fbpx
“نــــاذخ” و(زرب) شامخان*

 

بقلم أحمد الربيزي

اللواء الركن المدفعي/محمد عمر السعيدي (ناذخ) رجل أتقن عمله بحرفية وطننية، طوال أكثر من نصف قرن، وهو واحداً من مؤسسي الجيش الجنوبي ومن أوائل ضباط المدفعية.

(ناذخ) أشهر من نار على علم عُرف كواحد من أبرز رجال المدفعية ليس على مستوى الجيش الجنوبي، او على مستوى اليمن فحسب بل يعد من القلائل الذين يعتبروا من أفضل رجالات المدفعية العرب، وقد عُرف بانه ذو الابتكارات العملية في توجية وإرشاد تسديدات المدفعية، وطريقته السهلة أشتهرت بدقتها في التصويب، وتضاف الى خبرته العملية في قراءة أحداثيات الاستطلاع المتقدم وتنفيذها عملياً.

ظل حياته مخلصاً لمبادئه العسكرية بعيدا عن التحزب، بالرغم انه لم يسلم من أوجاع الصراعات وتعرض لاعتقالات ولتهميش في مراحل عدة، لكنه ظل بكرامته شامخاً، يحترمه العدو قبل الصديق، ويشهد له الخصم قبل الحليف.

محمد عمر ناذخ ان كان اليوم يلقى تهميش وهو طاعن فالسن، فقد تعرض قبلها وهو في عز عطاءه، لكنه لم يخضع ويتودد أو يمد يديه ويتوسل عطف أحد، فظلت سمعته كتسديداته المتقنه واضحة شامخة تصيب العدو في مقتل، وهو هكذا اليوم حتى وان تنكر له اليوم (صغار القفزة الغير متوقعة) من زملائه الذي صار لهم شان، فلعمري انه حين يتذكرهم يبتسم، وبين شفتيه سخرية النكتة التي يشتهر بها غير آبهاً بانفعالات وتشنجات من يستحقها.

تحية لك يا والدنا الشامخ محمد عمر ناذخ كشموخ (جبل زرب) حتى وان عبست في وجهك الدنيا، كعادتها معك، ستسخر في وجهها غير مكترثاً، فسلام لمحياك وبسمتك، وتحية لهيبتك كضابط وقائد وخبير ورمز لكل عسكري متفاني في واجبه الوطني تجاه أهله وناسه وشعبه.

  • *زرب هو جبل عالي من جبال دثينة ويرمز لشموخ أهلها، ويتغني بشموخه الكثير من الشعراء في المنطقة الوسطى عموما.