fbpx
إسرائيل تستعد لسيناريو حرب طويلة ومعقدة مع إيران
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

تستعد إسرائيل لأسوأ السيناريوهات في علاقة بإمكانية تفجر حرب طويلة مع إيران والفصائل الموالية لها في المنطقة، حيث صادقت حكومة بنيامين نتنياهو على خطة لتمويل مشتريات عسكرية متطورة بقيمة تزيد عن 6 مليارات دولار.

وأعلنت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في وقت سابق أنها منكبة على إعداد خطط جديدة لمواجهة الخطر الإيراني، وأجرت في الأيام الأخيرة مناورتين عسكريتين تحاكي قتالا على الجبهة الشمالية.

يقول دبلوماسيون إن منطقة الشرق الأوسط على مفترق طرق فإما التوصل إلى سلام دائم يأخذ بعين الاعتبار هواجس دول المنطقة حيال التهديدات الإيرانية، أو حرب طويلة لا يمكن التكهن في واقع الأمر بمآلاتها.

ويرى الدبلوماسيون أن التحركات الإيرانية والعمل بشكل حثيث على التوصل إلى سلاح نووي، تعتقد أنه ضرورة استراتيجية لردع خصومها، يرجح كفة السيناريو الثاني، حيث أن إسرائيل كما دول أخرى ليست في وارد التسليم بتحول هذا الأمر إلى حقيقة نافذة.

وقال موقع “واللا” الإخباري الإسرائيلي، الأربعاء إن اللجنة الوزارية الإسرائيلية المصغرة (كابينيت) صادقت على خطة لتمويل مشتريات لوزارة الدفاع، بقيمة تفوق 6 مليارات دولار، وستشمل الخطة، مشتريات في المجالات الجوية والرقمية والسيبرانية والدفاع الجوي والاستخبارات.

وأشار الموقع إلى أن الصفقة ستتم مع الولايات المتحدة، وستتضمن إلى جانب “أشياء أخرى، شراء صواريخ اعتراضية متطورة من (نظام الدفاع الجوي ضد الصواريخ قصيرة المدى) القبة الحديدية، وسيتم ترقية الحماية ضد الصواريخ الباليستية”.

وكانت اللجنة الوزارية الإسرائيلية اجتمعت، الثلاثاء، لأول مرة منذ عامين، ووافقت على خطة تمويل مشتريات وزارة الدفاع. وقال الموقع “الصفقة التي تم الترويج لها بجهد وقيادة وزير الدفاع بيني غانتس، تمت الموافقة عليها من قبل المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية قبل حوالي أسبوع ونصف الأسبوع”.

وأشار إلى أن أعضاء اللجنة قرروا دفع عملية شراء سرب جديد آخر من طائرات “أف 35” الأميركية، مما سيرفع عدد طائرات من هذا الطراز إلى 75 طائرة. ويتكون السرب من 25 طائرة.

واتفق أعضاء اللجنة على شراء أربع محطات للتزوّد بالوقود من طراز (بيغاسوس) ومن طراز كي.سي 46 للمهام بعيدة المدى و4000 سلاح متقدم للطائرات المقاتلة.

وتتضمن الصفقة الاستحواذ على صواريخ القبة الحديدية المتطورة، وأحدث مكوّنات برمجية للنظام، بالإضافة إلى الجيل الجديد من نظام الدفاع الجوي الصاروخي (سهم 2)، وهو أكثر الصواريخ الاعتراضية تطوراً، ويشكل ترقية مهمة للحماية من الصواريخ الباليستية الإيرانية.

ونقل موقع “واللا” عن مصادر في وزارة الدفاع الإسرائيلية قولها إنه “تقرر شراء سرب آخر من طراز أف-15 في المستقبل، بعد توقيع سرب إضافي من طائرات مقاتلة من طراز أف-35 في إطار الصفقة الحالية”.

وأضافت المصادر، التي لم تكشف عن اسمها لموقع “واللا” “كان من الصواب تنفيذ الحصة التي خصصها الأميركيون لبيع 75 طائرة من طراز أف-35، وبعد ذلك سنوقع على شراء طائرات أف-15، هذه الخطوة مدروسة جيدا من قبل وزير الدفاع والمدير العام للوزارة”.

وفي حال إتمام الصفقة العسكرية، فإنها ستكون الأولى، بين إسرائيل والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأميركي جو بايدن.

اللجنة الوزارية المصغرة (كابينيت) صادقت على خطة لتمويل مشتريات لوزارة الدفاع، بقيمة تفوق 6 مليارات دولار

ويرى مراقبون أن تسريع إسرائيل لدعم ترسانتها العسكرية بأحدث الأسلحة والمنظومات الحربية، يشي بأن سيناريوهات الحرب باتت تتفوق على السلام في المنطقة، رغم حديث إدارة جو بايدن المتكرر عن ضرورة التوصل إلى اتفاق مع إيران.

وفكت إيران تقريبا كل القيود التي تمنعها من حيازة سلاح نووي، وقد بدأت بالفعل في إنتاج معدن اليورانيوم في 6 فبراير، ومن المقرر أن توقف في 23 من الشهر الجاري عمليات التفتيش التي تجريها وكالة الطاقة الذرية، والتي تندرج ضمن ما يعرف بالبروتوكول الإضافي للاتفاق النووي.

ووفق تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، فإن إيران قادرة على تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لصنع قنبلة نووية خلال أربعة أشهر، وأنه يمكنها إنتاج القنبلة خلال عامين من اليوم.

وكانت تصريحات لوزير الاستخبارات والأمن الإيراني محمود علوي قبل أيام قال فيها إن الضغوط الغربية يمكن أن تدفع طهران للتصرف “كقط محاصر” والسعي لحيازة أسلحة نووية، عززت المخاوف الغربية والإسرائيلية، حول نوايا إيران.

وقال علوي “صناعتنا النووية سلمية وقد أفتى المرشد الأعلى للثورة الإسلامية بتحريم الأسلحة النووية، لكن إذا دفعوا الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الاتجاه، فإن ذلك لن يكون ذنب إيران، بل خطأ أولئك الذين دفعوها، رغم أن إيران ليس لديها مثل هذه النية والخطة”.

وهذه المرة الأولى التي يشير فيها مسؤول إيراني كبير إلى إمكانية أن تقدم بلاده على تصنيع السلاح النووي، حيث لطالما تمسك قادة طهران بأن برنامجهم النووي سلمي، وأثار هذا التصريح لغطا كبيرا وسط تكهنات بإمكانية أن يكون تمهيدا لإعلان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي فتوى جديدة تتيح تصنيع هذا السلاح.

وطلب خامنئي الأربعاء من واشنطن “الأفعال لا الأقوال” إذا كانت تريد إحياء الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع قوى عالمية عام 2015، وذلك في أحدث تحد للرئيس جو بايدن ليتخذ الخطوة الأولى من أجل كسر جمود الوضع.

وقال المرشد الأعلى الإيراني في كلمة بثها التلفزيون “سمعنا الكثير من الأقوال والوعود الجميلة التي انتُهكت على أرض الواقع، لا جدوى من الكلام والوعود، هذه المرة نطلب التطبيق العملي للوعود فقط والوفاء بها وإذا لمسنا ذلك في الجانب الآخر سنقوم بالعمل أيضا”.

ويسعى بايدن إلى العودة للاتفاق الذي وافقت إيران بموجبه على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، وكان إنجازا تحقق خلال إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما حتى انسحب منه دونالد ترامب في 2018. لكن على الرغم من أن طهران وواشنطن تقولان الآن إنهما تريدان إحياء الاتفاق، فإنهما تختلفان بشأن من يتعين عليه اتخاذ الخطوة الأولى.

وسبق وأن أعلنت إسرائيل أنها غير معنية بأن تكون جزءا من الاتفاق النووي الحالي، مطالبة بضرورة إجراء تعديلات عليه. وأعلنت في وقت سابق عن تشكيل فريق دبلوماسي برئاسة رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شابات لمتابعة ملف إيران النووي، والسعي لإقناع القوى الدولية بضرورة الضغط على طهران لتضمين بنود جديدة لأي اتفاق تشمل صواريخ طهران الباليستية، ووقف إيران دعم الجماعات المسلحة في المنطقة وفي مقدمتها حزب الله اللبناني.

أخبار ذات صله