fbpx
((ليلة في بغداد))
شارك الخبر

كتب – سالم محمد الضباعي
بمناسبة بث قناة (العربية) مقابلتها الخاصة مع السيدة رغد صدام حسين على ست حلقات وما جاء فيها من سرد ضاف وحصيف عن الحياة العائلية لأسرتها الكريمة اتذكر في هذا المقام الزيارة الرسمية التي قمنا بها إلى بغداد عام 1989م برئاسة دولة الرئيس حيدر أبوبكر العطاس رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى حينها وقد رتب وأعد لتلك الزيارة سفير بلادنا في ذلك الوقت لدى الجمهورية العراقية سعادة السفير محمد أحمد (سلمان) رحمة الله عليه ورضوانه والذي تمكن باقتدار من اكتساب ليس فقط ثقة القيادة العراقية بل وصداقة وحب الرئيس الشهيد صدام حسين الشخصي.
حظي وفد اليمن الديمقراطية الزائر بترحاب وحفاوة كبيرتين وأقام سيادة الرئيس العراقي مأدبة وحفل عشاء على شرف الوفد والرئيس العطاس واتذكر ان الرئيس صدام حسين كان في استقبالنا عند بوابة مقر الحفل وحرص على الترحيب ومصافحة كل أفراد الوفد الزائر وبصفتي السكرتير الصحفي لسيادة الرئيس العطاس فقد كان موقعي إلى جانب وزير التصنيع العسكري ومؤسس الحرس الجمهوري صهر الرئيس صدام زوج ابنته رغد حسين كامل المجيد.
كان العراق قد خرج منتصراََ من حربه الطويله والضروس مع إيران وكان يسابق الزمن في مجال التصنيع والتصنيع العسكري على وجه الخصوص وقد استمعت طوال تلك الأمسية إلى شروحات وقصص الوزير المختص حسين حول ما يحققه العراق من خطوات كبرى وإنجازات متلاحقة في هذا المضمار ومقارنتها بما يحدث في بقية دول المنطقة وخاصة في إسرائيل ومصر وإيران وكان حسين كامل في عز شبابه وحيويته وتألقه
ومع ذلك فقد كنت مأخوذا بالنظر والاستماع لكل حركة وهمسة من الرئيس المهيب صدام حسين عن أي شيء آخر.
كنا نتحدث ونحلم بالمنجز القومي المنتظر في اليمن الذي كان يتهيأ لتحقيق الوحدة بين الدولتين الجنوبية والشمالية وكان الأخوة العراقيون والرئيس صدام حسين متحمسون ومؤيدون لذلك التوجه إلى أبعد الحدود واليوم وبعد أكثر من ثلاثين عاما انظر واتأمل بمجرى الأحداث التي وقعت فتبدو كمسرحية من خيال جامح فلم تكد الوحدة اليمنية تتحقق ويعلن عن قيام الجمهورية اليمنية وسط ترحاب وتهليل شعبي وجماهيري على مستوى اليمن والعالم العربي والإسلامي بأسره حتى بدأت ومن تلك الذروة نفسها  رحلة العذاب والجحيم والدمار والنار والخراب وهي الرحلة المشوؤمة التي حلت بكلكلها على العالم العربي من محيطه إلى خليجه ولا تزال متواصلة بما لانعلمه ولا نكاد نفقه فيه اي امر وكانت قصة الوزير حسين كامل ونهايته فصلاََ ماساوياََ وتراجيدياََ رهيباََ.
ذهب العراق  المنتصر واعدم بطل النصر والتحرير الرئيس الشهيد وذهبت ليبيا وذهبت اليمن وتكافح سوريا ويكافح لبنان من أجل البقاء فهل من مدكر؟ ومتى تتوقف عجلة التدهور والانهيار التي طحنت عظام الأمة العربية ومن أين نبدأ المسار الجديد؟ إن كان هناك مسار جديد.
(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) صدق الله العظيم
 السبت 21 فبراير 2021م
أخبار ذات صله