
وعلى نفس المنوال وصفته وزيرة الخارجية الأمريكية كلينتون في مذكراتها بـ ” ثورة الربيع العربي ” (The Arab Spring: Revolution) ورأت فيما يحدث “ضرورة استراتيجية أمريكية.

كان للشباب اليمني دوراً محوريا في الثورة السلمية ، اهتز له عرش النظام الفاسد، وتسلل جماعة إخوان اليمن إلى مقدمة صفوف الثورة الشبابية، لينتحلوا اسمها ويسرقون توهجها ويستحوذوا على قيادتها. كما ان طرف آخر متمثل بجماعة أنصار الله الحوثية، هو ايضا كان من المستغلين للثورة الشبابية، فرفع شعاراتها ، ليعلن فيما بعد عن الانقلاب المسلح على النظام السياسي الشرعي واجتاح مسلحوه العاصمة صنعاء، وأحكموا قبضتهم على مؤسسات الدولة، ودخلت البلاد في فوضى عارمة، أعقبتها حرب ما تزال تدور رحاها حتى اليوم .
من سوء طالع الشباب اليمني أن ثورته قد تم السطو عليها من قِبل الإخوان “التجمع اليمني للاصلاح” سوقوا للناس وهماً بأنهم أفضل من يمثل المطالب الشعبية، وأن لديهم مشروع لإنقاذ البلاد نحو التقدم والحرية والديمقراطية، وتوفير العدالة وسبل العيش الكريم.
وعلى هذه الخلفية استطاع «اخوان اليمن » استغلال الوضع السياسي المضطرب وفراغ الساحة من قوى سياسية تمتلك رؤية واقعية لما بعد سقوط النظام.. حتى حدثت الانتكاسة وهرب الرئيس هادي وحكومته، ولحقت بهم قيادات وأعضاء حزب الإصلاح الى ملجئهم في المملكة السعودية.
من حينها استطاعت جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على القرار السياسي لشرعية الرئيس هادي وللحكومة اليمنية في منفاها الاختياري ..وفي عهد دويلة المنفى سجلت المحافظات المحررة تراجعاً في كل ميادين الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتنموية، والتعليمية والامنية وسادت المحسوبية، ونهب المال العام وترسخت ثقافة الفساد وتقلصت الثقة بالدولة ومؤسساتها ،كما ارتفع منسوب الإرهاب مدعوم بتحالفه مع الاخوان.
والأنكى أن المؤسسات الرسمية المنوط بها قيادة البلد (رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان) أصيبت بالشلل والعجز عن القيام بمهامها، والتعود على حياة الترف الفندقية والقصور وتراكم الاموال في بنوك العالم.. توج مؤخراً بما كشفه فريق الخبراء الدوليين في فضيحة البنك المركزي.
يرى كثير من المراقبين للوضع اليمني، أن الرئيس هادي أصبح رهينة لقرارات الإخوان ومصالحهم بعد أن نجحوا في إشراك وتوريط إدارته ومقربيه في صفقات فساد ونهب الثروات، تلاه الدفع بالرئيس هادي لاتخاذ قرارات غير دستورية، بما يسهل لحزبهم السيطرة على البلاد والعباد، في محاولات لتحويل المناطق المحررة إلى مزرعة إخوانية، والتنصل لبنود إتفاق الرياض وإغراق الوطن في أزمات وحروب لاتنتهي .
وما يحدث اليوم في محافظة مأرب إلا واحدة من أفعالهم، بعد أن حشدوا قواتهم باتجاه الجنوب،واستولوا على مداخيل النفط والغاز والطاقة الكهربائية وتحويل المحافظة إلى عاصمة لدولتهم الإخوانية.

خلاصة القول: في وطني تمتلى صدور الأبطال بالرصاص وتمتلى بطون الخونة بالأموال، ويموت من لا يستحق ألموت على يد من لايستحق ألحياة..( محمد الماعوظ شاعر وأديب سوري).