fbpx
تلوث الهواء “قضية وجودية” أشد خطورة من الفيروس: ماذا عن تزامن أزمة “كورونا” مع كارثة المناخ؟
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

كتب حبيب معلوف في “الأخبار”: الربط بين تغير المناخ والصحة ليس جديداً. تقارير دولية كثيرة حول الروابط بين الاحتباس الحراري والصحة أكّدت تسبب تغير المناخ في نشر الأمراض والموت. في تقرير نُشر حديثاً لعلماء من «المنظمة العالمية للأرصاد الجوية» حول المناخ العالمي، تبيّن أن العام الماضي كان الأكثر دفئاً على الإطلاق وأن ملايين الأشخاص تضرروا من حرائق الغابات والفيضانات والحرارة الشديدة.
ونشرت مجلة «لانسيت» (Lancet) للأبحاث الطبية، الأسبوع الماضي، دراسة أكّدت أن موجات الحرارة وتلوث الهواء والطقس القاسي تضر بشكل متزايد بصحة الإنسان. واعتمدت في ذلك على تحليل لبيانات الصحة العامة عام 2019، هو الأكثر شمولاً حتى الآن حول العلاقة بين المناخ والصحة، وساهم فيه عشرات الأطباء وخبراء الصحة العامة من أنحاء العالم. التحليل أكد العلاقة الوثيقة بين حرق الوقود الأحفوري وبعض الأمراض التي تؤدي إلى الوفاة، ولفت إلى أن «العديد من الممارسات والسياسات الكثيفة الكربون تؤدي إلى الإضرار بنوعية الهواء وجودة الغذاء والسكن، مما يضر بشكل غير متناسب بصحة السكان».
الدراسة أكّدت أن موجات الحرارة الأطول والأكثر شدة الناجمة عن تغير المناخ ذات تأثيرات مميتة حول العالم، وأن كبار السن هم الأكثر عرضة للخطر (كما هي الحال مع فيروس «كورونا»). ولفتت إلى أنه في السنوات العشرين الماضية، زاد عدد الأشخاص الذين ماتوا نتيجة الحرارة الشديدة بأكثر من 50%، وتوفي ما لا يقل عن 296 ألف شخص بسبب الحرارة عام 2018. ولاحظت أن موجات الحر المميتة ضربت خصوصاً في نصف الكرة الشمالي، وأنه في الولايات المتحدة وحدها، تضاعف في السنوات العشرين الماضية عدد الوفيات المرتبطة بالحرارة بين من تزيد أعمارهم على 65 عاماً، وأن نحو 20 ألفاً من كبار السن في الولايات المتحدة توفوا العام الماضي بسبب موجات الحر. ولفتت إلى أن من يعملون خارج المنازل أو المكاتب والفقراء والطلاب والرياضيين أكثر عرضة للإصابة بأمراض مرتبطة بالحرارة.
دراسة «لانسيت» شدّدت على أن تغيّر المناخ يمثل تهديداً للبنية التحتية للصحة العامة كالمستشفيات ومرافق الرعاية الأولية وخدمات الطوارئ. ولفتت إلى أن عدد البلدان التي ربطت وكالات الأرصاد الجوية بوكالات الصحة العامة لتقديم معلومات عن المناخ والطقس للأطباء والمستشفيات زاد إلى 86 دولة عام 2019 من 70 دولة عام 2018.
أخبار ذات صله