fbpx
الميليشيات الليبية تحاول التواري خلف “الحرس الوطني
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

تدفع الميليشيات المتمركزة في غرب ليبيا، التي شاركت في معركة التصدي لقوات الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس، نحو إحياء الجدل حول جهاز “الحرس الوطني” الذي يمثل حيلة للالتفاف على المطالب الإقليمية والدولية لتفكيك هذه الميليشيات، من أجل فرضه على الحكومة الليبية المؤقتة.

 

وفي خروج كان لافتا في توقيته باعتبار أنه يتزامن مع تسريع ممثلي السلطة الانتقالية المنتخبة في مدينة جنيف السويسرية في وقت سابق لوتيرة تحركاتهم من أجل تشكيل حكومة مؤقتة وبحث الملفات العالقة على غرار المصالحة الوطنية وتوحيد المؤسسات والتحضير للانتخابات، قال رئيس المكتب الإعلامي لما يسمى بالحرس الوطني الليبي الطاهر بن غربية إن “ذكرى ثورة 17 فبراير ستعرف كذلك ميلاد الحرس الوطني”.

 

وتابع بن غربية في تدخل له على قناة التناصح الفضائية التي يديرها سهيل الغرياني ابن مفتي ليبيا المعزول الصادق الغرياني والتي تبث من تركيا، أن “ذكرى ثورة 17 فبراير ستتزامن هذا العام مع دخول حكومة وحدة وطنية وكذلك ميلاد وبزوغ الحرس الوطني على أرض الواقع”.

 

ولم يخف بن غربية في تدخله نوايا الميليشيات في التغلغل في هذا الجهاز، قائلا “الجميع كان ينتظر كيف سيتم دمج جميع القوات المساندة في جسم واحد، وأيضا جمع السلاح الذي كان منتشرا، وجاء هذا الجهاز الذي صدر به قانون رقم 2 لسنة 2015، ولكن كانت هناك شوائب وعراقيل وضعت سواء بقصد أو دون قصد”.

 

ويرى مراقبون أن محاولات الميليشيات الجديدة لإعادة الجدل حول “الحرس الوطني” إلى الواجهة تأتي استباقا لتسلم حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبدالحميد الدبيبة لمهامها رسميا.

 

وبالرغم من أن الدبيبة تفادى التطرق إلى ملف الميليشيات والمرتزقة في الأيام الماضية ما أوحى بأنها لن تكون ضمن أولوياته، إلا أن مسألة توحيد المؤسسات ومنها العسكرية هي من ضمن أولويات السلطة الانتقالية ما سيجعل الأخيرة تتجه نحو تفكيك المجموعات المسلحة وحصر سلاحها.

 

ويرى هؤلاء المراقبون أن الميليشيات تستبق هذه الخطوة من أجل تحصين نفسها وكذلك قادتها الذين فيهم مطلوبون دوليا أو موجودون على قائمة عقوبات، على غرار صلاح الدين بادي الذي يقود ما يسمى بـ”لواء الصمود” وهي أبرز الأذرع المُسلحة الإخوانية في مصراتة وفي العاصمة طرابلس.

 

وقال بن غربية إن المدن التي أعلنت رسميا انضمامها لجهاز الحرس الوطني هي مصراتة، الزاوية، الخمس، المشاشية، غريان، القلعة، زوارة، سبها، زلطن، الجميل وككلة، لافتا إلى أن “هذه المدن بالكامل انضمت وهناك بعض المدن سوف ترتب نفسها وتنضم تباعا للجهاز”.

 

ويشهد غرب ليبيا تنافسا قويا بين الميليشيات التي تسيطر على أغلب مرافق الحياة منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وكانت سيطرتها على المؤسسات الرسمية وغيرها من بين الأسباب التي جعلت الجيش يقوم بهجومه على العاصمة طرابلس في العام 2019 قبل أن يتعثر الهجوم وينسحب الجيش تمهيدا للترتيبات السياسية الجارية الآن.

 

وتضغط العديد من القوى الإقليمية والدولية، على غرار الولايات المتحدة وروسيا ومصر وغيرها، من أجل الدفع نحو تفكيك الميليشيات وكذلك إخراج المرتزقة الذين استنجد بهم طرفا الصراع، وهي نقاط تم كذلك التوافق حولها في التفاهمات الليبية الأخيرة، غير أنها لا تزال تراوح مكانها.

أخبار ذات صله